تلبية أشواق الأرواح
إن لُبّ عظمة الإسلام يتمثّل في قدرته الفائقة على تلبية أشواق الأرواح وإجابة أتواق العقول وتحقيق مطالب الأجسام، وبالجملة فهو قادر على إجابة نداءات الإنسان وتحقيق مطالبه في دوائر الوعي والإيمان والغرائز، وذلك من دون أي تضارب أو تناقض؛ وهذا ما يؤهله لكي يكون دين المستقبل للبشرية جمعاء، إن أحسن المسلمون تمثّله في سلوكياتهم وتمثيله أمام شعوب العالم المحتاجة إليه. ومن هنا فإن أصحاب رؤية (نهاية التأريخ) ومن يقف معهم، يَغذّون الخُطى في محاربة الإسلام، من خلال تشجيع تيارات التدين المغشوش، سواء كانت شيعية أو سلفية أو صوفية، ما دامت ستقدم صورة قبيحة عن الإسلام تُغْني عن آلاف الكتب والأفلام والمقالات التي تتناوله بالتشويه، ودفع جماعات التطرف والعنف للظهور كممثلة لقيم الجهاد والسياسة والدولة، ولا سيما الجهاد الذي ظل يرعب الطغاة والبغاة في كل عصر، حيث تم ويتم دعمهم بطريقة شيطانية عبر تسهيل وصول الأسلحة إليهم وتيسير سفر محبيهم إلى الأماكن التي يراد جعلها مسرحا مشهودا لتشويه صورة الإسلام ووَصْمه بالإرهاب كما حدث في العراق وسوريا، ثم شن حرب شاملة لاستئصال الإسلاميين الوسطيين الذين يُحسنون تمثّل قيم الإسلام، حتى يصبح الإسلام ديانة لاهوتية مستأنسة مثل البوذية والهندوسية!
وسوم: العدد 848