دور النبي صلى الله عليه وسلم في إقامة الحب والأخوة
مما لا شك فيه أن الأخوة من دعامات المجتمع الصالح، ولبنة أساسية من لبنات إقامة الأمة الإسلامية الصالحة، فأي مجتمع صالح لا بد أن يقوم على أساس الأخوة.
ويروى البخاري ومسلم عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا".
وهذا من بلاغته، وجمال تشبيهه صلى الله عليه وسلم، بنيان الأمة الإسلامية كالعمارة الضخمة الكبيرة، فمن المستحيل أن تبني عمارة كبيرة، وضخمة، وتضع طوبة، بجوار أخرى، فوق طوبة، دون أن يكون بينهن رابط، وإذا كنت تسطيع عمل ذلك في ارتفاع متر، أو مترين، فلن تسطيع عمله في عمارة ضخمة، فالأسمنت الذي بين طوبة، وطوبة، والخراسانة التي بين طابق، وآخر هي الأخوة.
فكذالك الأمة الإسلامية فلن تسطيع بناء أمة من غير أخوة؛ لذلك قال الله سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:10].
على سبيل الحصر، فلا ينفع أن تكون هناك أمة للمؤمنين من غير أخوة، ولهذا السبب فإن أول الأساسات التي أنشأها رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة عندما هاجر إليها من مكة، كان أساس الإخوة، آخى بين الأوس والخزرج.
والله الموفق
وسوم: العدد 654