التقوى طريق الله في الحياة الإنسانية 

التقوى طريق الله في الحياة الإنسانية 

د. عباس العبودي

[email protected]

يقول المولى سبحانه: 

(وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ) (197) سورة البقرة

(وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (2) سورة المائدة 

التقوى 

هي الزاد الدائم للانسان في الحياة وهي قمة المكارم الاخلاقية والفضائل الحسنة التي يتصف بها الانسان , لانه من خلالها تتشعب جميع الصفات المحمودة. فهذه الفضيلة أراد بها الله تعالى في القران ان تحكم علاقة الانسان بهذا الوجود ومافيه وبين الانسا ن وخالقه؛ ولذلك تدور هذه الكلمة ومشتقاتها في أكثر آيات القرآن الأخلاقية الاجتماعية، 

والمراد بها: أن يتقي الإنسان ما يغضب ربه، وما فيه ضرر لنفسه أو إضرار لغيره. فالتقوى هي جعل النفس في وقاية من كل سؤ, اي ان يجدك الله في مواضع الطاعة له ويفتقدك في كل مواضع المعصية له.فالمتقون هم اهل الفضائل الحسنة كما يصفهم بذلك امير المؤمنين (ع) يسعون لكسب مرضاة الله وتجنب سخطه في الدنيا والاخرة لما فيه مصلحة للانسان والانسانية.

لقد عني القرآن الكريم بالتقوى عناية كبرى من اجل توجيه النفوس إليها وتحريرها من قيود الهوى والانا ليرتقي بالانسان الى حالة التسليم المطلق بالله تعالى ,فالتقوى اساس الخيرات على الصعيد الفردي والاجتماعي .

فالتقوى الفردية إنما تعني سعي كل فرد بينه وبين ربّه أن لا ينحرف عن جادة الصواب والحق ولا يطأ موطئاً منحرفاً, وان يحول مسار تقواه الى اثر عملي على الصعيد الفردي والاجتماعي.مما ينعكس اثر التقوى على كل الاصعدة السياسية والاقتصادية والتربوية.فالتقوى السياسية أن يجتهد المرء للتعامل في عمله السياسي مع القضايا السياسية تعاملاً صادقاً غيوراً مع قضايا الوطن من خلال دافع الحرص وليس من خلال دافع الانتفاع الذاتي ,فالسيسة التي تعنى التحايل والخداع والكذب على الرأي العام ليست مما ينشده الإسلام، وإنما السياسة تعني الإدارة الصائبة للمجتمع وهي من الدين. والتقوى السياسية إنما تعني أن يعمل المرء بصدق في ميدان السياسة. أما التقوى الاقتصادية تعني إذا ما اضطر المرء للقيام بنشاط اقتصادي لإمرار معيشته وتحسين وضعه فعليه أن ينتخب الطريق الصحيح، فالغصب وأكل الحرام والتطاول على أموال الآخرين ــ لاسيما الأموال العامة ــ واستغلال موارد الناس للصالح الخاص، والتوسل بالحيل التي قد يستبطنها القانون بظاهره أحياناً بيد أن المرء يعلم مدى فساد باطنها وانحرافها، هذه جميعاً تتنافى مع التقوى الاقتصادية. أما التقوى الاجتماعية فهي تعني أن يتسم التعامل مع الناس في مختلف الأوساط ــ سواء في وسط التكسب أو المعاشرة أو الوسط العائلي أو المدرسي والجامعي أو الوظيفي ــ بالإنصاف والخشية من الله والأمانة والصدق. وإذا ما تحققت هذه المُثل في المجتمع وطبقت عملياً ستجد أغلب مشاكل الناس المادية والمعنوية طريقها إلى الحل. فالتقوى والورع إنما تعني الامتداد الواسع للأعمال الصالحة والخيّرة، وما هو حسنٌ من أفعالٍ , اي ان الانسان الذي يعيش التقوى في كل مجالات حياته سوف يستحضر كل معاني الايمان في شخصيته ويكون ايمانه ايمان التلسيم المطلق من خلال استحضار رقابة الله تعالى عليه في جوانب الحياة.

لقد وصف القرآن الكريم التقوى بأنها صيانة النفس عن كل ما يضر ويؤذي، والابتعاد عن كل ما يحول بين الإنسان والغايات النبيلة التي بها كماله في جسمه وروحه، ولهذا وصف الله المتقين بأنهم الذين تحلوا بالفضائل الإنسانية الحقة من خلال الايمان والتسليم المطلق بالله تعالى. (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على" حبه ذوي القربى" واليتامى" والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون) البقرة: 177.

ولا تقتصر التقوى في القرآن الكريم على هذه الصفات، بل يضاف إليها الصفات التالية:

1-العدل من التقوى (اعدلوا هو أقرب للتقوى) المائدة: 8,

2-العفو من التقوى(وأن تعفوا أقرب للتقوى) البقرة: 237

3-. والاستقامة مع الأعداء من التقوى (فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين) التوبة: 7

وقد رسم الامام امير المؤمنين لوحة فنية جميلة .وصف فيها المتقين وهي تمثل المراة الجميلة لمحتوى الانسان الداخلي والروحي مثلما تمثل المراة الزجاجية مظهر الانسان الخارجي .وياليتنا ننظر لها بجدية كما رسمها امير المؤمنين مستوحيا كل هذه المعاني الجميلة من القران الكريم ومنهج رسول الله (يرُوِيَ أَنَّ صَاحِباً لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع يُقَالُ لَهُ هَمَّامٌ وهو همام بن شريح بن يزيد بن مرة بن عمرو بن جابر بن يحيى بن الأصهب بن كعب بن الحارث بن سعد 

بن عمرو بن ذهل بن مران بن صيفي بن سعد العشيرة. و كان همام هذا من شيعة أمير المؤمنين ع و أوليائه و كان ناسكا عابدا قال له يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صِفْ لِيَ الْمُتَّقِينَ حَتَّى كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ فَتَثَاقَلَ ع عَنْ جَوَابِهِ ثُمَّ قَالَ يَا هَمَّامُ اتَّقِ اللَّهَ وَ أَحْسِنْ فَإِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَ الَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ فَلَمْ يَقْننَعْ هَمَّامٌ بِهَذَا الْقَوْلِ :

حَتَّى عَزَمَ عَلَيْهِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ ص ثُمَّ قَالَ ع أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى خَلَقَ الْخَلْقَ حَيْثُ خَلَقَهُمْ غَنِيّاً عَنْ طَاعَتِهِمْ آمِناً مِنْ مَعْصِيَتِهِمْ لِأَنَّهُ لَا تَضُرُّهُ مَعْصِيَةُ مَنْ عَصَاهُ وَ لَا تَنْفَعُهُ طَاعَةُ مَنْ أَطَاعَهُ فَقَسَمَ بَيْنَهُمْ مَعَايِشَهُمْ وَ وَضَعَهُمْ مِنَ الدُّنْيَا مَوَاضِعَهُمْ .فَالْمُتَّقُونَ فِيهَا هُمْ أَهْلُ الْفَضَائِلِ مَنْطِقُهُمُ الصَّوَابُ وَ مَلْبَسُهُمُ الِاقْتِصَادُ وَ مَشْيُهُمُ التَّوَاضُعُ غَضُّوا أَبْصَارَهُمْ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ وَقَفُوا أَسْمَاعَهُمْ عَلَى الْعِلْمِ النَّافِعِ لَهُمْ نُزِّلَتْ أَنْفُسُهُمْ مِنْهُمْ فِي الْبَلَاءِ كَالَّذِي نُزِّلَتْ فِي الرَّخَاءِ لَوْ لَا الْأَجَلُ الَّذِي كَتَبَ اللَّهُ لَهُمْ لَمْ تَسْتَقِرَّ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ طَرْفَةَ عَيْن شَوْقاً إِلَى الثَّوَابِ وَ خَوْفاً مِنَ الْعِقَابِ ,عَظُمَ الْخَالِقُ فِي أَنْفُسِهِمْ فَصَغُرَ مَا دُونَهُ فِي أَعْيُنِهِمْ فَهُمْ وَ الْجَنَّةُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِيهَا مُنَعَّمُونَ وَ هُمْ وَ النَّارُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِيهَا مُعَذَّبُونَ قُلُوبُهُمْ مَحْزُونَةٌ وَ شُرُورُهُمْ مَأْمُونَةٌ وَ أَجْسَادُهُمْ نَحِيفَةٌ وَ حَاجَاتُهُمْ خَفِيفَةٌ وَ أَنْفُسُهُمْ عَفِيفَةٌ صَبَرُوا أَيَّاماً قَصِيرَةً أَعْقَبَتْهُمْ رَاحَةً طَوِيلَةً تِجَارَةٌ مُرْبِحَةٌ يَسَّرَهَا لَهُمْ رَبُّهُمْ أَرَادَتْهُمُ الدُّنْيَا فَلَمْ يُرِيدُوهَا وَ أَسَرَتْهُمْ فَفَدَوْا أَنْفُسَهُمْ مِنْهَا أَمَّا اللَّيْلَ فَصَافُّونَ أَقْدَامَهُمْ تَالِينَ لِأَجْزَاءِ الْقُرْآنِ يُرَتِّلُونَهَا تَرْتِيلًا يُحَزِّنُونَ بِهِ أَنْفُسَهُمْ وَ يَسْتَثِيرُونَ بِهِ دَوَاءَ دَائِهِمْ فَإِذَا مَرُّوا بِآيَة فِيهَا تَشْوِيقٌ رَكَنُوا إِلَيْهَا طَمَعاً وَ تَطَلَّعَتْ نُفُوسُهُمْ إِلَيْهَا شَوْقاً وَ ظَنُّوا أَنَّهَا نُصْبَ أَعْيُنِهِمْ وَ إِذَا مَرُّوا بِآيَة فِيهَا تَخْوِيفٌ أَصْغَوْا إِلَيْهَا مَسَامِعَ قُلُوبِهِمْ وَ ظَنُّوا أَنَّ زَفِيرَ جَهَنَّمَ وَشَهِيقَهَا فِي أُصُولِ آذَانِهِمْ فَهُمْ حَانُونَ عَلَى أَوْسَاطِهِمْ مُفْتَرِشُونَ لِجَبَاهِهِمْ وَ أَكُفِّهِمْ وَ رُكَبِهِمْ وَ أَطْرَافِ أَقْدَامِهِمْ يَطْلُبُونَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي فَكَاكِ رِقَابِهِمْ وَ أَمَّا النَّهَارَ فَحُلَمَاءُ عُلَمَاءُ أَبْرَارٌ أَتْقِيَاءُ قَدْ بَرَاهُمُ الْخَوْفُ بَرْيَ الْقِدَاحِ يَنْظُرُ إِلَيْهِمُ النَّاظِرُ فَيَحْسَبُهُمْ مَرْضَى وَ مَا بِالْقَوْمِ مِنْ مَرَض وَ يَقُولُ لَقَدْ خُولِطُوا وَ لَقَدْ خَالَطَهُمْ أَمْرٌ عَظِيمٌ لَا يَرْضَوْنَ مِنْ أَعْمَالِهِمُ الْقَلِيلَ وَ لَا يَسْتَكْثِرُونَ الْكَثِيرَ فَهُمْ لِأَنْفُسِهِمْ مُتَّهِمُونَ وَمِنْ أَعْمَالِهِمْ مُشْفِقُونَ إِذَا زُكِّيَ أَحَدٌ مِنْهُمْ خَافَ مِمَّا يُقَالُ لَهُ فَيَقُولُ أَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْ غَيْرِي وَ رَبِّي أَعْلَمُ بِي مِنِّي بِنَفْسِي اللَّهُمَّ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا يَقُولُونَ وَ اجْعَلْنِي أَفْضَلَ مِمَّا يَظُنُّونَ وَ اغْفِرْ لِي مَا لَا يَعْلَمُونَ 

 الفوائد المترتبة على التقوى: 

أولاً:الفوائد الدنيوية :

1.       التقوى سبب لتيسير أمور الإنسان: قال - تعالى {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} سورة الطلاق4

2.       التقوى سبب لحماية الإنسان من ضرر الشيطان{إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ }سورة الأعراف201.

3.       التقوى سبب لتفتيح البركات من السماء والأرض: قال - تعالى{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى ءَامَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}سورة الأعراف96.

4.       التقوى سبب في توفيق العبد في الفصل بين الحق والباطل ومعرفة كل منهما: قال - تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} “سورة الأنفال29 .

5.       التقوى سبب للخروج من المآزق وحصول الرزق والسعة للمتقي من حيث لا يحتسب: قال - تعالى {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا,وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}“سورة الطلاق-23-.

6.                   التقوى سبب لنيل الولاية؛ فأولياء الله هم المتقون:{إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ}“سورة الأنفال34

7.       لتقوى سبب لعدم الخوف من ضرر وكيف الكافرين {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا }“سورة آل عمران120..

8.       التقوى سبب لنزول المدد من السماء عند الشدائد ولقاء الأعداء: { وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ,إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ ءَالَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ, بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ ءَالَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ{“سورة آل عمران 123-

9.                   التقوى سبب لتعظيم شعائر الله{وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}“سورة الحج32

10.     التقوى تشجع على التعاون الانساني ونبذ العدوان على عباد الله { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِِ }“سورة المائدة2

11.     التقوى سبب لصلاح الأعمال وقبولها ومغفرة الذنوب{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا,يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}“سورة الأحزاب” 70-71

12.     التقوى تعلم الانسان على ادب الخطاب الانساني وكيفية خطابه لرسول الله خاطب المؤمن رسول الله باعتباره {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ }سورة الحجرات3

13.     لتقوى سبب لنيل محبة الله تعالى-: وهذه المحبة تكون في الدنيا والاخرة -:{بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ } سورة آل عمران

14.              التقوى سبب لنيل العلم وتحصيله: -:{ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ.}“سورة البقرة282”.

15.     التقوى حصانة الانسان من الانحراف { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}سورة الأنعام153.

16.     .التقوى سبب لنيل رحمة الله في الدنيا والاخرة{ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ}“سورة الأعراف[156.

17.     لتقوى سبب لنيل معية الله الخاصة{ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ.}“سورة الحديد4: فمعية الله لعباده تنقسم إلى قسمين:معية عامة كما في رحمته (الرحمن): وهي شاملة لجميع العباد، بسمعه وبصره وعلمه؛ فالله سبحانه سميع، وبصير، وعليم بأحوال عباده، :{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}“سورة المجادلة7

18.     ومعية خاصة:تشمل النصرة والتأييد والمعونة {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}سورة التوبة40,{ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى}سورة طه46,ولا شك أن معية الله الخاصة تكون للمتقين من عباده{إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} سورة النحل128 ,{وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ[]}"سورة التوبة36

19.     .إن العاقبة تكون للمتقين {وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}"سورة طه132,{ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ},{ فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}"سورة هود49

20.     19 - التقوى سبب لحصول البشرى في الحياة الدنيا والنجاة من عذاب الله . {وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} (53) سورة النمل, {وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} (18) سورة فصلت,

21.     إن التقوى صيانة للمراة من الانحراف الاجتماعي وتكون سببا حتى لايطمع فيهن الذين في قلوبهم مرض:{يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا}سورة الأحزاب32

22.     التقوى سبب لبسط العدل وعدم الجور في الوصية واعطاء حقوق الزوجات اللاتي طلقهن ازواجهن { كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ }سورة البقرة180

23.     التقوى سبب في عدم ضياع الأجر في الدنيا والآخرة{ إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}سورة يوسف9

24.              إن التقوى سبب لحصول الهداية: :{الم,ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}“سورة البقرة 1

ثانيًا: الفوائد المترتبة على التقوى في الآخرة:

1.       التقوى سبب للإكرام عند الله - عز وجل -: قال - تعالى -:{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ[13]}“سورة الحجرات”

2.       التقوى سبب للفوز والفلاح: قال - تعالى -:{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ[52] }"سورة النور

3.       إنها سبب للنجاة يوم القيامة من عذاب الله{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا[71]ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا[72] } "سورة مريم

4.                   لتقوى سبب قوي لأن يرثوا الجنة{ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا[63] }"سورة مريم

5.       .إن المتقين لهم في الجنة غرف مبنية من فوقها غرف{ لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ[20]}"سورة الزمر"وروي عن رسول الله (ص)[إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَغُرَفًا يُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا فَقَامَ إِلَيْهِ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هِيَ لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ وَأَدَامَ الصِّيَامَ وَصَلَّى لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ

6.       .إنهم بسبب تقواهم يكونون فوق الذين كفروا يوم القيامة: في محشرهم، ومنشرهم، ومسيرهم، ومأواهم، فاستقروا في الدرجات في أعلى عليين{ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ[212] }"سورة البقرة

7.       إنها سبب في دخولهم الجنة: وذلك لأن الجنة أعدت لهم{ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ[133]}“سورة آل عمران

8.       .إن التقوى سبب لتكفير السيئات والعفو عن الزلات{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا[5] } سورة الطلاق

9.       إن التقوى سبب لنيل ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين{جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ[31]} سورة النحل

10.     إن التقوى سبب لعدم الخوف والحزن وعدم المساس بالسوء يوم القيامة{وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ[61] }"سورة الزمر

11.     إنهم يحشرون يوم القيامة وفدًا إليه - تعالى -: والوفد هم القادمون ركبانًا، وهو خير موفود{ يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا[85] }"سورة مريم

12.     إن الجنة تقرب لهم، قال - تعالى { وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ[90]} سورة الشعراء وقال تعالى{ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ[31]}"سورة ق

13.     إن تقواهم سبب في عدم مساواتهم بالفجار والكفار{ أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ[28]}"سورة ص

14.     إن كل صحبة وصداقة لغير الله فإنها تنقلب يوم القيامة إلى عداوة إلا صحبة المتقين{ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ[67] }"سورة الزخرف

15.     إن لهم مقامًا أمينًا وجنات وعيونًا: { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ[51]فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ[52]يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ[53]كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ[54]يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ ءَامِنِينَ[55]لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ[56] }“سورة الدخان

16.     إن لهم مقعد صدق عند مليك مقتدر{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ[54]فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ[55] }"سورة القمر

17.     إن التقوى سبب في ورود الأنهار المختلفة: فهذا نهر من ماء غير آسن، وذلك نهر من لبن لم يتغير طعمه، وآخر من خمر لذة للشاربين{ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ ءَاسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ[15] }سورة محمد.

18-إن التقوى سبب للسير تحت أشجار الجنة والتنعم بظلالها{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ[41]وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ[42]كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ[43] }"سورة المرسلات

19-إن لهم البشرى في الآخرة بألا يحزنهم الفزع الأكبر وتلقي الملائكة لهم{ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ[62]الَّذِينَ ءَامَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ[63]لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ[64]}“سورة يونس

20-إن المتقين تضاعف أجورهم وحسناتهم{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَءَامِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ[28] }“سورة الحديد. 

ايها الاحبة

هذا شهر رمضان المبارك –شهر الجهاد الاكبر ,شهر التضحية بحب الدنيا والعودة الى الله , هذا الشهر شهر تحرير النفس من الهوى والانا ,فلاتفوتكم هذه الفرصة الذهبية ,فالشقي من حرم غفران الذنوب في هذا الشهر المبارك.فاغتنوا الفرصة ,لانه لانعلم انوفق لرمضان اخر ام لا. وتذكروا قول امام المتقين:

.نسال الله تعالى ان يعيننا على انفسنا لنكون من المتقين لان اول مراتب الجهاد هو .(.ميدانكم الاول انفسكم فان قدرتم عليها كنتم على غيرها اقدر وان عجزتم عنها كنتم عن غيرها اعجز فجربوا معها الكفاح اولا

والحمد لله رب العالمين