يا حبيبي يا رسول الله

الله يأمرنا والرسول ينادينا

جمال سعد حسن ماضي

[email protected]

يقول تعالى : ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله ان الله شديد العقاب ) هذه الآية تنطق بوجوب اتباع النبى صلى الله عليه وسلم ، وقد ربط الله بين الاتباع والتقوى لأن العقبات التى تحول بين الانسان واتباع النبى صلى الله عليه وسلم قد تكون كثيرة ، ولا مجال للانتصار عليها الا بالتقوى فنفوز بالجنة والنعيم  .

ونتساءل هل يوجد انسان يعرض عليه دخول الجنة ويأبى ؟ هذا ما عرضه النبى صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقال : كل أمتى يدخلون الجنة الا من يأبى ، قالوا ومن يأبى يا رسول الله ؟ قال : من أطاعنى دخل الجنة ومن عصانى فقد أبى .

النبى ينتظرنا فمن يذهب اليه ؟·        

 ياله من موقف يحتاج الى تأمل وتفكر ، بقلوبنا قبل عقولنا  وبمشاعرنا قبل فكرنا ، ونحن نتخيل ما قاله النبى صلى الله عليه وسلم وهو ينتظرنا عند الحوض ، نعم ينتظرنا باسمنا ! فمن منا يريد مقابلته ورؤيته والسلام عليه والجلوس معه ! انه ينتظرك عند الحوض فهل نحن جادون فى الذهاب اليه أم نكون من المتأخرين المبدلين ، فيحزن النبى لتخلفنا وتأخرنا ! يقول صلى اله عليه وسلم : ( انى فرطكم عند الحوض ، انتظر من يرد الى ، فوالله ليقتطعن دونى رجال فلأقولن : أى رب أمتى ، فيقول : انك لا تدرى ما عملوا بعدك مازالوا يرجعون على أعقابهم .

ياأحب من نفسى

فلماذا لا نكون من الآن من المفلحين ونعلن عن ايماننا ومحبتنا وتوقيرنا وتعظيمنا ونصرتنا للحبيب واتباعه : ( فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذى أنزل معه أولئك هم المفلحون )هنالك يحق لنا أن نعلن من أعماق قلوبنا ( يا حبيبى يا رسول الله ) فيحبنا الله ( قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ) . لقد تشابكت يد عمر بن الخطاب بيد النبى صلى الله عليه وسلم فى لحظة حب فأعلن عمر : يا رسول الله لأنت أحب الى من كل شيء الا نفسى ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( لا والذى نفسى بيده حتى أكون أحب اليك من نفسك ) ، فقال عمر : فانه الآن لأنت أحب الى من نفسى ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( الآن يا عمر ) بمعنى الآن اكتمل ايمانك يا عمر ، فهى دعوة مفتوحة لكل من يريد أن يكمل ايمانه حتى يتحقق فيه قول النبى : ( أنت مع من أحببت ) .

من يستطيع أن يملأ عينه من رسول الله ؟

روى مسلم عن عمرو بن العاص : ( وما كان أحد أحب الى من رسول الله صلي اله عليه وسلم ، ولا أجل فى عينى منه ، وما كنت أطيق أن أملأ عينى منه اجلالا له ، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت لانى لم أكن أملأ عينى منه ) .

وهاهو سعد بن الربيع قبل موته بلحظات يقول للأنصار : ( لا عذر لكم عند ربكم ان خلص الى نبيكم وفيكم عين تطرف ) . فما عذر لأمة الاسلام اليوم ان امتدت لمسة أذى لحبيبنا وفينا عين تطرف !!.            

وهذه قدوتنا فى امرأة عبرت عن قمة حبها حينما مات زوجها وأخوها وأبوها فى يوم أحد ، فلما نعوا لها قتلهم قالت : فما فعل رسول الله صلي الله عليه وسلم  ؟ قالوا : خيرا هو بحمد الله كما تحبين ، قالت : أرونيه حتى أنظر اليه ، حتى اذا رأته قالت : كل مصيبة بعدك صغيرة يارسول الله مادمت بخير .

من ينضم الى إخوان محمد ؟

·أتحب أن تكون من إخوان محمد ؟ ألكم شوق أن تنضموا إلى إخوان محمد ؟ الداعى إليها هو محمد فما   أنتم فاعلون ؟ ، خرج النبى صلى الله عيه وسلم على أصحابه فقال لهم  وددت لو أرى إخوانى  ؟ قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال : أنتم أصحابى ، إخوانى قوم يأتون من بعدكم يؤمنون بى ولم يرونى .  

هذا من أجمل العروض من الحبيب لأبناء أمته فى عصرنا ، فيا فوز من التحق باخوان محمد !!  .

ثمن العضوية ؟ وهل هي لأناس معينين ؟ أوضح ذلك الحبيب فقال : ( ستأتى أيام الصبر ، الصبر فيهن كالقبض على الجمر ، أجر الواحد منهم كأجر خمسين ممن يعمل عملكم ؟ قالوا : منا أو منهم يا رسول الله ؟ قال : بل منكم !!! .

نعم أجر خمسين من الصحابة والصحابيات لمن يثبت على دينه فى هذه الأيام رجل كان أو امرأة ، فهنيئا لمن نال شرف العضوية  وهنيئا لمن حصل على مكافأة الاتباع !!

وبقيت وصية النبى لنا وهو يقول لمعاذ : ( إن أولى الناس بى المتقون من كانوا وأين كانوا ) رواه أحمد ،  فأحباب محمد المتقون بغض النظر عن جنسيتهم أو لغتهم أو مكانهم على الأرض .

هل تجمعنى وحبيبى الدار ؟

خرج عمر بن الخطاب ليلا فرأى مصباحا فى بيت وإذا بامرأة تنقش صوفا وتقول :

على محمد صلاة الأبرار            …..       صلى عليه الطيبون الأخيار

هل تجمعنى وحبيبى الدار      ……          هل تجمعنى وحبيبى الدار

فحب النبى صلى الله عليه وسلم منة وهدية بعد المنة من الله ببعث محمد صلي الله عليه وسلم ( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا ) ، فخدمة الحبيب واتباعه تمتد حتى آخر اللحظات ، تقول عائشة : من نعم الله على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفى فى بيتى وفى يومى وبين سحرى ونحرى ، وان الله جمع بين ريقى وريقه عند موته ) رواه البخارى ومسلم .

ورضى الله عن السيدة مارية أم الرباب وهى جارية النبى صلى الله عليه وسلم ومن صناع الهجرة النبوية المجهولات قالت : ( تطأطأت للنبى صلى الله عليه وسلم حتى صعد حائطا ليلة الهجرة ) وهى القائلة : ( ما مسست بيدى شيئا قط ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم .