نداء الشاعر محمد إقبال إلى الشباب المسلم
درس في جامعة كمبردج الفلسفة والاقتصاد والحقوق، وحصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة ميونخ.
من أبياته المشهورة:
بمعابد الإفرنج كان أذاننا قبل الكتائب يفتح الأمصارا
ومنها:
إذا الإيمان ضاع فلا أمان ولا دنيا لمن لم يُحْي دينا
ومنها:
أضحى الإسلام لنا ديناً وجميع الكون لنا وطنا
تــوحيـــــــــد الله لنـــا نــــــــــــور أعددنا الروح له ســكنا
ومن كلماته هذا النداء إلى الشباب المسلم:
[ المسلم المثالي، هو الذي يمتاز بين أهل الشك والظن بإيمانه وعقيدته، وبين أهل الجُبن والخوف بشجاعته وقوته الروحية، وبين عُبّاد الرجال والأموال والأصنام والملوك بتوحيده الخالص، وبين الأوطان والألوان والشعوب بآفاقيّته وإنسانيّته، وبين عُبّاد الشهوات والأهواء والمنافع بتجرّده وتمرّده على موازين المجتمع الزائفة، وقيم الأشياء الحقيرة، وبين أهل الأثرة والأنانية بزهده وإيثاره، وكبح نفسه. ويعيش برسالته لرسالته، ذلك المسلم الحق، الذي مهما اختلفت الأوضاع، وتطورت الحياة، لا يزال يؤمن بالحقيقة الثابتة التي لا تتغير ولا تتحول. هذا الشاب المسلم لم يُخلق ليندفع مع التيار، بل خُلق ليوجّه العالم، لأنه صاحب الرسالة، وحامل العلم اليقين، فليس مقامه مقام التقليد والاتباع، بل مقام الإمامة والقيادة، وإذا تنكّر الزمان له، وعصاه المجتمع، لم يكن له أن يستسلم ويخضع، ويضع أوزاره، ويسالم الدهر، بل عليه أن يثور عليه، وينازله، حتى يقضي الله في أمره، وبذلك يردّ الأمر إلى نصابه، ويقيم عوج الدهر الغشوم، ويصلح الفاسد وهو في هذا متمثلاً: "سألني ربي: هل ناسبك هذا العصر، وانسجم مع عقيدتك ورسالتك؟ قلت: لا يا ربي، قال: فحطّمه ولا تُبالِ" ].
وسوم: العدد 779