من مشكاة النبوة (6)

من مشكاة النبوة (6)

غثاء ووهن

"يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها.

قالوا: أمن قلّة نحن يومئذ يا رسول الله؟

قال: بل أنتم كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل.

ولينزعنَّ الله من صدور عدوّكم، المهابة منكم

وليقذفنَّ في قلوبكم الوهن.

قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟

قال: حبُّ الدنيا، وكراهية الموت."

صحيح الجامع الصغير: 8183.

*    *    *

إنّ لـلـه عـبـاداً iiفُطَنا
نـظروا  فيها فلما iiعلموا
جـعـلوها  لجّةً واتخذوا


طلّقوا الدنيا، وخافوا الفتنا
أنّـهـا ليست لحيّ iiوطنا
صالح  الأعمال فيها iiسُفُنا

*    *    *

وقال أبو العتاهية:

أحـسـن الله iiبـنا
فـإذا  المستور iiمنّا

أنّ الخطايا لا تفوحُ
بين ثوبيه، iiفضوحُ

*    *    *

وقال الشيخ عيسى الجيلاني:

تحمَّل سلامي نحو أرض أحبّتي
فإن سألوكم: كيف حالي iiبعدهم؟
غريبٌ  يقاسي الهمَّ في كلّ iiبلدة
فـلـيـس له إلفٌ يسير iiبقربه



وقـل لـهم: إن الغريب مشوقُ
فـقولوا:  بنيران الفراق iiحريقُ
وهل  لغريب في البلاد صديق؟
وليس  له نحو الرجوع iiطريق.

*    *    *

والناس: مَن يلقَ خيراً قائلون له ما  يشتهي، ولأمّ المخطئ iiالهبل

*    *    *

إذا المرء أعيته المروءةُ ناشئاً فـمطلبها –كهلاً- عليه iiشديد