لنكون في عداد الذاكرين
لنكون في عداد الذاكرين
عدنان سعد الدين
المراقب العام السابق للإخوان المسلمين في سورية
قال الله سبحانه وتعالى: والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعدّ الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً.
عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والوَرِق (الفضة)، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم؟
قلت: بلى يا رسول اللهز
قال: ذكر الله تعالى. أخرجه الترمذي – صحيح.
أولاً – من أهم أذكار اليوم والليلة
1- أخرج أحمد في المسند عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خُلقان لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة، هما يسير، ومن يعمل بهما قليل:
يكبر أربعاً وثلاثين إذا أخذ مضجعه.
ويحمد ثلاثاً وثلاثين.
ويسبح ثلاثاً وثلاثين.
فذلك مئة باللسان، وألف بالميزان، فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده.
قالوا: يا رسول الله، كيف هما يسير، ومن يعمل بهما قليل؟
قال: يأتي أحَدكم –أي الشيطان- في منامه، فينومه، ويأتي في صلاته، فيذكره حاجة قبل أن يقولها. صحيح
2- عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من قال حين يأوي إلى فراشه: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات، غفر الله ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر، أو عدد رمال عالج أو عدد ورق الشجر أو عدد أيام الدنيا. أخرجه الترمذي في السنن وقال: غريب.
3- جاء في صحيح مسلم: التسبيح ثلاثاً وثلاثين، وكذا التحميد والتكبير، وختمها إكمالاً للمئة بلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، تكفر الذنوب والخطايا، ولو كانت مثل زبد البحر. (يقولها دبر كل صلاة).
4- وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بعد إسباغ الوضوء، تفتح للذاكر أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء، كما روى مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
5- في صحيح مسلم: وقراءة قل هو الله أحد، والمعوذتين ثلاث مرات في الصباح والمساء تكفي الذاكر من كل شيء.
6- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ليس شيء أكرم على الله من الدعاء. أخرجه البخاري والترمذي.
7- والتوبة فرض عين في حق كل شخص، لا يستغني عنها أحد من البشر، كما لم يستغن آدم، وأما بيان وجوبها على الدوام، وفي كل حال، فهو أن البشر لا يخلو من معصيته بجوارحه.
8- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر في اليوم مئة مرة.
9- عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا فيه من الدعاء.
10- عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال:
يا معاذ والله إني أحبك، وقال: أوصيك، لا تَدعَنَّ في دبر كل صلاة تقول:
اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. أخرجه أبو داود.
11- عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة. أخرجه الترمذي.
12- الالتزام بالمأثورات المسندة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صباح مساء، وفيها جواهر الذكر والاستغفار والدعاء والصلاة على الشفيع صلى الله عليه وسلم، وإذا ضاق الوقت يقرأها الذاكر صباحاً أو مساء، أو يقرأ بعضها فيما يسمى بالوظيفة الصغرى.
ثانياً – أذكار في الأوقات المناسبة
قال صلى الله عليه وسلم: أصبحْ وأمْسِ ولسانك رطبٌ بذكر الله.. تصبح وتمسي وليس عليك خطيئة. رواه الأصبهاني في الترغيب والترهيب.
أيها المؤمن
احذر من فراغ الوقت، فإن الشيطان يملؤه بالوساوس والهواجس والخواطر السيئة، فإذا كنت بانتظار أمر، أو حتى يأتي دورك في استلام شيء، كمراجعة الدوائر الرسمية وشبه الرسمية، أو أداء شهادة، أو المثول أمام محكمة، ومثل ذلك كثير، فلا تضجر، بل اغتنم هذه الفرصة، لتكون ذاكراً، أو شاكراً، أو تائباً، أو مستغفراً، أو مصلياً على سيد الأنام عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، فيتحول الضجر إلى أُنس، والضيق إلى فرج، والضياع في الوقت إلى ثمرات تفتح لك أبواب الجنان والغفران: ومن ذلك:
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم. متفق عليه.
2- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مئة مرة، كانت له عدل عشر رقاب (عتقها) وكتب له مئة حسنة، ومحيت عنه مئة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا رجل عمل أكثر منه. أخرجه البخاري ومسلم.
3- لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة. متفق عليه.
4- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لأن أقول: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر: أحبُّ إليّ مما طلعت عليه الشمس.
أخرجه مسلم.
5- عن أبي أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.. عشر مرات، كان كمن أعتق أربع أنفس من ولد إسماعيل. أخرجه البخاري ومسلم.
6- عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لزم الاستغفار، جعل الله له من كل ضيق مخرجاً، ومن كل همّ فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب.
7- عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
أولى الناس بي يوم القيامة: أكثرهم عليّ صلاة. أخرجه الترمذي.
ثالثاً – ثمرات الذكر وخاتمة الذاكرين
1- (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم، وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) سورة الأنفال آية 33.
2- عن ابن عمر قال: قلت يا رسول الله: ما غنيمة مجالس الذكر؟
قال: غنيمة الذكر مجالس الجنة. أخرجه أحمد.
3- قال صلى الله عليه وسلم: أصبحْ وأمس ولسانك رطب بذكر الله، تصبح وتمسي، وليس عليك خطيئة.
4- عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً، ومن كل هم فرجاً، ويرزقه من حيث لا يحتسب. أخرجه أبو داود وابن ماجه.