ذنوب الخلوات!!
تعلم أن اللهَ ابتلى الصحابةَ الكرام وهم في حال الإحرام -بالحج أو العمرة -؛ بترك الصيدَ، وقد اقترب من أحدهم حتى أنه يستطيع الصيد دون استخدام آلةٍ!.
اقرأ قولَه تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ ' سورة المائدة، آية : 94 '.
وفي هذا الزمن يتكرر ابتلاءٌ عظيمٌ جِدًّا، ولكن بشكل مختلف! .
كـــيـــف ؟! .
قبل أعوام كان الحصولُ على الصُّوَر والمقاطع المحرمه صعبا، أمَّا الآن فبلمسةٍ خفيفةٍ على شاشة الجوال أو بضغطة زر على الحاسب الآلي تشاهد هذا حتى من دون برامج فك الحجب!
تـَـــــذَكَّــــــر:
﴿ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
وفي خلوتك لا يغرنك صمتُ أعضائـك، فـإن لهـا يـومـاً تتكلـم فـيـه! قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾
وفي هذا المعنى يقول أحد السلف:
(خوفك من الريح إذا حركت ستر بابك وأنت على الذنب أعظم من الذنب إذا فعلته) ..
الله المستعان ..
يقول أحد من ابتلي بالنظر للحرام:
سمعتُ خشخشةً في الباب، فبلغ قلبي حنجرتي، وانقطع نفَسي، فأغلقت جهازي، وفتحت الباب؛ فوجدتها هرَّة!
الله أقرب!
ليس بين الرجلِ وبين ما يُوصَلُ إليه من خِزيٍ في هاتفه الذكيِّ إلا جدار "مراقبة الله".
قال العلامة الشنقيطي: أجمع العلماء أن الله لم يُنزِل إلى الأرض أعظم واعظ ولا أكبر زاجر أعظم من ((المراقبة))
فمن هدم الجدار؛ فقد تجرَّأ! وما أقبح الجرأة على الله!
وسوم: العدد 629