كان حياة إلى النور
يهدي خطواتنا المتقدمة المتأخرة
آزاد منير الغضبان
[email protected]
لله
يشق الطريق على صراط مستقيم .. بأسراره الكثيرة
..
ومن
جوه نحس بالأمل يفتح أشرعته على وجوه تعفرت لله
..
ربما كنت في حاجة ماسة ..إلى أن أعيش مجتمعا مسلما ..ولو مصغرا ، ولو لبضعة أيام
..حتى أستطيع أن أثبت في وجه الجاهلية المحيطة بي..
ربما كان شوقي العظيم لملامسة واقع من هذا الدين هي السبب في انفعالي هذا
..
وما
ظننت أن أكون هذه السنة من ال4 ملايين حاج .. وما كانت الفكرة واردة .. لكن كرم
الله غمرني..
والله أرد فما أحلى إرادته ، وقدر فما أجمل الأقدار..
لقد
كنت فقط .أدعو الله كثيرا أن يأخذ بيدي إلى حيث يحب هو وإلى حيث أستطيع أن آخذ قوة
لأمضي في طريقه ..
هيا
إلى الحج مع 6 من أفراد عائلتي اجتمعنا من الأردن وألمانيا ومكة..
عيشي في الخيمة 6 أيام لله ..
اخرجي من بيتك واتركي الاستقرار 6 أيام لتعودي بلا ذنوب..
تشرفي بأن تكوني ممن يباهي الله بهم ملائكته
..
وابكي ..
وتعلقي برحم الأرض التي عرف فيها أباك أمك ..وتذكري أصلك ورسالتك
..
تعلقي بثرى الأرض التي وقف عليها حبيبك آخر حياته
..
ابكي هناك واشتكي للرحمن عن نسيان الأمة صوت الحبيب وهو يخطب
..
انتظري وابل الرحمة والغفران واركعي واسجدي عل الله عز وجل يتقبل..
ارجمي .. كما رجم أبو الأنبياء عليه السلام من يريد ثناءه عن طاعة أمر ربه
..
ابكي على أيام أطعت فيها شيطانك
..
أو
جعلت حب أحد من الخلق – ولو كان ولدك- أحب إليك من الله ورسوله وجهاد في سبيله
.
تخلصي من كل شعور خالط أصلك ..أو خالط نور الأنبياء الذي أودعه الله فطرتك
..
باتي في منى .. وانظري الأبيض والأسود والكبير والصغير .. العربي والأعجمي موجهين
وجوههم شطر المسجد الحرام ،
موجهين قلوبهم إلى الله ..
شطر
إله واحد .. فرد صمد ..
تذكري ما بذل الحبيب ليصبح هذا الدين راية في أقطار العالم …وتبَلغ الرسالة للأرض
بعون الله ..برجل أخلص الله قلبه
..
طوفي بالبيت العتيق في أرض الحبيب ، في بناء لإبراهيم وإسماعيل قادة موكب التوحيد ،
واتصلي بالسماء في البيت المعمور
..
اسمعي صوت إبراهيم المخلص الذي تكفل الله بإسماعه للناس حتى قيام الساعة
..
واصرخي في الدنيا عن دينك العظيم ، عن إلهك العظيم .. عن أنبيائك العظام
..
واتركي فؤادك يهوي ويهوي إلى أرض تحتضن الأفئدة كالأم الرؤوم
..
اذكري اسم الله وحده في منى .. وحده فقط ..وسافري بروحك إلى بارئها
..
وتذكري حياة ما رافقك فيها إلا هو وما كان سببها إلا هو
.
ضعي
مشروعك للحياة القادمة بعد رحلة أينعت في دواخلك رحابها وجنانها وانتظري فتوح
الفتاح بعدها ..
ضمي
تركية ومغربية وألمانية وأفريقية وهنئيها بيوم العيد .. كما تضمين أختك.، وهيهات أن
تكون قرابة الدين كقرابة الرحم
..
استمتعي وتفكري ، وعاني وامشي ودعي كل شيئ فيك يسبح ويشعر
..
ثم
عودي لحياتك بعد أن ولد لقلبك عمر جديد ، وحياة خالدة
..
لن
أنسى لحظات الخشوع ، ولا الدمعات
..
لن
أنسى المواقف الخالدة مع مسلمين من كل جهات الأرض
..
لن
أنسى أحلى أيامي مع أعز الناس على قلبي
..
لن
أنسى فضل أخي بكل أطياف الرحلة
..
لن
أنسى عيون أروى وصحبتها وحديثها ، ولا حنان إلهام وفضلها ، ولا أخوة هناء وسموها
..
لن
أنسى شعور وأشواق أبي وأمي
لن
أنسى لقاءات عبيدة المستعجلة الرائعة ، ولا عهدنا الصباحي .. ولا فرحتي برفقته
..
لن
أنسى رحلة الحج ولا رحلة قلبي لحياته
..
ولله الحمد كما ينبغي لجلال وجهه ولعظيم سلطانه