من آداب حامل القرآن وقارئه

موسى بن سليمان السويداء / السعودية

[email protected]

الحمد لله رب العالمين وصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين  .

 لا يخفى على مسلم إن للقرآن فضائل وآداب يتحلى بها حمله وقارئه تميزه عن غيره كما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد روى أبو عبيد القاسم بن سلاّم في كتاب " فضائل القرآن " عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها لم سُئلت عن خُلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : ( كان خُلقه القرآن يرضى لرضاه ويسخط لسخطه ) .

وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه واصفاً حملة القرآن الكريم : " ينبغي لحامل القرآن أن يُعرف بليله إذا الناس نائمون وبنهاره إذا الناس مفطرون وبحزنه إذا الناس يفرحون وببكائه إذا الناس يضحكون وبخشوعه إذا الناس يختالون وينبغي لحامل القرآن أن يكون بكياً محزوناً حليماً سكيناً ولا ينبغي لحامل القرآن أن يكون جافياً ولا غافلاً ولا ضاحكاً ولا حديداً " رواه الإمام أحمد في الزهد .

ومن آداب القرآن أكرامه وتعظيمه وتنزيهه فلا يمسه إلا من تطهر من الحدث الأكبر والحدث الأصغر فيحرم توسده والاتكاء عليه كما يكره مد الرجلين إلى جهته – كما يفعله بعض العامة في المساجد – واستدباره وتخطيه ورميه على الأرض بدون وضع وأن لا يوضع بين الكتب أو في أسفلها بل يوضع في أعلاها .[ كشاف القناع / البهوتي الحنبلي ]

جئت على قدر يا موسى } وهذا من الاستخفاف بالقرآن " . ومن باب أولى فإن الاستهزاء به وأهانته كفر ورده وناقض من نواقض الإسلام – والعياذ بالله - .

ومن آدابه أتباع أوامره واجتناب نواهيه قال ابن عباس – رضي الله عنه – في قوله تعالى { الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته } قال يتبعونه حق إتباعه .

وروى العكبري في كتاب " الإبانة الكبرى " عن عامر بن مطر قال : " رأى حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – من الناس كثرة فقال : " يا عامر بن مطر كيف أنت إذا أخذ الناس طريقاً وأخذ القرآن طريقاً مع أيهما تكون ؟ قلت أكون مع القرآن أموت معه وأحيا معه , قال : فأنت إذاً أنت فأنت إذاً أنت " . - أي : أنت المصيب بينهم - .

وروى أبو عبيد في " فضائل القرآن " عن الحسن البصري – رحمه الله – قال : " إن أولى الناس بهذا القرآن من أتبعه وإن لم يكن يقرؤه " ..

ومن آدابه أيضاً الترسل والتدبر في قراءته وترتيله وتحسين الصوت به وأن لا يجهر على جالسيه وأصحابه فيؤذيهم كالذي يصلي ويقرأ بجانبه روى البياضي – رضي الله عنه – قال : " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم فقال صلى الله عليه وسلم : ( إن المصلي يناجي ربه فلينظر بما ينجيه ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن ) رواه مالك في الموطأ بسند صحيح .

ومن آدابه عدم التمايل والاهتزاز عند قراءته - كما يفعل اليهود في قرأت التوراة - أو وضع اليدين على الأذنين أو إحداهما على إحدى الأذنين عند القراءة أو التلحين الذي يشبه الغناء فإنها بدعة لم يفعلها أحد من السلف الصالح .[معجم البدع / رائد أبي علفة ]

ومن آدابه احترام الأوراق التي فيها آيات منه أو لفظ الجلالة والبسملة فلا تلقى في الأرض ولا في القمامة كما لا يكفي تمزيقها فقد يبقى لفظ الجلالة ( الله ) أو ( الغفور ) لم يتم تمزقيها فيجب إحراقها .[ فتاوى نور على الدرب / عبد العزيز بن باز ]

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .