خواطر رمضانية(2)

د.محمد إياد العكاري

خواطر رمضانية(2)

د.محمد إياد العكاري

[email protected]

انتهى العشر الأول من رمضان هذا الشهر المبارك الذي حمل لنا بأيامه ولياليه أندى معاني السمو والصفاء وأحلى ذكريات الأنس والسناءأجل مضت ولم نشعر بها ودعتنا سريعاً ولم تكتحل أعيننا بجمالها ولطفها كما يجب وخط المرء منا سطوره فيها فيا سعد من عمرها بالخيرات وجلاها بالمبرات لتناله الرحمات رحمات المولى سبحانه الذي وسعت رحمته كل شيءوهاهي العشر الوسطى من هذا الشهر تفتح لنا ذراعيها وهي مقبلة مستبشرة ملؤها النور والحبور ومحياها البشر والسرور يتلألأ القمر مبتهجاً بلياليها بهي الطلعة والضياء مسروراً وهو يشاهد إقبال المسلمين على الله بقلوبهم ومشاعرهم وتلبية أوامره بأفعالهم وأعمالهم فما أطيب العمل بأيامه وما أزكاه وما أجمل لياليه وما آنسها أجل أيامه عامرةٌ بالزكاة والصيام ولياليه مشرقةٌ بالصلاة والقيام وكأن جوانحهم وأرواحهم متجاوبةً مع حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن الله فرض صيام رمضان وسننت لكم قيامه فمن صامه وقامه إيماناً واحتساباً خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه))رواه النسائي العزيمة فيه مشحوذة والهمة فيه عالية الكل مقبل عليه مطيع أمره مستسلم له منقاد لحكمه يغسل ذنوبه بدموعه ويرسل وجيب قلبه مع صدق توبته يحاولون الوصول ويرجون القبول متلمسين الرضا والغفران وكأنهم بطاعتهم وبتألقهم يحاكون القمر في تمامه واكتماله بدراً وهو مكتسٍ بأبهى حلة وأسنى ضياء مرددين قول الشاعر:

ولم أر في عيوب الناس عيباً       كنقص القادرين على التمام

هذا دأبهم في هذا الشهر الكريم فلا غرو أن يتمنى المسلم أن تكون سنته كلها رمضان لما يرى فيه من الفضل والجود كما ورد في الحديث النبوي الشريف ((لو يعلم الناس ما رمضان لتمنوا أن تكون السنة كلها رمضان))

أجل والله شهر رمضان شهر تشرق فيه أغوار النفس وتزول أكدار الفؤاد وتصفو فيه مشارب القلوب وتسمو الروح محلقة بطاعة خالقها فما أسعد من يقبل فيه على العظيم الجليل بقلبه وقالبه وروحه وكيانه متلمساً هداية الرحمن والعفو والغفران ليعود كيوم ولدته أمه وينال الفوز والرضوان اللهم اجعلنا ممن يناله عفوك وغفرانك اللهم آمين والحمد لله رب العالمين