مراتب قيام الليل، نظرة معاصرة!
تأمَّلتُ قولَ الله تعالى: ﴿ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 17، 18]، وكيف يصِف عبادَه المتَّقين المحسِنين بقلَّة نومهم في اللَّيل!
وقلتُ: أين نحن من هؤلاء الصَّالحين الذين أَسهروا ليلَهم قيامًا بين يدَيه سبحانه، يَدعونه خوفًا وطمعًا، كما قال الله تعالى: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 16، 17].
ثمَّ قرأتُ قولَه تعالى مخاطبًا نبيَّه صلى الله عليه وسلم: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 1 - 4]؛ والمعنى كما قال القُرطبي في تفسيره: "قم نِصف اللَّيل، أو انقُص من النِّصف قليلًا إلى الثُّلث، أو زِد عليه قليلًا إلى الثُّلثين؛ فكأنَّه قال: قم ثُلثَي اللَّيل أو نصفه أو ثلثه".
وقلتُ في نفسي: قيام ثُلثي الليل أو نِصفِه قيامٌ طويل، وهما من أجَلِّ المراتب! ومَنْ يطيق ذلك إلَّا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأولو العزم من الرِّجال؟
ولكن مَن يَقرأ النُّصوص الوارِدة في قيام اللَّيل يَجد أنَّ له صورًا أخرى، فمَن لم يستطِع أن يقوم الثلثين، أو النِّصف، فله في الثُّلث سَعة، أو ما يَستطيع منه.
ولهذا كان لا بدَّ من بيان مراتب قيامِ الليل؛ ليختارَ اﻹنسانُ ما يناسب حياتَه وظروفَه، منها:
المرتبة الأولى: قيام ثلثي الليل.
المرتبة الثانية: قيام نصف الليل، وقد تقدمت اﻹشارة إليهما.
المرتبة الثالثة: قيام ثلُث اللَّيل، سواء في أوَّل الليل، أو في نِصفه، أو في آخِره، لكن أفضله ما يَقع بعد نِصفه؛ وهو قيام نبيِّ الله داود عليه السَّلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحبُّ الصَّلاة إلى الله صلاةُ داود عليه السَّلام، وأحبُّ الصِّيام إلى الله صيامُ داود، وكان ينامُ نصفَ اللَّيل ويقومُ ثلُثه وينامُ سدُسه، ويصومُ يومًا ويُفطِر يومًا))[1].
مع اﻹشارة إلى أنَّ هذا الثُّلُث يتكوَّن من جزأين؛ الجزء الأول يَقع في الثُّلُث الأوسط من اللَّيل، والجزء الثَّاني يَقع في الثُّلث اﻷخير منه؛ كما سيأتي بيانه في الرَّسم التوضيحي.
وهذا القيام يَغفل عنه كثيرٌ من النَّاس مع أهمِّيته، وتتجلَّى في أمرين:
الأول: أنَّ الصَّلاة في هذا الثُّلث هي أحبُّ الصَّلاة إلى الله تعالى، والحكمة في ذلك: أنَّ النوم بعد القيام يَحفظ النَّفس من السَّآمَة، ويجعل اﻹنسانَ نشيطًا عندما يقوم لصلاة الفَجْر وما يَتلوها من أدعية وأذكار، ثمَّ ينطلق إلى تأدية ما عليه من الحقوق تجاه أهله، وعملِه بإخلاص، وإتقان.
قال ابن الجوزي رحمه الله: "وكان صلَّى الله عليه وسلم ينام أوَّلَ الليل، فربَّما قام نصفَ الليل أو قبلَه، فيصلِّي؛ فإذا جاء السَّحَرُ عاد إلى نومه، وقد قال: ((أفضل الصَّلاة صلاة داود؛ كان ينام نِصفَ اللَّيل، ويقوم ثُلثَه، وينام سدُسَه))، وقد قيل: إنَّ سبب الصُّفرة في الوجه سهَرُ آخر اللَّيل؛ فإذا نام الإنسان قبل الفجْرِ لم تظهَر عليه صُفرةٌ في الوجه، ولا أثَر في السَّهَر"[2].
الثاني: من قام فيه سيُدرِك الجزءَ الأول من وقت التنزُّل الإلهي في الثُّلث الأخير، وقد أخبَرَنا عنه النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقوله: ((ينزلُ ربُّنا تبارك وتعالى كُلَّ ليلةٍ إلى السَّماء الدُّنيا حين يَبقى ثُلُثُ اللَّيل الآخِرُ يقولُ: مَن يدعوني فأستجيب له؟ مَن يَسألُني فأُعطيَه؟ مَن يَستغفرُني فأغفرَ له؟))[3].
تطبيق عملي:
فمَن أراد أن يطبِّق ذلك فليحسِب النِّصف، والثُّلث، والسُّدس من بعد صلاة العشاء إلى وقت صلاة الفجر.
وربَّما قال قائل: ولِماذا تمَّ الحِساب من العِشاء، ولم يكن من غروب الشَّمس؟
والجواب: أنَّ اﻷصل في الليل الشَّرعي أن يُحسَب من الغروب، ولكن جُعِل الحساب من العِشاء هنا؛ لأنَّه قد نُهي عن النَّوم قبل صلاة العشاء، فعن أبي برزَةَ الأسلمي رضي الله عنه قال: "كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَستحبُّ أن يؤخِّر العشاءَ، وكان يَكره النومَ قبلها والحديثَ بعدها"[4]، ونحن نعلم أنَّ قيام ليالي رَمضان بعد صلاة العشاء.
وبيانه باﻵتي:
ففي الشِّتاء: إذا كان أذان العِشاء في الساعة السابعة والنصف مساءً، ويطلع الفجر في الساعة الخامسةِ والنِّصف، تكون مدَّة الليل "عشر ساعاتٍ".
1 - يبدأ نِصف الليل الأول - الذي يَنام فيه - بعد العشاء في الساعة السابعة والنصف، ويَنتهي في الساعة الثانية عشرة والنصف، فيكون مقداره "خمس ساعات".
2 - يَبدأ الثُّلُث الذي كان يقوم فيه في الساعة الثانية عشرة والنصف ليلًا، ويَنتهي في الساعة الثالثة وخمسين دقيقة، فيكون مقدارُه "ثلاث ساعات وعشرين دقيقة".
3 - يَبدأ السدس - الذي يَنام فيه - في الساعة الثالثة وخمسين دقيقة ليلًا، ويَنتهي عند أذان الفجر في الساعة الخامسة والنِّصف، فيكون مقداره "ساعة وأربعين دقيقة".
فإن لم يستطِع فعَليه بقيام الثُّلث اﻷخير من الليل، فإن لم يَستطع فعليه بقيام الثلث الأول من الليل، وهو سُنَّة المسلمين في قيام الليل في رمضان.
وهذا النَّوع من القيام من نِعَم الله على اﻹنسان، لا سيما في هذا العصر الذي اعتاد فيه النَّاس السَّهرَ الطَّويل، ولهذا أسباب؛ منها: ظهور الكهرباء، واﻵلات الحديثة؛ كالتلفاز، ووسائل الاتصال الحديثة.
وعلى المسلِم الغيورِ الحريص على دينه أن يَبدأ التغييرَ في حياته، والاستفادة من هذه الوسائلِ فيما يَنفعه عند الله سبحانه، وأن يسارِع إلى إحياء سنَّةِ القيام بين يدَي خالقه سبحانه، والتلذُّذ بمناجاته.
وبيان ذلك: أنَّ طول اللَّيل في عدد من الدول العربيَّة تِسعُ ساعات صيفًا، فلو أنَّه اشتغل بالعِبادة من بعد صلاة العشاء، في الساعة الثامنة والنصف ليلًا إلى السَّاعة العاشرة يكون قد قام ثلُثَ الليل.
ولو اشتغل بالعبادة، أو بما يَنفعه إلى الساعة الثانية عشرة والنصف ليلًا، ونوى بذلك قيامَ اللَّيل يكون قد قام نِصفَ الليل، وكثير من النَّاس لا يَنامون قبل هذا الوقت! هذا في فصل الصيف، واللَّيل قصير.
أمَّا في الشتاء فاللَّيلُ طويل، وقد جاء في الحديث: ((الشِّتاءُ رَبيعُ المُؤمن، قَصُر نهارُه فصام، وطال ليلُه فقام))[5].
فلو أنَّه اشتغل بالعبادة، أو بما يَنفعه من بعد صَلاة العشاء، من الساعة السابعة والنِّصف ليلًا إلى الساعة العاشرة والنِّصف يكون قد قام ثلُث الليل.
ولو اشتغَلَ بالعبادة، أو بما يَنفعه إلى الساعة الثانية عشرة والنصف ليلًا، ونوى بذلك قيامَ الليل يكون قد قام نِصفَ الليل.
المرتبة الرابعة: صلاة ركعتين من الليل؛ يدلُّ على ذلك ما حاء عن ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما، قال: ذُكرَت صلاةُ اللَّيل، فقال بعضُهم: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((نِصفه، ثُلُثه، رُبعه، فُواق حَلْب ناقةٍ، فُواق حَلْب شاةٍ))[6].
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((مَن استيقَظ من اللَّيل وأيقظ أهلَه فصلَّيا ركعتين كُتِبا من الذَّاكرين الله كثيرًا والذَّاكرات))[7].
المرتبة الخامسة: أن يُحافظ على صلاتَي العِشاء والفجر في جماعة؛ لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ((مَن صلَّى العشاءَ في جماعة فكأنَّما قام نِصفَ الليل، ومَن صلَّى الصبحَ في جماعة فكأنما صلَّى اللَّيلَ كله))[8].
وأخيرًا:
1 - يَنبغي على المسلم أن يَحرِص على قيام الليل؛ لما له من فضائل عَظيمة، وهي مبيَّنة في كِتاب الله تعالى، وفي سنَّة النبيِّ عليه الصلاة والسلام.
2 - وأن يَحرِص على ساعة اﻹجابة؛ وهي وقت التنزُّل اﻹلهي في الثُّلُث اﻷخير منه، فقد جاء عن جابرٍ أنه قال: سمعتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنَّ في اللَّيل لساعةً لا يوافِقُها رجُلٌ مسلمٌ يسألُ اللهَ خيرًا من أمر الدُّنيا والآخرة - إلَّا أعطاه إيَّاه، وذلك كلَّ ليلة))[9].
3 - وأن يَختار أفضلَ مراتِب القيام، فإنْ لم يَستطِع فلا بأس أن يَختار مِن هذه الصور ما يُناسب حالَه وظروفَه، وبالقَدْر الذي يغلب على ظنِّه أنَّه يداوم عليه؛ فإنَّ الناس تَختلف أحوالهم، ثم ليكن حِرصه اﻷكبر على صَلاة الفجر؛ فهي من أهمِّ الفرائض، وهي رأسُ مال المسلم.
4 - وأن يَحرص على حِفظ القرآن الكريم، أو سوَرٍ منه؛ ليقوم به بين يدَي مولاه سبحانه، فقد جاء عن عبدالله بنِ عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن قام بعشْر آياتٍ لم يُكتب من الغافلين، ومَن قام بمائة آيةٍ كُتب من القانتين، ومن قام بألف آيةٍ كُتِب من المُقنطرين)).
وفي رواية: ((والقِنطار مائةٌ وعشرون قيراطًا، والقيراطُ مثلُ أحد))[10].
وفي رواية: ((القِنطار اثنا عشر ألف أوقيَّة، والأُوقيَّة خيرٌ ممَّا بين السماء والأرض))[11].
5 - جاء عن التابعي الجليل الإمام أبي إسحاق السَّبيعيِّ الكوفي أنَّه ضَعُف قبلَ موته بسنتين، فما كان يَقدر أن يَقوم حتى يُقام، فإذا استتمَّ قائمًا، قرأ وهو قائمٌ ألفَ آية.
وكان يقول: يا مَعشَر الشباب، اغتنِموا - يعني: قوَّتَكم وشبابكم - قلَّما مرَّت بي ليلةٌ إلَّا وأنا أقرأ فيها ألفَ آية، وإنِّي لأقرأ البقرةَ في ركعة، وإنِّي لأصوم الأشهرَ الحُرُمَ، وثلاثةَ أيَّام من كلِّ شهر، والاثنين والخميس[12].
6 - ولكن كيف السَّبيل إلى قيام الليل؟
والجواب: أنَّ القيام يَسهل على المؤمن المتحقِّق في إيمانه، والاطِّلاع على ما ورد في فضله من ثوابٍ عظيم، ويَنفع في هذا الباب خوفٌ مزعِج، أو شوقٌ مقلِق، ورحم الله ذا النون المصريَّ، فإنه كان ينشد:
منَع القُرَانُ بوعدِه ووعيده
مُقلَ العيون بليلها أن تَهْجعا
فهِموا عن الملِكِ الجليل كلامَه
فرِقابُهم ذلَّت إليه تَخضُّعا
وأنشدوا أيضًا:
يا طويلَ الرُّقاد والغَفلاتِ
كثرةُ النُّوم تورِث الحَسراتِ
إنَّ في القبر إن نزلتَ إليهِ
لرُقادًا يطولُ بعد المماتِ
ومهادًا ممهَّدًا لك فيهِ
بذنوبٍ عملتَ أو حسَناتِ
أأمِنتَ البيات من ملَكِ الموْ
تِ وكم نال آمِنًا ببياتِ
وقال الإمام ابن المبارك:
إذا ما اللَّيلُ أظْلمَ كابَدوهُ
فيُسفِرُ عنهمُ وهمُ ركوعُ
أطار الخوفُ نومَهم فقاموا
وأهلُ الأمْنِ في الدنيا هُجوعُ
وجاء عن مالك بن دينار أنَّه قال: سهوتُ ليلةً عن وِردي ونمتُ، فإذا أنا في المنام بجاريةٍ كأحسن ما يكون، وفي يدها رُقعة، فقالت لي: أتُحسن تَقرأ؟ فقلتُ: نعم، فدفعَت إليَّ الرُّقعة، فإذا فيها:
أألْهَتْك اللَّذائذُ والأماني
عن البِيضِ الأوانِسِ في الجِنانِ
تَعيش مخلَّدًا لا موتَ فيها
وتَلْهو في الجِنان مع الحِسانِ
تَنبَّه من منامك إنَّ خيرًا
من النَّوم التَّهجُّدُ بالقُرَانِ[13]
ولكنَّ أشرف البواعِث على القيام هو حبُّ الله سبحانه، والتلذُّذ بمناجاته، وطولُ الوقوفِ بين يديه، والحبُّ يَمنع صاحبَه من النوم، وقد قال الشاعر:
نهاري نهارُ النَّاس حتى إذا بدا
ليَ الليل هزَّتني إليكَ المضاجِعُ
أُقضِّي نهاري بالحديثِ وبالمُنى
ويَجمعني والهمَّ باللَّيلِ جامِعُ
لقد ثبتَت في القلب منكَ محبَّةٌ
كما ثبتَت في الرَّاحتَين الأصابعُ
وهذه قصيدة في حبٍّ دنيويٍّ، لشاعِر عاشِق يصف حالَه في الليل، وكيف أنَّ همَّ الفراق أقَضَّ مضاجعَه، فمنعه من النوم!
فكيف إذا كان الحبُّ متوجهًا نحو بديع السَّموات واﻷرض، خالقِ الحياة واﻷحياء؟! لا شك أنَّه سيكون أشرفَ باعِث على القيام، وترك لذَّة المنام.
الرسم التوضيحي لقيام نبي الله داود عليه السلام
[1] أخرجه البخاري (1145)، ومسلم (758) عن أبي هريرة رضى الله عنه.
[2] كشف المشكل من حديث الصحيحين (ص 1224).
[3] أخرجه البخاري (1131)، ومسلم (1159) عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
[4] رواه أحمد (33 / 12) (19767) واللفظ له، والبخاري، (568)، ومسلم (237).
[5] أخرجه أحمد في مسنده (18/ 245) (11716) مختصرًا، والبيهقي في السنن (4 / 297)، واللفظ له، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3 / 200): "رواه أحمد وأبو يعلى، وإسناده حسن".
وقال الحافظ السَّخاوي في المقاصد الحسنة، ص (402): "أخرجه أبو يعلى والعسكري بتمامه، وأحمد وأبو نُعيم باختصار، كلهم من حديث دَرَّاج، عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، به، مرفوعًا.
ودَرَّاجٌ ممن ضعَّفه جماعة، وعُدَّ هذا الحديث فيما أُنكِر عليه، لكن قد وثَّقه ابن مَعين وابن حبَّان، وقال ابن شاهين في ثقاته: ما كان من حديثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، فليس به بأس، وعليه مشى شيخي في تقريبه حيث قال: إنه صدوق في حديثه عن أبي الهيثم، ضعيف؛ يعني: في غيره. وعكَس أبو داود فقال: أحاديثه مستقيمة، إلا ما كان عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، وعلى كل حال فلهذا الحديث شواهد..."، ثمَّ ذكرها.
[6] أخرجه أبو يعلى في مسنده، (2649) وقال المنذري في الترغيب: "رواه أبو يعلى، ورجاله محتجٌّ بهم في الصحيح، وهو بعض حديث.
((فُواق النَّاقة)) بضمِّ الفاء؛ وهو هنا قَدْر ما بين رَفْع يديك عن الضَّرع وقتَ الحلب وضمِّهما".
ويَشهد له حديثُ إياس بن معاوية المزنيِّ رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا بد من صلاةٍ بليل ولو حلبَ شاة، وما كان بعد صلاة العِشاء فهو من الليل)).
قال المنذري في الترغيب: "رواه الطبراني، ورواته ثقات، إلا محمدَ بن إسحاق".
[7] أخرجه أبو داود (1451)، وابن ماجه (1335)، وابن حبان في صحيحه (2568)، وقال المنذري: "صحيح على شرط الشيخين".
[8] رواه مسلم في صحيحه (656) عن عثمان بن عفان رضي الله عنه.
[9] رواه مسلم (757).
[10] أخرجه أبو داود، (1398) وابن خزيمة، (1144) وابن حبان، (2563) في صحيحيهما.
ومعنى ((القانتين))؛ أي: المطيعين، أو الخاشعين، أو المصلِّين، أو الداعين، أو العابدين، أو القائمين؛ كما شرح أبي داود للعيني (5/ 303).
[11] "شعب الإيمان"؛ للبيهقي (3/ 496).
[12] سير أعلام النبلاء (5/ 397).
[13] إحياء علوم الدين (2/ 560).
وسوم: العدد 657