دعاء الثورة
د. معاذ حوى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين
اللهم نعلن ضعفنا وعجزنا ومسكنتنا وافتقارنا . . فداركنا بعفوك وفضلك وقوتك ونصرتك وعزتك وغناك ﴿ ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، واعف عنا واغفر لنا وارحمنا، أنت مولانا، فانصرنا على القوم الكافرين ﴾.
اللهم إنا نسألك مسألة الضعفاء الفقراء المساكين المضطرين الأذلاء المحتاجين، نَصَرْتَ أهل بدر وهم أذلة، فانصرنا وانصر أهلنا في سورية وفي ليبيا وفي فلسطين، وغيرها من ديار المسلمين، اللهم إنا أذلةٌ، لا نملك من أمرنا شيئاً، قيدنا عدونا وأبناء جلدتنا،
فمن كان منا ناصراً وداعياً لهم فارحمه وانصره معهم، ومن كان من إخواننا مريداً لخير إخوانه الثائرين المتظاهرين بالحق فأعزه معهم وانصرهم جميعاً وأيدهم وبارك فيهم واجعل له جاهاً وذكراً حميداً.
ومن كان منا مخالفاً ومثبطاً ومتخاذلاً ـ وهو يقدر أن يقدم شيئاً لنصرة إخوانه ـ فاهده وأصلحه ليكون ناصراً لإخوانه، فإن أبى فاقهره واكسر قلبه، كما كسر قلوبنا.
اللهم إنا نستنصر بك على عدونا الذي يقتلنا ويعذبنا ويقهرنا ويهيننا ويسجننا ويفتري علينا، الله خذهم من حيث لا يحتسبون، وائتهم من حيث لا يتوقعون، اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر، الله أهلكهم، لا تبق منهم أحداً، ولا تمض لهم سبباً، حُلْ بينهم وبين إيذائهم لنا.
اللهم هُدَّ أركانهم، واسحق طغيانهم، وامح نظامهم، المجرم الطاغي الظالم المستبد الفاجر الكاذب.
اللهم إنك تعمل المصلِح من المفسِد، فمن كان منا مصلِحاً فانصره وأيده وأظهر الكرامة له، ومن كان منا مفسِداً فاخذله وأذلَّه واجعله عبرة للخلق، وشماتة للشامتين والمتوجعين والمتفجعين والمظلومين والمقهورين.
اللهم حرك همم العلماء والصالحين للمشاركة في إصلاح البلاد، وتأييد الشعوب في حقهم وثورتهم، واهدهم لقيادة التغيير وتوجيه الثائرين بحق ونور وعلم ونصيحة.
اللهم إنا لا نثق بأنفسنا ولا بأسبابنا ولا بأعمالنا ولا بأحد من خلقك، فإنهم لا يملكون ولا نملك لأنفسنا ضراً ولا نفعاً، اعتمادنا عليك، وثقتنا بك، فنسألك أن تهدينا إلى كل سبب نافع، وقولٍ وعمل يكون فيه خير لثورتنا على الباطل وأهله.
اللهم إنا نسألك نصرَك وتأييدَك لعبادك الضعفاء المستضعفين المظلومين المقهورين.
اللهم أمرتنا بالتوكل عليك وأمرتنا بإعداد ما نستطيع وما في وسعنا، وإنا متوكلون عليك نسعى بقدر ما نستطيع، فاكتب لنا النصر والرحمة والفرج، واجعل لنا علواً على عدونا، وفرجاً كبيراً، وفتحاً قريباً، ونصراً مبيناً.
اللهم إنك نصرت أنبياءك ورسلك وعبادك المؤمنين وأيدتهم بجند من جندك، فأرنا اللهم جندك هؤلاء، جندك الظاهرة و الخفية،واجعلنا اللهم من جندك الذي تنصر بهم عبادك المؤمنين، وتنصر بهم الحق المبين.
اللهم يا من لك جنود السموات والأرض سخر جنودك وملائكتك لنصرة أحبابك.
اللهم ثبتهم، وأنزل السكينة على قلوبهم، وصبرهم على وقفتهم على الحق.
اللهم سلطنا على عدونا، ولا تسلطهم علينا، واقهرهم لنا، ولا تقهرنا لهم.
اللهم ما أخذوا وسرقوا من خيرات بلادنا وكنوزها وجنانها، فرده اللهم لأهلها ومستحقيها، وأخرج منها هؤلاء الظالمين المعتدين، السارقين الناهبين، المفسدين الكاذبين.
اللهم انصرنا وانصر عبادك الصادقين ـ الذي يردون الحق ويردون نصرة دينك وإقامة شريعتك ـ واجعل نصرهم مفتاحاً للخير في العالَمِ كلِّه، واجعل نصرهم مفتاحاً لباب الدعوة إلى الدين والهدى والحق.
اللهم اجعل نصرهم طريقاً إلى الحكم بما أنزلت، فإنه لا ينبغي أن يَحكم في أرضك ومُلكِك غيرُك، ولا وينبغي لأحد أن يَرْضَى بأمر غيرِ أمرك، فالملك ملكُك، والخلق خلقُك، والأمر أمرُك، والحكم حكمُك، (ألا له الخلق والأمر).
اللهم انصر أهل الحق، الذين يريدون إقامة العدل بين عبادك، اللهم حقق مرادهم، ونجح مقاصدهم، وسدد رأيهم، وأصب رميهم، اللهم احفظهم، واحْمِهِم، وعمِّ عنهم أعين عدوهم، وادفع عنهم، فلا يصيبهم عدوهم، ولا يدري بهم ولا يصل إليهم، ولا يكشف ما ينتصرون به.
اللهم ارحم شهداءنا وداو مصابينا وبدل فجيعتنا فرحاً بالشهادة والنصر وأرنا في عدونا من القَرْح و الألم والنكاية والمصائب والهزائم والمحق ما يَسَرّ قلوبنا و يشفي صدورنا.
اللهم ارحم شهداءنا، إنهم أحبابك، كتبت لهم كرامة الآخرة بالشهادة ومقعد الصدق، فاكتب لنا ولهم معها في الدنيا كرامة النصر والتمكين، والعز والمجد، بالإيمان وتطهير الأوطان.
اللهم اقذف الرعب في قلوب قيادات النظام الفاسد وأزلامه ورجاله ومن ينصره، فإنهم اجتمعوا على الظلم والكيد والغدر بشعوبنا، اللهم لا تبق منهم أحداً إلا وخذه بجرمه وظلمه وعدوانه، وأرهم أنك القادر، وأنك القاهر، وأنك المنتقم، وأنك إن أمهلت فإنك لا تهمل، خذهم أخذة واحدة، فإن أخذك أليم شديد، وأنت القدير، ذو البأس الشديد، عزيز ذو انتقام.
اللهم إنهم بَغَوا علينا، ظنوا أنك لا ترحمنا، وغرتهم أمانيهم أنهم على الحق، وهم يعلمون ما هم عليه من باطل وغدر وفسق وظلم، اللهم فاقصم ظهورهم ولا تبق لهم ظناً ولا حجة، وأرهم وأرنا حبك لأوليائك، وبغضك لأعدائك الظالمين المجرمين. « فإنه لا يعز من عاديت، ولا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت ».
اللهم رد كيدهم إليهم، وردهم نادمين، اللهم قد رأينا كيدهم؛ فأرنا اللهم كيدك القاهر، ورأينا مكرهم؛ فأرنا اللهم مكرك الغالب المباغت ﴿ والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون ﴾.
اللهم خذهم من حيث لا يحتسبون، وائتهم من حيث لا يتوقعون. ورد عليهم قذائهم وتدبيرهم وتخطيطهم.
اللهم ارفع عنا سلطان عدونا، اللهم إنهم لا يعجزون، فأرنا عجزهم، وأرنا قدرتك عليهم، وأنت القادر أن تديل الدولة لأهل الإيمان والعدل الحق، فارحمنا بها يا رب العالمين.
اللهم إنك لو شئت لانتصرت منهم، فأرنا إرادتك ومشيئتك وقدرتك في هزيمتهم، ورد كيدهم إليهم. اللهم اقذف في قلوبهم رعباً يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين، ويتسببون في دمارهم وفشلهم، اللهم اقطع عنهم حبلك وحبال الناس، فلا يجدون منك إرادة ولا إمهالاً، ولا يجدون من خلقك مؤيداً ولا معيناً.
اللهم اجعل إنفاق هذا النظام الحاقد المجرم وإعدادهم وبذلهم وأموالهم وأسلحتهم ومقاتلتهم، التي ينفقونها ويبذلونها، اجعلها حسرة عليهم، ثم يُغلَبون.
اللهم أهلكهم، واقتلهم ومزقهم وشتتهم، وأفن دولتهم وحقر حكومتهم، واجعلهم عبرة، ومن أبقيته منهم فاجعلهم نادمين خزايا مطرودين مشردين منبوذين محقورين.
اللهم لا نعجب من عدونا وعدوك أن ينزل بنا قذائفه، ولكنا نعجب من إخواننا وأبناء بلدتنا وجلدتنا وديننا أن يكون فيهم مثبطين لنا مدافعين عن عدونا، فافضح اللهم منافقهم.
اللهم إن هذا النظام الغاشم؛ قد طغوا في البلاد، فأكثروا فيها الفساد، فصب عليهم سوط عذاب، وخلص منهم العبادَ.
وصل اللهم على نبيناورسولنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.