حين تسلم القلوب
حين تسلم القلوب
فاطمة عبد المقصود
حين يزداد طغيان النفوس وتتحكم فينا الشهوات الآسرة ينبغى علينا أن نلتفت للقلب الذى هو منبع كل خير أو مرتع كل شر وإثم.. علينا كى نجنى حياة السكينة والرضا أن نزرع فى تربة ذلك القلب أشجار الانقياد والتسليم لرب هذا الكون ولا يكفى أن تنطق ألسنتنا ونعلنها صبح مساء أن لا رب لهذا الكون سواه، بل لابد أن يشهد بذلك القلب ويسعد بأنه قد هدى إليه.
وعلامة ذلك التسليم أن يرضى ذلك القلب بما يقضيه الخالق وبما يدبره لكونه فلن يحمل حينها ذرة حقد لأخ قريب أو مسلم بعيد مهما اختلف ذلك معه أو عاداه ولن يكوى جدرانه المطمئنة بنيران حسد مستعر لمن أكرمه الله ببعض النعم والآلاء، إنه قلب أسلم وجهه لله ورضى به ربا.
ثم لن يكون القلب مسلما راضيا حتى يتقبل إساءات الآخرين له كحسنات تزيد رصيده الأخروى ولن يراها صفعات لابد من ردها بعد حين، سيصفح وينسى لأن قلبه المسلم يأبى أن تلوثه مياه البغض الآسنة التى تذهب بهاؤه.
لن يعود الخير لأمة الإسلام وللبشرية الحائرة إلا حين تدرك القلوب ما هى عليه من خطر فتعود طائعة مختارة إلى حظيرة الرضا والتسليم راضية بأقدار الخالق سعيدة بما تؤدى من دور لأنه من تقدير الإله فتنطق الشفاه ذكرا حسنا ويضئ الوجه ببسمة الرضا ومعانى القبول وتتورع الجوارح عن كل إيذاء وشر فنرى بشرا تنطق ملامحهم بالإسلام لأن لهم قلوب أسلمت لله وجهتها ورضيت به ربا.