لا تُؤذوا رسُل الله

    قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم

    القصة الخامسةُ والثلاثون

لا تُؤذوا رسُل الله

د.عثمان قدري مكانسي

[email protected]

جاء رجل من أهل البادية حديث عهد بالمدينة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو يَقسم ذهباً وفضة .

قال : يا محمد ؛ والله لئن كان الله أمرك أن تعدل ماعَدَلْتَ !!!

قال نبي صلى الله عليه وسلم متألماً من افتراء الرجل ووقاحته وغلظته :

ويلك ؛! فمن ذا الذي يعدل عليك بعدي ؟!!!

وفي رواية البخاري والنسائي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :

بينما النبي صلى الله عليه وسلم يقسم قِسـَماً إذ جاءه ذو الحويصة التميمي ، فقال :

اعدل يا رسول الله ..

فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ويلك ؛ ومن ذا يعدل إذا لم أعدل ؟!!

فقال عمر رضي الله عنه : إئذنْ لي فأضربَ عنقه .

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

 دعه، فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة .

( هؤلاء المتنطعون في كل زمان ومكان ذوو القلوب الفارغة والعقول الضعيفة الذي يظنون أنهم على حق ، وليسوا على شيء ) ..

قال أبو سعيد : فنزلت فيهم "  

1- ومنهم مَن يلمزك في الصدقات ،

2-   فإن أعطوا منها رضُوا ،

3-  وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون "

أما ابن مسعود رضي الله عنه فقال :

لما قسم النبي صلى الله عليه وسلم غنائم حُنين سمعت رجلاً يقول :

 هذه قسمة ما أريد بها وجهُ الله ....!

فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكرت له ذلك ، فقال :

 رحم الله موسى ، لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر "

قال الصحابة : يا رسول الله ؛ فكيف آذى اليهودُ نبيهم موسى عليه الصلاة والسلام ؟

قال صلى الله عليه وسلم :

إن موسى كان رجلاً حَيِيّاً سـتـّيراً ، لا يُرى من جـِلده شيء استحياءً منه . فآذاه مَن آذاه من بني إسرائيل ، فقالوا : ما يستتر هذا التستـّرَ إلا من عيب بجلده ، إما بَرَص وإما أُدْرةٌ 0( انتفاخ في الخصية لتسرب سائل فيها ) ، وإما آفة ...

وإن الله أراد أن يبرّئه مما قالوا فيه ، فخلا يوماً وحده ، فوضع ثيابه على الحجر ، ثم اغتسل ، فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها ، وإن الحجر عدا بثوبه ، فأخذ موسى عصاه ، وطلب الحجر ، فجعل يقول : ثوبي حجرُ ( يا حجرُ ) ثوبي حجرُ ...

 حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل ، فرأوه عُرياناً أحسنَ ما خلق اللهُ .، وأبرأه مما يقولون . وقام الحجر ( توقف) ، فأخذ ثوبه ولبسه .

 وطفق بالحجر ضرباً بعصاه ، فوالله إن بالحجر لَنـَدْباً ( أثراً ) من أثر ضربه ، ثلاثاً أو أربعاً او خمساً ، فذلك قوله سبحانه وتعالى :

" يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذَوا موسى ، فبرّأه الله مما قالوا ، وكان عند الله وجيهاً ."

صحيح البخاري / ج4

كتاب بدء الخلق : باب حدثني إسحاق