مشاركة الحجاج الكرام فرحتهم

عبد المعز الحصري

[email protected]

لا شك ان كل مسلم يحب الخير لكل المسلمين والحجاج اليوم يحبون ان نشاركهم في الاجر الجزيل من الله الكريم .

المؤمن يحج في كل يوم خمس مرات والحج لغة هو القصد الى معظم

للحج الى بيت الله بصدق – رغم المعوقات والحواجز التي تمنعنا من اداء الحج حتى نصبح شيوخا ندب على الارض دبيبا -  كيف نحج ونحن لم نستطع الحج ولم نذهب الى تلك الاماكن الطاهرة.

فليحج قلبنا بحضور صلوات الجماعة ثم الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم لانه حمل  اعظم خلق (وانك لعلى خلق عظيم ) ولنكثر من الصلاة عليه (ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)

أجر حجة تامة تامة تامة لمن لم يستطع الحج

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ

 سنن الترمذي   2/457،       

إن المحافظة على الصلوات الخمس في جماعة وإحداث توبة وأداء حقوق العباد فبهذه الحالة يتشبه- المؤمن العاجز عن أداء الحج - بالحاج الذي لا ذنب عليه لأنه (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع مثل يوم ولدته أمه) - الحديث .. ( الصلاة الخمس والجمعة الى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر)- الحديث .

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا إِلَى صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ وَمَنْ خَرَجَ إِلَى تَسْبِيحِ الضُّحَى لا يَنْصِبُهُ إِلاّ إِيَّاهُ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ وَصَلاةٌ عَلَى أَثَرِ صَلاةٍ لا لَغْوَ بَيْنَهُمَا كِتَابٌ فِي عِلِّيِّينَ

سنن أبي داود 2/164، رقم الحديث 471

الحج هوالفرض الخامس من اركان الإسلام . وهو عبادة مالية وبدنية  يشترك فيها الأنفاق من الأموال  والجهد وهجرة الأوطان والأهل والأولاد والأعمال ...الخ وفي هذا تخلي عن العوالق القلبية والعوائق المادية   و الدنيوية واللجوء الى الله بالكلية فيبدأ بشعائر الحج بالغسل ولبس الإحرام الأبيض- والشارات البيض في   الحرب    تعني الاستسلام  - وكأنه ترك كل شيءخلفه   وجاء متجردا   فردا و مستسلما لله رب العالمين  وهذه تشبه حال المؤمن حين  يقدم على ربه(( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة ))   والأحرام   الأبيض يذكرنا بالكفن –وهو يعني الخروج من الدنيا وزخرفها – إلى رب غفور رحيم   وفي هذا الموقف –موقف الحاج - يذكرنا بقوله تعالى "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين " ويأتي الطواف والسعي ليذكر فيهما إسم الله تعالى  وكذلك عند المشعر الحرام  وفي كل موضع يتواجد الحاج فيه  لأن ذكر الله افضل عند الله من إنفاق الذهب والورق-الفضة –وأفضل عند الله من أن نضرب رقاب  أعدائنا ويضربوا رقابنا ومن هذا نجد أن الإسلام جاء لينشر السلام في الأرض وإنما الحرب  على من وقف في وجهه يمنعه من نشر دعوته ولقد عاش اليهود والنصارى في ظل الاسلام في بحبوحة من العيش الرغيد - وأركان الحج كلها إنما شرعت لتعظيم شعائر الله والوقوف عند حدوده واجتناب نواهيه والإنقطاع والإنصياع   بالكلية إلى الله مع الرغبة والرهبة منه تعالى . و اجتماع الناس في صعيد عرفات  يذكرنا  بيوم الحشر والنشر  واسم عرفات وعرفة  والذي فيها عرف الناس مناسكهم وحجهم فالجدير بهم أن يعرفوا لماذا خلقوا وإلى أين مصيرهم ومآلهم فيحرصوا على أوقاتهم و أعمالهم ومرضاة ربهم سبحانه وتعالى

و روى أبو يعلى و البزار و  ابن خزيمة و ابن حبان في صحيحه مرفوعاً

 " و ما من يوم أفضل عند الله تعالى من يوم عرفة  ينزل الله تبارك و تعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء و يقول انظروا إلى عبادي جاءوني شعثاً غبراً ضاحين من كل فج عميق يرجون رحمتي و لم يرو عذابي فلم يُرَ أكثر عتقاً من النار يوم عرفة ." من كتاب لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية ، للمؤلف عبد الوهاب بن أحمد بن علي الشعراوي " .

  فكل نفس اطمأنت إلى ذكر ربها واشتاقت الروح  إلى تلك الأماكن المباركة والمقدسة التي تقام فيها مناسك الحج وِ التي ولد فيها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم  خير خلق الله تعالى وبارك الله في كل مافيها من بشر وشجر وحجر فجعل من البشر خيرهم بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام  ((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله  ...)) الصحابة الأطهار- رضي الله عنهم -  والقادة النجوم تهتدي بهم البشرية على مر الدهور الذين لم يألوا جهدا في نشر الدعوة وفتحوا البلاد وقلوب العباد إلى عبادة رب العباد فعلينا نحن معاشر المسلمين أن نسير على نهجهم ونقتفي أثرهم حتى نلحق بركب  المصطفين الأخيار   ((وا لذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء )).... ((  أولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين  والصديقين والشهداء وا لصا لحين وحسن أولئك  رفيقا )).

إن المعوقات التي تقف أمام المسلم لتحول بينه وبين أداء فريضة الحج لكثيرة كثيرة – "حجوا قبل أن لا  تحجوا "– ولكن من رحمة الله وكرمه أن جعل من هم بالحسنة فله أجرها وهنا تدخل النية في إصلاح الأعمال ولقد وضع البخاري رحمه الله  الحديث الاول في صحيحه ألا وهو (( انما الأعمال بالنيات .....))

روح الحج

تتمثل روح الحج  في وحدة الأمة واتحادها  وقوتها  والتواضع والالتجاء إلى الله بالكلية و التضامن والتعارف و التضحية  بالمال والنفس  في سبيل الله كما يذكرنا اجتماع الحجيج يوم عرفة  بيوم الحشر والنشر وزوال المناصب والرتب   وأن الناس سواسية لافرق بين عربي وأعجمي ولا بين غني وفقير الا بالتقوى " ان أكرمكم عند الله أتقاكم " الآية

فلنشارك حجاج بيت الله الحرام فرحتهم ولنتعبد في هذه الايام والتي اقسم الله بها ( والفجر وليال عشر ) .(وذكرهم بايام الله) وايام الله تشمل ايام العشر من ذي الحجة. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( ما من ايام العمل فيهن احب الى الله من هذه الايام يعني عشرة ذي الحجة ( قل بقضل الله ورحمته وبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) فياتي العيد بعد عبادة بدنية ومالية للحجاج وبعد صوم يوم عرفة( يكفر السنة الماضية والباقية) نشاركهم الافراح ثم نعج الى الله بالتكبير يوم العيد والرسول  صلى الله عليه وسلم يقول ( افضل الحج العج والثج) ثم بعد ان نصلي صلاة العيد نقوم الى ذبح الاضاحي مشاركة لحجاج بيت الله الحرام نحرهم الهدي  ( انا اعطيناك الكوثر . فصل لربك وانحر). هذا بالنسبة لمن اراد العمرة قال صلى الله عليه وسلم ( من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين (الضحى ) كتب له اجر حج وعمرة تامة تامة تامة) او كما قال عليه الصلاة والسلام.

عن ابي ذر رضي الله عنه ( ان اناسا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله ذهب اهل الثور بالاجور يعني:الاغيناء يصلو كما نصلي ويصوخمون كما نصوم ويتصدقون بقضول اموالهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أو ليس قد جعل الله لكم صلاة العشاء في جماعة تعدل حجة وصلاة الغداة في جماعة تعدل عمرة) رواه مسلم