الشتاء ربيع المؤمن
عبد الله عبد العزيز السبيعي
ان المطر هو نعمة من الله تعالى ولاشك خاصة اذا لم يصل الى كوارث وفيضانات وسيول تأكل الأخضر واليابس دون هوادة لا قدر الله , وقد قال الله تعالى (ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر ) , فقدْ أخْرَج الإمامُ أحمد عن أبي سعيدٍ الخُدْري عنِ النبي - عليه الصلاة والسلام - قوله: ((الشِّتاء ربيعُ المؤمِن))، وزاد البيهقيُّ وغيرُه: ((طال ليلُه فقامَه، وقصُر نهارُه فصامَه)) ’ وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: "مرحبًا بالشِّتاء؛ تتنزَّل فيه البَرَكة، ويطول فيه الليلُ للقيام، ويقصُر فيه النهار للصِّيام", وقال الشيخ عبدالله الجارالله رحمه الله عن هذه العبادة العظيمة في الشتاء : وإنَّما كان الشتاءُ ربيعَ المؤمِن - عباد الله - لأنَّه يرتَع في بساتين الطاعات، ويسْرَح في ميادينِ العبادات، ويُنزِّه قلبَه في رِياض الأعمال الميسَّرة، فإذا ما نزَل الغيثُ والأمطار - نسأل الله أنْ يمتنَّ علينا بفضلِه وكرَمِه - أقَرَّ بفضْلِ الله ونعمته، ودعَا بما سَنَّه النبيُّ - عليه الصلاة والسلام -: ((مُطِرْنا بفضْل الله ورحمتِه))، وليتحرَّ المسلمُ الدعاءَ حين نُزُول المطر، فهو مِن الأوقات الفاضلة؛ فعنِ النبي - عليه الصلاة والسلام - قولُه: ((ثِنتان ما تُرَدَّان: الدعاء عن النِّداء وتحتَ المطَر)).