******************************
******************************
وكــمْ للهِ مــنْ لُطــفٍ خَفــيٍ=يَدُقُّ خَفــاهُ عــنْ فَهمِ الذَّكيِّ
وكــمْ أمرٍ تُســاءُ بهِ صَباحــاً=وتأتيكَ المَســرَّةُ في العَشـيِّ
إذا ضاقتْ بكَ الأحوالُ يوماً=فَثِــقْ بالواحــدِ الفـردِ العلـيِّ
خَفِّفْ عَنِ النَّاسِ ما يَلْقَـوْنَ مِنْ أَلَمِ=فَإِنْ عَجـزْتَ فَـأَخْرِجْ طَـيِّـبَ الْـكَلِمِ
وانْسُــجْ من الفَألِ أثوابـاً لـتُفْرحَهُمْ=وكُنْ كَنُورٍ لـهـم فـي أَحـلَكِ الـظُّلَـمِ
لا يُسْعِدُ النَّاسَ في قَولٍ وفي عَمَلٍ=إلَّا امْرُؤٌ طَيِّبُ الأَخْـــلاقِ والشِّـــيَمِ
أُحــبُّ اللهَ عـــنْ أدبٍ وصــدقٍ=ولا أرضى سوى التقوى خَلاقي
تركتُ جميـــعَ خلقِ اللهِ دُونــي=شُــغلت عن الخلائق باشتِياقِي
وشَـــوقي قَدْ مَزجتُ بِه رَجَائِي =على خَوفٍ فَمِنْ خَوفي مَذاقِي
ومن عَـــرفَ المحَبة عــن يقينٍ=حـــرامٌ أنْ يميـــلَ إلــى فِـــرَاقِ
وكيف أُحــبُّ غَيـــرَ اللهِ يَومَـــاً =وليسَ سِـــواهُ في الأكوانِ باقِ