عبادة الزيارة

عبادة الزيارة

محمود القلعاوي

إمام وخطيب بوزارة الأوقاف

[email protected]

·  مع ضيق الأوقات .. وكثرة الواجبات والمتطلبات .. ونزعة البركة من الأعمار والساعات .. وقلة الجهد .. وسوء المعيشة .. وقلة المال .. غابت عنا عبادات كثيرة  منها عبادة الزيارة .. أن نتزاور في الله ..  أن نتجالس في الرحمن فيرحمنا .. أن نتقارب فيقربنا القريب منا .. أن نطرق أبواب بعضنا بالزيارة فيفتح لنا بابه .. أن ننفق الأوقات في التحاب والتقارب والتراحم  والتفقد فيخلفها الله لنا بركة في الأوقات و الذرية  .. وهى من الآداب الشرعية التي أمر بها الإسلام ودعا إليها إبقاء على الألفة وإقامة للعشرة والمودة وحفاظا على صفاء القلوب.

من أعظم القربات

·  فزيارة الأخ أخاه من أعظم الطاعات وأجل القربات  .. ولذلك حث عليها ورغب فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ( ألا أخبركم برجال من أهل الجنة؟ ..  النبي في الجنة .. والشهيد في الجنة  .. والصدِّيق في الجنة  .. والمولود في الجنة  .. والرجل يزور أخاه من ناحية المصر في الله في الجنة) رواه الطبراني.

ثوابها عظيم

·  وقد وعد الله- عز وجل - بالثواب العظيم لمن يحافظ على هذا الأدب ويخلصه من شوائب متاع الدنيا الزائل .. فقد صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال فيما يرويه عن ربه عز وجل :

 ( حقت محبتي للمتحابين في .. وحقت محبتي للمتزاورين في ..  وحقت محبتي للمتبادلين في ) رواه الإمام أحمد والطبراني والحاكم .. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم- : ( من عاد مريضاً أو  زار أخاً له في الله ناداه منادٍ بأن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلاً  ( رواه الترمذي

اجعلها لله

·  لتكن خالصة لله تعالى .. لا رياء  ولا لتحقيق مصلحة دنيوية بحتة .. ولا لضياع الأوقات فيما يعود عليك بالندم والحسرات .. عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم : " أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى. فأرصد الله على مدرجته ملكاً .. فلما أتى عليه قال: أين تريد ؟ .. قال: أريد أخاً لي في هذه القرية.. قال: هل لك عليه من نعمة تربها ؟ .. قال: لا  غير أني أحببته في الله - عز وجل - .. قال : فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه" رواه مسلم ..

·  ولا تنس أن الزيارة في الله عبادة لابد أن نحليها بالنية الصالحة وان نخليها من المعصية ..وأن نتجنب ما يفسدها مما هو معلوم للجميع .

من آدابها

·  تذكر  فضل الزيارة وما أعد الله - عز وجل- للمتزاورين من الأجر العظيم. فعن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عاد مريضاً أو زار أخاً له في الله. ناداه مناد: بأن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلاً".. وقال - عليه الصلاة والسلام:  ( قال الله – عزّ وجلّ- وجبت محبتي للمتحابين فيّ .. ووجبت محبتي للمتجالسين فيّ  .. ووجبت محبتي للمتزاورين فيّ ) صححه الألباني .

·  احرص على زيارة أهل الخير والصلاح المذكرين لك بالله تعالى، و يشحذون همتك  لفعل الخيرات .. قال الله تعالى: ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) سورة الكهف: 28. .. وقال - صلى الله عليه وسلم:  ( إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك- أي يعطيك- وإما أن تبتاع منه وأما أن تجد ريحاً طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وأما أن تجد ريحاً خبيثة (متفق عليه

·  اختر الوقت واليوم المناسب للزيارة .. فلا يكن الوقت صباحاً  باكراً أو في وقت ظهيرة بعد الغداء أو  وقتاً متأخراً  من الليل.. فكل هذه الأوقات له أمره .

·  تحديد موعد مسبق للزيارة عن طريق الهاتف إن استطعت أو ما شابه .. وتجنب الزيارات المفاجئة التي قد تسبب الضيق والإزعاج للمزور .

وقبل الوداع

ولا تنس قبل الوداع .. قولة  النبي - صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ) :- مَنْ جَلَسَ في مَجْلس فَكثُرَ فيهِ لَغطُهُ فقال قَبْلَ أنْ يَقُومَ منْ مجلْسه ذلك : سبْحانَك اللَّهُمّ وبحَمْدكَ أشْهدُ أنْ لا إله إلا أنْت أسْتغْفِركَ وَأتَوبُ إليْك : إلا غُفِرَ لَهُ ماَ كان َ في مجلسه ذلكَ ( رواه الترمذي