أيها الأحباب اقرؤوا هذا الحديث الشريف
أيها الأحباب اقرؤوا هذا الحديث الشريف
أحمد الجدع
يقول رسول الله r الذي صدقنا في كل ما قال :
" إن أول دينكم نبوة ورحمة ، وتكون فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله جل جلاله ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، تكون فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله جل جلاله، ثم تكون ملكاً عاضاً، فيكون ما شاء الله أن يكون ، ثم يرفعه الله جل جلاله ، ثم يكون ملكاً جبريّاً ، فيكون ما شاء الله أن يكون ، ثم يرفعه الله جل جلاله، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة تعمل في الناس بسنة النبي ، ويلقي الإسلام بجرانه في الأرض ، يرضى عنها ساكن السماء وساكن الأرض، لا تدع السماء من مطر إلا صبته مدراراً، ولا تدع الأرض من نباتها ولا بركاتها شيئاً إلا أخرجته " .
هذا الحديث صحيح رواه الإمام أحمد والبزار والطيالسي ، وقال الهيثمي : ورجاله رجال الثقات ، ورواه الطبراني في الأوسط من حديث حذيفة، وذكره الألباني في الأحاديث الصحيحة.
أحببت أن أوثق هذا الحديث لأهميته القصوى لأمة باتت ترزخ تحت ملك جبري لا يرحم ، يحارب الإسلام جهراً ويحاربه سراً، ويخترع لحربه كل يوم اسماً وكل حين لقباً .
واللافت أن رسول الله r أطلق على ما نحن فيه ملكاً جبرياً ، والحقيقة أن الأعداء قد ملكونا أرضاً وفكراً وبشراً، ثم إن من يدعون أنفسهم بالجمهوريين انقلبوا ملوكاً يتوارثون وأبناؤهم البلاد والعباد ..
ثم إن الأعداء طغوا وتجبروا حتى قال قائلهم إن الأذان تلوث صوتي ، الأذان الذي يرفع ذكر الله يلوث جوهم، عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .
بعد هذا الملك الجبري خلافة راشدة على منهاج النبوة ، وضحها رسولنا الحبيب وفصل فيها ، ذلك لأنها تأتي بعد ملك جبري يعاني منه المسلمون عناء شديداً، وفي كثير من بلاد المسلمين بلغت القلوب الحناجر، وحتى تطمئن قلوب المسلمين جاء وصف هذه الخلافة القادمة بإذن الله ، فكان من وصفها :
1- إنها راشدة ، ولا تكون راشدة إلا إذا كانت على منهاج النبوة .
2- تعمل في الناس بسنة النبي r .
3- يلقي الإسلام بجرانه في الأرض بمعنى أنه يثبت ويستقر ، ولاحظوا أن الإسلام يثبت ويستقر في الأرض... في الأرض كلها.
4- يرضى عنها ساكن السماء ( يرضى عنها رب العالمين ) .
5- يرضى عنها ساكن الأرض ( وساكن الأرض كل من عليها من بشر وشجر وحجر وكل الأحياء ) .
6- لا تدع السماء من مطر إلا صبته مدراراً ( خصب شامل ) .
7- ولا تدع الأرض من نباتها ولا بركاتها إلا أخرجته ( عطاء موصول ) .
اللهم عجل بزوال ما نحن فيه من ملك جبري حتى ننعم بالخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
فإذا ما جاءت هذه الخلافة فإن زوال ما يسمى بإسرائيل يصبح حتماً مقضياً .
وقد بشر بذلك القرآن الكريم والأحاديث الشريفة .
أما القرآن الكريم وبشائره بزوال إسرائيل فاقرأوا سورة الإسراء .
(وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا )
-(الإسراء – آية4)لقد جاء الحديث عن هذين الإفسادين بعد الحديث عن المسجد الأقصى وهذه إشارة واضحة أن الإفسادين يكونان مع المسلمين .
وقد أفسد اليهود في زمن النبوة وحاولوا جهدهم أن يزيلوا الإسلام وأن يقضوا على المؤمنين ومن يقرأ السيرة يعلم عظم هذا الإفساد ، وقد كان ذروة هذا الإفساد في غزوة الأحزاب فقد ألبوا القبائل وحشدوها لغزو المدينة وأحاطوا بالمسلمين عن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم ومن تحتهم حتى زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر ، ولكن العاقبة كانت للمسلمين ، فهزموهم وهم في حصونهم ، وجاسوا خلال ديارهم وأجلوهم عن المدينة ثم عن الجزيرة بأكملها .
ثم جاءوا فلسطين ، وحشدوا أنصارهم ، وجاؤوا بهم من كل حدب وصوب ، ومن كل جنس ولون :( وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا )- ( الإسراء – 104 ) .
افتحوا المعاجم العربية وفتشوا عن معنى كلمة لفيفا حتى تعلموا دقة القرآن الكريم وعظمته .
ولاحظوا أن مجيئهم بإرادة الله ، وذلك حتى يسومهم سوء العذاب
(ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا )- ( الإسراء – 6 ) . نعم بعد ضعف في المسلمين وهوان ، وبعد أن وقع المسلمون فريسة في أيدي الأمم .
أنبه أنه بعد انهيار الدولة العثمانية عقد المنتصرون من النصارى مؤتمرهم ، واقتسمت الدول المنتصرة البلاد الإسلامية في مؤتمر سايكس بيكو عام 1916 ، وعينوا على كل قطعة من بلاد المسلمين أجراء أخذوا عليهم العهود لحماية الدولة اليهودية القادمة وبعد سنة من ذلك وفي عام 1917 م أطلق بلفور وعده لليهود بمنحهم دولة في فلسطين .
وقامت دولتهم بمسرحية قادتها دول الصليب وممثلوها من أذنابهم الذين سلموهم حمايتها ورعايتها ...
ونمت دولتهم وقد أحكموا المسرحية وأجادوا تمثيلها حتى غدت دولة بني صهيون دولة لا تقهر ... أو هكذا أوهمنا قادتنا حتى لا نفكر بالاعتداء عليها .
وأخذت دولة اليهود في الصعود ، وقد بلغت قمة صعودها عام 1967 م بعد أن هزمت الدول العربية مجتمعة واستولت على سيناء والجولان والمسجد الأقصى وما تبقى من فلسطين وأقامت على طول قناة السويس خطاً دفاعياً باسم " بارليف " وادعت أنه خط محكم لا تطاله أيدي أقوى الجيوش ، فحطمه جيش مصر في يوم أو يومين بعد أن صلى وكبر وأعلن أن حربهم هذه باسم الله الأكبر .
مصر خير أجناد الأرض ، فمتى تعود إلى الإسلام ، لقد استلبتها منا معاهدة كامب ديفيد ، واصطفت بجانب الأعداء، وهذا من أعجب العجب ، سوف تعود لنا.
أما الجولة الثانية ، ووقت الخلاص فقد دنا .
في القرآن الكريم :( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ) - ( الإسراء – آية 7 ) .
ثلاث بشائر من بشائر النصر :
1- إساءة الوجوه ، ووجوه القوم هم سادتهم ، ولا زلنا نسمع أن قادة اليهود ، وبسبب إجرامهم أصبحوا مطلوبين للقضاء في دول الغرب ، فأصبحوا لا يذهبون هناك إلا بالخفاء ، يصحبهم الخوف .
وقد يكون المعنى وجوه اليهود كلهم ، والإساءة هنا بالهزيمة الساحقة الماحقة .
2- دخول المسجد الشريف في القدس ، ولندرس كيف دخله المسلمون أول مرة ، حصار للقدس ثم استسلام المحاصرين .
3- التتبير وهو الهدم والتخريب ، ولا يكون ذلك إلا بالطائرات والمدافع والصواريخ ، إذن هي حرب طاحنة لا هوادة فيها .
وهنا لي وقفة في إعجاز القرآن :
في الصدام الأول في زمن الرسول r قال القرآن الكريم :( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا )- (سورة الأسراء ، آية5)، لأن السلاح كان السيف والرمح والنبل ،
لأن السلاح أصبح طائرات وصواريخ وقنابل .
ألا تسبحون الله لهذا الإعجار ؟
النصر قادم ... النصر قادم .
ثم إن رسولنا الكريم يقول :
" لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون ، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر : يا مسلم، يا عبدالله ، هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله ، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود "
يؤكد الرسول r على نصرنا التام، وكل مخلوقات الله من حجر وشجر سوف تقف معنا تدلنا على عدونا المهزوم الذي يحاول أن يحتمي بالشجر والحجر بلا فائدة لأن الحجر والشجر سيكون ناصراً لنا .
وفي الحديث أن المنصورين هم المسلمون حقاً : يا عبد الله .. يا مسلم ، وها قد أقبل المسلمون على دينهم ، وسوف ينتصرون .
والقرى المحصنة معروفة ، فليس من قرية عندهم أو مدينة إلا ولها من التحصينات ما ليس في مثلها من قرى الدنيا .
أما الجدر فحدث ولا حرج ، فنحن لم نبنها، بل بنوها بأيديهم ، الجدار الأسمنتي والجدار الفولاذي والجدار الالكتروني .
أما المجتمع الإسرائيلي فقد بدأ بالضعف والتفكك ، وهذا موجود في بنيته، ولكن ظهوره الآن أصبح واضحاً، وقد اختفت من بنيته السياسية كل الأحزاب وبقي المتطرفون، وقد هيمنوا على المجتمع الإسرائيلي بكامله.
ومن أهم نقاط التفكك مقتل رئيس وزرائهم إسحاق رابين بأيديهم، وهذا ما بعث الضغائن والكراهية بينهم، ) óOßgç6|¡øtrB $YèÏHsd óOßgç/qè=è%ur 4Ó®Lx© 4 ( - ( الحشر : 14 ) .
أما عن تحلل النخب الحاكمة فاسأل عن رئيس الدولة عندهم الذي أدين بالزنا مع الموظفات اللواتي يحطن به، وأعلنت ابنة أولمرت رئيس الوزراء عندهم أنها مثلية ، تزوجت فتاة مثلها ، و بارك أبوها هذا الزواج !
أما الفساد المالي فقد بلغ مبالغه ، ولم يسلم منه رئيس ولا مرؤوس .
أما عن قوتهم العسكرية فقد فقدت زخمها ، ولم تعد تستطيع هزيمة حتى الفئات المقاومة التي لا تملك من السلاح إلا أضعفه ، ولكنها تملك من الإيمان أقواه وأروعه .
ثم إن شعوب الإسلام أخذت زمام المبادرة بعد أن صبرت طويلاً على المظالم التي بلغت مداها، وسوف تفلح بإذن الله بالتخلص من حلفاء يهود وأعوانهم .
لقد أطلت بشائر النصر ، ورب العباد هو الذي وعد ، ورسوله هو الذي بشَّر .
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .