حقيقة الموازين والقيم
د. فوّاز القاسم / سوريا
(وإنا لنراك فينا ضعيفا ، ولولا رهطك لرجمناك ، وما أنت علينا بعزيز ) هود 91
ما أتفه الحياة والعمل في جماعة تقيس قوّة الأشخاص فيها بالرهط ، والعشيرة ، والمنطقة ، والعزوة ، والأتباع ، والعضلات المفتولة ، والأصوات المرتفعة ، والجيوب المملوءة ، بدلاً من الحق ، والخُلق ، والفكر ، والسبق ، والعطاء ، والكفاءة ، والتضحية ... !.؟
فلا وزن عندهم للحقيقة القوية التي يحملها صاحبها ويواجههم بها .
و حسابهم يركّز على عصبية العشيرة , لا عصبية الاعتقاد , وصلة الدم لا صلة القلب .
وحين تفرغ النفوس من العقيدة القويمة ، والقيم الرفيعة ، والمثل العالية ; فإنها تقبع على الأرض ومصالحها القريبة وقيمها الدنيا ; فلا ترى حرمة يومئذ لدعوة كريمة , ولا لحقيقة كبيرة ; ولا تتحرج عن البطش بالداعية إلا أن تكون له عصبة تؤويه ; وإلا أن تكون معه قوة مادية تحميه .
أما حرمة العقيدة والحق والدعوة فلا وزن لها ولا ظل في تلك النفوس الفارغة الخاوية ...