العلامة مرتضى الزبيدي
من الشخصيات العلمية الخطيرة التي لم تستوف دراسة وبحثاً العلامة السيد مرتضى الزبيدي شارح القاموس المحيط، هذه الشخصية الدرامية بكل ما تحمله الكلمة من معنى...
الذي ولد في الهند حوالي 1732م، ونشأ في اليمن في زبيد، وإليها نُسب، ورحل للحجاز، ثم أقام بمصر، وفيها توفي حوالي 1792م، والذي كان يتقن الفارسية والتركية وبعض لغات الهند، إضافة للعربية.
عندما توفيت زوجته حزن عليها حزناً كثيراً، ودفنها عند مشهد السيدة رقية، وعمل على قبرها مقاماً ومقصورة وستوراً وفرشاً وقناديل، ولازم قبرها مدة طويلة، ثم دخل في حالة اكتئاب فانقطع عن الناس إلى أن مات بعد خمس سنوات تقريباً.
المشهور عنه أنه محدِّث من الطراز الأول، ولغوي لا نظير له، لكن حدثني مستشرق ألماني عن رسالة دكتوراه باللغة الألمانية حول (مفهوم العقل: دراسة مقارنة بين الزبيدي وهيغل)، وذلك بالاعتماد على شرحه لـ (إحياء علوم الدين) الذي لا يقل أهمية عن شرحه للقاموس المحيط. كان الزبيدي وهيغل متعاصرين، ويبدو أن المشتركات بينهما في فهمهما لمصطلحي (العقل) و(العلم) كانت أكثر مما نتوقع.
ولطالما تساءلت: لماذا لا تتوجه مؤسسة أكاديمية تخدم شرح الإحياء الموسوم بـ (إتحاف السادة المتقين في شرح إحياء علوم الدين)، والذي سيتجاوز الثلاثين مجلدا أيضاً، على غرار ما قامت به وزارة الإعلام الكويتية في خدمتها لـ (تاج العروس شرح القاموس)! وحينها سوف نكتشف الزبيدي الفيلسوف والصوفي أيضاً معاً.
وسوم: العدد 707