البدار البدار.. قبل أن تصفر شمس العمر
وقبل أن يحين الغروب
الشيخ خالد مهنا *
كنا في العام الماضي في مثل هذه الأيام ..نرقب شهر الصوم ونتحراه ثم ماذا !!..
عام كامل بأيامه ولياليه قد ..قوَّض خيامه ..وطوى بساطه ..وشدَّ رحاله ..
بما قدمنا فيه من خير أو شر ..وصدق الله ..{ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً } ..
{ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً } ..
وقد قيل : تمر بنا الأيام تترى ..وإنما نساق إلى الآجال والعين تنظر ..
إنَّ الدقائق والثواني التي ذهبت من أعمارنا لن تعود ..ولو أنفقنا جبال الأرض ذهباً وفضة ..
من أعظم نعم الله عليك أن مدّ في عمرك وجعلك تدرك هذا الشهر العظيم ..
فكم غيَّب الموت من صاحب ..ووارى الثرى من حبيب ..
فتذكر من ..صام معنا العام الماضي ..وصلى التراويح وصلى العيد ..
ثم أين هو الآن بعد أن غيبه الموت وضمة القبر والحد في التراب ؟! ..
اجعل لك من هذا الحديث نصيب ..قال صلى الله عليه وسلم :
( اغتنم خمساً قبل خمس : حياتك قبل موتك ..وصحتك قبل سقمك ..
وفراغك قبل شغلك ..وشبابك قبل هرمك ..وغناك قبل فقرك ) رواه الحاكم
فاحرص يا مسكين ..أن تكون من خيار الناس كما أخبر بذلك صلى الله عليه وسلم حين سُئل : أي الناس خير ؟! ..قال : ( من طال عمره وحسن عمله ) ..
كيف لا يُبشّر المؤمن ..بفتح أبواب الجنان !.كيف لا يُبشّر المذنب ..بغلق أبواب النيران !. كيف لا يُبشّر العاقل ..بوقت يُغلّ فيه الشيطان !.من أين يشبه هذا الزمان زمان ؟!
قال معلى ابن الفضل :
كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ..ثم يدعونه ستة أشهر أن يتتقبل منهم رمضان ..
*وقال يحيى بن كثير كان من دعائهم :
اللهم سلمني إلى رمضان ، وسلم لي رمضان ، وتسلم مني رمضان متقبلاًً ..
*وقد كان نهج وسنة ابن عمر رضي الله عنهما لا يفطر في رمضان إلا مع اليتامى والمساكين ،* وقال نافع: ( كان ابن عمر رضي الله عنهما يقوم في بيته في شهر رمضان، فإذا انصرف الناس من المسجد أخذ إداوةً من ماءٍ ثم يخرج إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا يخرج منه حتى يصلي فيه الصبح)
*وكان مالك بن أنس إذا دخل رمضان يفر من الحديث ومجالسه أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف.
*وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العباد وأقبل على قراءة القرآن.
*وكان سعيد بن جبير يختم القرآن في كل ليلتين.
*وكان محمد ابن شهاب الزهري إذا دخل رمضان فإنّما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام .
هذه هي أيام بذل الثمن
فمرحى بشهر طيب مبارك كريم ..فيه انزل القرآن والكتب السماوية ..
وفيه الشفاعة بالصيام والقرآن..في رمضان ..التراويح والتهجد ..في رمضان ..
التوبة وتكفير الذنوب ..
في رمضان ..تصفد الشياطين ..وفيه ..
تغلق أبواب الجحيم وتفتح أبواب الجنان ..في رمضان ..الجود والإحسان والعتق من النيران ..
بين الجوانح في الأعماق سكناه ولم أزل في هواه ما نقضت له قد شاخ جسمي ولكن في محبته في كل عام لنا لقيا محببة بالعين والقلب بالآذان أرقبه والليل تحلو به اللقيا وإن فنوره يجعل الليل البهيم ضحىً ألقاه شهراً ولكن في نهايته في موسم الطهر في رمضان الخير من كل ذي خشية لله ذي ولعٍ |
|
فكيف أنسى ومن في الناس ينساهُ! عهداً ولا محت الأيام ذكراهُ ما زال قلبي فتىً في عشق معناهُ يهتز كلُ كياني حين ألقاهُ وكيف لا ! وأنا بالروح أحياهُ قصرت ساعاتها أُحيى لها وأحلاهُ فما أجلَّ وما أجلى محياهُ يمضي كطيف خيال قد لمحناهُ تجمعنا محبة الله لا مالٌ ولا جاهُ بالخير تعرفه دوماً بسيماهُ |
قال الله : { وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً ، عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً } ..
تأمل وتدبَّر معي من الذي سقاهم !! { وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً ، إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً }
هذه هي أيام بذل الثمن في ا لوصول إلى تلك الدرجات وتلك الجنان ..
والله إنه لنعيمٌ لا يستطيع الخيال له تصويرا ، ولا يستطيع اللسان عنه تعبيرا ، وليس الخبر كالمعاينة.. انتظر { َإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ } .
إنها الجنة ، ودار السلام ، ودار الخلد ، ودار المقامة ، ودار الحيوان ..
إنها جنة المأوى ، والمقام الأمين ، وجنات عدنٍ ، وجنات النعيم ..
إنها مقعد صدق عند مليك مقتدر..إنها الفردوس .. وما أدراك ما الفردوس !!
ثبت في الصحيحن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس .. فإنه أعلى الجنة ، وأوسط الجنة ، ومنه تُفجّر أنهار الجنة ، وفوقه عرش الرحمن ) .
وإذا أردت أيها المشتاق أن تكون من أهل الفردوس فاسمع أوصافهم كما جاء
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، ثم الذين يلونهم على أشدّ كوكب دريّ في السماء إضاءة ، لا يبولون ، ولا يتغوطون ، ولا يتفلون ، ولا يتمخطون ، أمشاطهم الذهب ، ورشحهم المسك ، ومجامرهم الأُلُوَّة ، أزواجهم الحور العين ، على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم عليه السلام ) متفق عليه .
وعن كعب رضي الله عنه قال : ما نظر الله إلى الجنة إلا قال : طيبي لأهلك...فتزداد ضعفاً حتى يدخلها أهلها ..
اسمع إيها المشتاق .. اسمع ايها المشتاق وزد شوقاً واستبشاراً..
إن الله جلت قدرته أعد في الجنة غرفاً شفافة يُرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها ، متألقة كأنها النجوم بلغت حدَّ الكمال في السعة والتمكين ..
قصورها من ذهب لا يشاكله ذهب الدنيا ولا يماثله لأنه جوهر شفاف في غاية الصفاء..وحصباء أرضها الياقوت والجوهر..وترابها المسك والزعفران ..
مفروشة بالفُرش الناعمة من السندس والأطاليس والاستبرق في غاية الرقة والنعومة ..
تتشقق في أرجائها الأنهار ، وتجري في وسطها الغدران ..
قال تعالى : { لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ }
*وروى الترمذي في جامعه عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنَّ في الجنة لغرفاً يُرى ظاهرها من بطونها ، وبطونها من ظهورها ) ، فقام إعرابي فقال : يا رسول الله لمن هذه الغرف ؟!، فقال صلى الله عليه وسلم : ( لمن طيّب الكلام ، وأطعم الطعام ، وأدام الصيام ، وصلى بالليل والناس نيام )..
فهذا هو الثمن فادفعوه ما دمنا في زمن الإمكان ..أما أعظم نعيم في الجنان فهو ..التمتع بالنظر إلى وجه الرحمن .. وهذا مؤكد في السنة و آيات القرآن ..
قال تعالى : { وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ،لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
{ فالحسنى } : هي الجنة ..
و{ الزيادة } : هي النظر إلى وجهه الكريم .. بذلك أخبر الذي أُنزل عليه القرآن صلوات ربي وسلامه عليه ..
*فعند مسلم في صحيحه من حديث صهيب رضي الله عنه قال : قرأ رسول صلى الله عليه وسلم ( { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } ، قال : ( إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى منادٍ : يا أهل الجنة إنَّ لكم عند الله موعداً ويريد أن ينجزكموه ، فيقولون ما هو ؟! ألم يثقل موازيننا ، ويبيض وجوهنا ، ويدخلنا الجنة ، ويزحزحنا عن النار !! فيكشف الحجب فينظرون إلى الله فما أعطاهم شيئاً أحب إليهم من النظر إليه وهي { الزيادة } في قوله تبارك وتعالى )
نعم .. سيرون ربهم.. وسيغمر وجوههم نضارة وإشراقاً ..
سيتجلى لهم ربهم ، وسيضحك لهم وسيُحاضر كل واحد منهم محاضرة..
سيتجلى لهم ربهم ، وسيضحك لهم وسيُحاضر كل واحد منهم محاضرة..
{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ }
فيا نظرة أهدت إلى الوجوه نضرة للهِ أفراح المحبين عندما وللهِ أبصار ترى الله جهرة فلا |
|
أضاء لها نورٌ من الفجر أعظم يخاطبهم من فوقهم ويُسلِّم الضيم يغشاها ولا هي تسأم |
والذي لا إله إلا هو لقد أخبر الله بهذا ، وأخبر به الذي لا { يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى }
سترى ربك ..سترى ربك.. سترى الذي خلقك وصورك ..سترى الذي كساك وسقاك وأطعمك ..سترى الذي للإسلام والإيمان هداك ووفقك { تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً } ..
*في الصحيحين عن جرير بن عبد الله قال : نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القمر ليلة البدر فقال : ( إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر ) فما هو الثمن ؟؟؟!!!..
*قال صلى الله عليه وسلم : ( فإن استطعتم إن لا تُغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ) ..
فأبشروا يا أهل صلاة الفجر والعصر .. ويا خسارة النائمين.. ويا خسارة المتخلفين ..
*قال ابن مسعود رضي الله عنه : والله ما منكم من إنسان إلا أن ربه سيخلو به يوم القيامة كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر ..
&وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : إن أدنى أهل الجنة منزلة مَن ينظر إلى ملكه ألفي عام يرى أدناه كما يرى أقصاه ، وإن أفضلهم منزلة لمن ينظر إلى وجه الله في كل يوم مرتين ... وإن أفضلهم منزلة لمن ينظر إلى وجه الله في كل يوم مرتين ...
&وقال الحسن رحمه الله : لو علم العابدون في الدنيا أنهم لا يرون ربهم في الآخرة لذابت أنفسهم في الدنيا ولتقطعت قلوبهم كمدا..
قال الله جل في علاه : { مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }
ومن دعائه صلى الله عليه وسلم : ( اللهم إني أسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقاءك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة ) .
هذا هو أعظم النعيم ..
وإنَّ أعظم العذاب في النار حرمانهم من النظر إلى وجه الجبار { كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ }..
أما ما فيها من الثواب والنعيم ..
ففيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون ..
لا يموتون ، لا يمرضون ، لا يهرمون .. فيها دور وقصور .. وأنهار وأشجار..
وجنات من نخيل وأعناب ..
فيا أيها الغافل ..ربح القوم وخسرت ..وساروا إلى الحبيب مسرعين وما سرت..وقاموا بالأوامر وضيعت ما به أُمرت..
هل جاءك من خبر العيون والأنهار التي تجري تحت تلك الدور والقصور ..
هل جاءك من خبر العيون والأنهار التي تجري تحت تلك الدور والقصور ..
فإنها أنهار تجري من تحت غرفهم وقصورهم وبساتينهم ..
من يشرب من هذه الأنهار شربة لا يظمأ بعدها أبداً ..
وماؤها أشد بياضاً من اللبن ، وأحلى من العسل ، وأبرد من الثلج ، وأطيب ريحاً من المسك ، لا تنقص بكثرة الشراب ، ولا تتغير بطول المكث ..
شربها يزيد في نور الوجوه والأجسام ، وينور القلوب والأرواح والأبدان ..
الشارب منها يزداد معرفة وقرباً وشوقاً ويقيناً..
*عند البخاري من حديث أنس أن رسولنا صلى الله عليه وسلم قال : ( بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوَّف ، فقلت ما هذا يا جبريل ؟ قال هذا الكوثر الذي أعطاك ربك ، قال فضرب الملك بيده فإذا طينه مسك أذفر)
أما العيون ..
فقد قال تعالى : { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ }
وقال سبحانه { إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ } أنظر إلى من نسبهم في العبودية { عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ } وهذا أعظم النداء ..
ومما زادني شرفاً وتيهاً دخولي تحت قولك يا عبادي |
|
وكدت بأخمصي أطأ الثريا وأن صيَّرت لي أحمد نبياً |
{ إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ }
وقال سبحانه { وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً ، عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً } ..
فأخبر سبحانه عن مزج شرابهم بالكافور والزنجبيل فإن في الكافور من البرد وطيب الرائحة ، وفي الزنجبيل من الحرارة وطيب الرائحة ، ومجيء إحداهما على إثر الآخرى حالة أكمل وأطيب وألذ..
قال مجاهد وقال عكرمة في قوله تعالى : { يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً } أي يتصرفون فيها حيث شاءوا ، وأين شاءوا، ومتى شاءوا ، تحت قصورهم ودورهم ومجالسهم ومحالهم ..
والتفجير هو الإنباع كما قال تعالى :{ وَقَاْلُوا لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً }والذي بعث محمداً بالحق ..والذي بعث محمداً بالحق لو قيل لك : سنعطيك داراً بجانب النهر لطرت فرحاً وسروراً ..
والله لو قيل لك في الدنيا سنعطيك داراً بجانب النهر لطرت فرحاً وسروراً ..
فكيف أنت بقصور تجري من تحتها الأنهار !!!!.
أليس ذلك من أعظم البشارات ، وأعظم الأعطيات !!!..
{ كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ}
ولن يحلو المقام في تلك الدور والقصور والجنات والأشجار والأنهار التي تتفجر فيها العيون وتجري تحتها الأنهار إلا بمعانقة الحور ، وفضِّ الأبكار في الدور والقصور وتحت الأشجار وعلى ضفاف الأنهار ..
إنهنّّ الخيرات الحسان اللاتي لم يطمثهنَّ أنس قبلهم ولا جان ..
وصفهن الله فقال : { كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} ..
إن غنت فيا لذة الأبصار والأسماع..وإن آنست وأمتعت فيا حبذا تلك المؤانسة والامتاع..وإن قبلَّت فلا شيء أجشى إليه من ذلك التقبيل..وإن نوَّلت فلا ألذ ولا اطيب من ذلك التنويل..وإن خاطرت فيا لذة تلك المعانقة والمخاطرة ..وإن حاضرت فيا حسن تلك المحاضرة..
فما ظنك بامرأة إذا ضحكت في وجه زوجها أضاءت الجنة من ضحكها وابتسامتها ..
وإذا انتقلت من قصر الى قصر قلت هذه الشمس متنقلة في بروج فلكها..
سماهنّّ الله بالحور العين ..
والحور : جمع حوراء ، وهي المرأة الشابة الحسناء ، الجميلة البيضاء ، شديدة سواد العيون العيون ..
أو هي التي يحار المرء في حسنها وجمالها ..
أو هي التي يحار بها الطرف من رقة الجلد وصفاء اللون ..
حسان العيون .. يُرى ساقها من وراء ثيابها.. ويرى الناظر وجهه في وجهها من صفاء لونها فهنَّ بصفاء الياقوت ، وبياض المرجان ..
*قال صلى الله عليه وسلم : ( لو أنَّ امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت على الأرض لأضاءت ما بينهما ، ولملأت ما بينمها ريحاً ، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها ) .. فلا إله إلا الله ..فلا إله إلا الله إذا كان نصيفها – أي خمارها - خير من الدنيا وما فيها ، فكيف بصاحبة الخمار!!.. فكيف بصاحبة الخمار!!..
&قال الله : { إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء ، فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً ، عُرُباً أَتْرَاباً ، لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ }
&وقال سبحانه : { فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ ، فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ، حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ، فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ، لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ، فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} ..
يروى عن ثابت أنه قال : كان أبي من القوّامين لله في سواد الليل.. يقول أبوه : رأيت في منامي ذات ليلة امرأة لا تشبه النساء ، فقلت لها : من أنت يا أمة الله ؟!
قالت : أنا حوراء من حور الجنة .. فقلت : زوجيني نفسك ..
فقالت: اخطبني من عند ربي وادفع مهري.. فقلت : وما مهرك ؟!
فقالت : مهري طول التهجد ، والقيام في الظلام ....
ولله در من قال :
أنا من الذين قال الله فيهم : { وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ } ..
يا خاطب الحور في خدرها انهض بجدٍ لا تكن وانياً وقم إذا الليل بدا وجهه فلو رأت عيناك إقبالها وهي تمشي بين أترابها لهان في نفسك هذا الذي
|
|
وطالباً ذاك على قدرها وجاهد النفس على صبرها وصم نهاراً فهو من مهرها وقد وبدت رمانتا صدرها وعقدها يشرق في نحرها تراه في دنياك من زهرها
|
*عن عامر بن عبد الواحد قال : بلغني أنَّ الرجل من أهل الجنة يمكث في مكانه سبعين سنة ..ثم يلتفت فإذا بامرأة أحسن ممن كانت معه تناديه فتقول له : صفي الله.. أما آن أن يكون لنا فيك نصيب ؟ ! فيقول : من أنت يا أمة الله ؟ فتقول : أنا من الذين قال الله فيهم : { وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ } ..
فيمكث معها سبعين سنة ثم يلتفت ، فإذا بامرأة أحسن مما كانت معه ، فتقول له : وليَّ الله.. أما آن أن يكون لنا فيك نصيب ؟
فيقول : من أنت يا أمة الله؟
فتقول : أنا من الذين قال الله فيهم { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ } ..
هل سمعت قول الله في سورة يس عن أصحاب الجنة { إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ ، هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ ، لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ ، سَلَامٌ قَوْلاً مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ }
قال أهل التفاسير في قوله تعالى { فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ } قالوا في فضِّ الأبكار ، وكلما جامعها رجعت بكراً كما كانت ..
سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم : أنصل إلى نساءنا في الجنة ؟
فقال له : ( إن الرجل ليصل في اليوم إلى مئة عذراء ، وعدد الأزواج بحسب تفاوت الدرجات في الجنات ).
ولا تتعجب من ذلك فإن الرجل يؤتى في الجنة قوة مئة رجل..
فهل قدمت مهرها؟!..
وهل دفعت ثمنها ؟! ..
قال مالك بن دينار : كان لي أحزاب أقرؤها كل ليلة ، فنمت ذات ليلة فإذا أنا في المنام بجارية ذات حسن وجمال وبيدها رقعة ، فقالت : أتحسن القراءة ؟ فقلت : نعم ، فدفعت إلي الرقعة ، فإذا مكتوب فيها فيها هذه الأبيات :
لهاك النوم عن طلب الأماني تعيش مخلداً لا موت فيها تنبّه من منامك إن خيراً |
|
وعن تلك الأوانس في الجنان وتلهو في الخيام مع الحسان من النوم التهجد بالقرآن |
وأجمل الكلام كلام الرحمن الذي قال : { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ، فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ، يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ ، كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ ، يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ ، لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ، فَضْلاً مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ، فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ، فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مُّرْتَقِبُونَ }..
ستسمع غناءها .. وستسمع كلامها .. كلامها الذي يسبي العقول بنغمة زادت على الأوتار والألحان ..
يرددن ويقلن : نحن الخالدات فلا نبيد ، ونحن الناعمات فلا نبأس ، ونحن الراضيات فلا نسخط ، طوبى لمن كان لنا وكنا له ...
فيا أيها المشتاق ..ويا أيتها المشتاقة ..
اسمعوا قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلّقت أبواب جهنم ، وسلسلت الشياطين )
نعم ستفتح حقيقة لا خيال .. وسيناديك المنادي ..يا باغي الخير أقبل .. ويا باغي الشر أقصر.فأين المشمرات ؟؟!!!وأين المشمرون ؟؟!!!
{ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً }
وأنت أيضاً أيتها المشتاقة المستبشرة ..
إذا أردت أن تكوني من أهل الجنان فاسمعي بعضاً من صفات نسائها ..
قال صلى الله عليه وسلم : ( ألا أخبركم بنساءكم من أهل الجنة الودود الولود والعؤود التي إذا ظلمت قالت لزوجها هذه يدي في يدك لا أذوق غمضاً ولا أنام حتى ترضى ) ..
وقال أيضا مبشراً الصادقات القانتات المطيعات : ( إن المرأة إذا صلت خمسها ، وصامت شهرها،وحصَّنت فرجها،وأطاعت زوجها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت). فماذا تريدين !!! أي فضل أعظم من هذا !!..
فالبدار البدار ..
فالبدار البدار ..قبل ان تصفر شمس العمر، وقبل أن يحين الغروب..
فمن تخيل دوام اللذة في الجنة هان عليه في الدنيا كل بلاء وشدة .. هان عليه كل بلاء وشدة.. قاله ابن الجوزي رحمه الله ..
هكذا كان حالهم قبل وبعد رمضان ..
فما هو حالنا !!!..
قال ابن عثيمين رحمه الله :
الحمكة من الصيام ..
ليس أن يمنع الإنسان نفسه عن الطعام والشراب والنكاح ..
ولكن كما قال الله { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } ..
وما أشار إليه النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه في قوله :
( من لم يدع ..قول الزور ..والعمل به ..والجهل ..فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) ..
ومعنى قوله عليه الصلاة والسلام
( من لم يدع قول الزور ) : هو كل قول محرَّم ...
وقوله :
( العمل به ) - أي بالزور- : أي كل فعل محرَّم ..
و ( الجهل ) : أي العدوان على الناس وعدم الحلم ..
فالمطلوب منكَ ومنكِ ومني ..تحقيق تقوى الله جلَّ في علاه ..
تقوى الله هي ..الغاية المنشوده ..والدره المفقوده ..{ والآخرة عند ربك للمتقين } ..
وإليك بعضاً من أخبارهم ..
قال البخاري : ما اغتبت مسلماً منذ احتلمت ..
وقال الشافعي : ما حلفت بالله صادقاً ولا كاذباً ، ولو أعلم أنَّ الماء يفسد علي مروءتي ما شربته ..
وقالوا لمحمد بن واسع : لمَ لا تتكأ ؟! قال : إنما يتكأ الآمن وأنا لا زلت خائفاً ..
وقُرأ على عبد الله بن وهب : { وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ } فسقط مغشياً عليه
وقال أحدهم : ما كذبت منذ علمت أنَّ الكذب يضر أهله ..
وقال أبو سليمان الداراني : كل يوم أنا أنظر في المرآة هل اسودَّ وجهي من الذنوب ..
هذا حالهم ..فكيف حالي وحالك ؟؟!!..لبسنا الجديد ..وأكلنا الثريد ..
ونسينا والوعيد ..وأمّلنا الأمل البعيد ..
رحماك يا رب ..
..لماذا تعشق العيش ؟! ..إذا لم تدمع عينك من خشية الله جل في علاه !!..
إذا لم تمدحه في السحر !!.. إذا لم تزاحم بالركب في حلق الذكر !!..
إذا لم تصم الهواجر ، وتخفي الصدقة !!.. هل العيش إلا هذا ؟؟!!..
هل العيش والسعادة إلا هذا ؟؟!!..
إذا لم تستطع ..قيام الليل ..وصيام النهار ..فاعلم أنك محروم ..
قال سبحانه :
{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ، فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ} ..
هذه أخبارهم { لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ}..
قال صلى الله عليه وسلم :
( بدأ الدين غريباً ..وسيعود غريباً ..فطوبى للغرباء ) ..
إنّّ الذي يقرأ ويسمع عن أخبار السلف ، وقلة من الخلف ..
يعلم أنَّ الدين يعيش غربة بين أهله ..
من سمع عن ..
صيامهم ..وقيامهم ..وجهادهم ..
أيقن أنَّ الواقع اليوم يحتاج إلى مراجعة وتصحيح ..
فتعالوا أحبتي ننظر في بعض صور الغرباء في رمضان ..الغرباء مع الصيام ..
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ما مات عمر حتى سرد الصيام ..
أما أمير البررة وقتيل الفجرة عثمان .. قال أبو نُعيم عنه :
حظه من النهار الجود والصيام ..ومن الليل السجود والقيام .. مبشر بالبلوى ..ومنعَّمٌ بالنجوى ..
*وعن الزبير بن عبد الله عن جده عن جدةٍ له يقال لها هيمه : كان عثمان يصوم الدهر ، ويقوم الليل إلا هجعة من أوله رضي الله عنه ..
قتلوه وقد كان صائماً والمصحف بين يديه والدموع على لحيته وخديه .. حبيب محمد ووزير صدقٍ ورابع خير من وطأ التراب ..
أما أبو طلحة الأنصاري الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم :
( لصوت أبي طلحة في الجيش خير من ألف رجل ) ..عن أنس رضي الله عنه قال : كان أبو طلحة لا يصوم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من أجل الغزو .. فلما قُبض النبي صلى الله عليه وسلم لم أره يفطر إلا يوم أضحى أو يوم فطر ..
أما حكيم الأمة وسيد القراء أبا الدرداء فقد قال :
لقد كنت تاجراً قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم ، فلما بُعث محمد زاولت العبادة والتجارة فلم يجتمعا فأخذت بالعبادة وتركت التجارة..
تقول عنه زوجه : لم تكن له حاجة في الدنيا ، يقوم الليل ويصوم النهار ما يفتر..
لله درهم..
كرر علي حديثهم يا حادي فحديثهم يجلو الفؤاد الصادي
*وعن سعيد بن جابر قال : لما اُحتضر ابن عمر قال : ما آسى على شيء من الدنيا _ يعني ما أحزن على شيء من الدنيا _ إلا على ثلاث :
ظمأ الهواجر ..
ومكابدة الليل ..
وأني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت بنا – يعني الحجاج - ..
ولكِ من أخبار النساء:
عن عبد الرحمن بن قاسم أن عائشة كانت تصوم الدهر ..
وعن عروة : إنَّ عائشة كانت تسرد الصيام ..
*قال القاسم : كانت تصوم الدهر لا تفطر إلا يوم أضحى أو يوم فطر ..
بعث لها معاوية مرة بمائة ألف درهم فقسّمتها ولم تترك منها شيئاً ، فقالت بريدة : أنت صائمة فهلا ابتعت لنا منها بدرهم لحماً ، فقالت : لا تعنفيني ، لو كنت أذكرتني لفعلت ..
إنها الصديقة بنت الصديق ، العتيقة بنت العتيق ، حبيبة الحبيب ، وأليفة القريب ، المبرأة من العيوب رضي الله عنها وأرضاها ...
غربة الصائمين
فحذار حذار أن ينسلخ عنك رمضان وأنت الضعيف الخائن ..
أحبتي لن يتسع المقام حتى نذكر حال الغرباء مع القيام ومع تلاوة القرآن ..
لن يتسع المقام لذكر أخبار الغرباء مع التضرع والدعاء والبذل والعطاء ..
ولن يتسع المقام لذكر بطولات الغرباء وصولاتهم وجولاتهم في ساحات الجهاد في رمضان..
لكن حسبنا ما سمعنا وذكرنا من أخبارهم واللبيب بالإشارة يفهم ..
لقد كان رمضان شهر عبادة واجتهاد .. هكذا كان حالهم قبل وبعد رمضان ..
فما هو حالنا !!!..
اسمع شيئاً من أخبارنا ..
في بحث واستفتاء وأسئلة طرحت على فئات من المجتمع ..
رجالاً ونساء ..
موظفين وطلاباً ..
عن حالهم وعن أوقاتهم في رمضان فجاءت الاعترافات التي تؤكد لنا قوله صلى الله عليه وسلم :
( بدأ غريبا ، وسيعود غريباً فطوبى للغرباء ) ..
فقائل أقضي الليل أمام شاشات التلفاز أتابع القنوات الفضائية حتى طلوع الفجر مع بعض زملائي..
وقائل أقضي الوقت تحت أضواء الملاعب ضمن سلسلة مباريات المقامة في الدوري الرمضاني ..
*وقائل على موائد البلوت والورق في المجالس وعلى الأرصفة ..
وقائل أقضي الأوقات بالتنزه في الحدائق تارة وفي الأسواق تارة ..
أما أهل الوظائف فسهر بالليل ثم كسل وخمول طوال النهار ..
النتيجة لوم وتوبيخ وخطابات إنذار ..
*وآخر يقول أنا أحسن من غيري حيث يتسنى لي النوم في المكتب ..
*وآخر يقول في رمضان يكثر غيابي وتكثر الحسميات ..
وفي لقاءات مع بعض الأئمة تحدث بعضهم مستبشرين بزيادة المصلين في رمضان وإقبال الناس على الطاعة..
وعبّر آخرون عن حزنهم لحال المتخاذلين ..
حتى في رمضان ..
*وقال آخر إنهم يزدادون في صلاة الفجر حتى يمتلأ المسجد بهم ، ولكنا لا نكاد نراهم في صلاة الظهر والعصر ، فقد قلبوا ليلهم نهاراً ونهارهم ليلاً ..
و في الأسواق فاسمع الأخبار من رجال الهيئات...
*أما في المقاهي فسُئل أحد العاملين في إحدى المقاهي عن الفرق بالنسبة لهم عن العمل في رمضان وفي غيره من سائر الشهور فأجاب : إن العمل في رمضان يكون أكثر تعباً وإرهاقاً حيث يكثر الزبائن ويزدحمون بمعدل الضعف عن غير رمضان ،ويمضون ليلهم كله في المقهى..
أما الأبناء فعلى الأرصفة والطرقات .. صخب ولهو ..
فتسأل نفسك أين الراعي من الرعية ؟!...
*أما النساء فسهرات نسائية وانشغال في إعداد أصناف الحلويات والمشروبات ..
وأمهات يسهرن حتى الفجر في انتظار الأبناء الذين لا يعودون إلا في هذه
الأوقات ..
أما الأسواق والمجمعات فحدث ولا حرج..
فأين العبادة و الجد والاجتهاد ؟! ..
*يقول أحدهم أنام بعد الفجر ولا أستيقظ إلا بعد صلاة العصر .. فالنوم عبادة ..
وآخر يقول يوقظني والدي عند الإفطار وفي بعد الأحيان لا أفطر إلا قبيل العشاء .. أقول ..
*ومع أحد الزبائن في إحدى المقاهي كانت هذه الأسئلة السريعة ..
منذ متى وأنت هنا ؟ قال : من الساعة الثانية عشرة ..
إلى متى تجلس ؟ قال : إلى وقت السحور ..
هل أنت موظف ؟ قال : نعم أنا موظف حكومي ..
ألا تتأخر عن دوامك ؟ قال : أتأخر قليلاً ثم أكمل النوم في المكتب ..
هذا هو رمضان اليوم .. عند كثير من الفئات ..
فيا غربة الصائمين ..
ويا حسرة المفرطين ..
*رئيس الحركة الإسلامية في ام الفحم وضواحيها..
رئيس الدائرة الإعلامية في الحركة الإسلامية القطرية-الداخل الفلسطيني.