الحج المبرور ..
الحج المبرور عبادة العمر ، لذا يجب أن يكون أصفى من ماء الغمام ، لارفث فيها ولا فسوق ،
الحج المبرور هو الذي لا يخالطه شيء من المآثم .
أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( العمرة للعمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة )
ومسكين مسكين ، بل تافه من يفكر بالراحة وتوابعها ويحرص على طبع صورته عليها !!!!!
أجل والله مسكين من يفكر بالراحة ووزنها ، ومادري المسكين أنه قد لا يعود ، وقد يكون ترابه في البقيع أو المعلاة ؟؟؟
قولوا الله يرحمنا .
مسكين حاج قضى أيام الحج في اللغو والعبث والنكت والغيبة !!!!
رأى الشيخ العلامة الفقيه المحدث شابا يحمل آلة تصوير إلى عرفة يوم عرفة ، أخذها أبو غدة منه وقال عرفة لاتحتاج إلى آلة لهو وعبث ، عرفة تحتاج إلى قلب حي ، وعين دامعة
مسكين هذا الذي قال لي حججت على حساب السلطان ، والسلطان ظالم باطش ، يحارب الله ورسوله
في أيام الجمل ، قال أحدهم :
إذا حججت بمال أصله سحت
فما حججت ولكن حجت العير
لا يقبل الله إلا كل صالحة
ماكل من حج بيت الله مبرور
أيها الحجاج أنتم ضيوف الرحمن ، والضيف يجب أن يكون أدبيا في بيت مضيفه ، يحذف كلمة بحسب الموانة ، فيبرر لكل خطأ في اللوك في أعراض الناس !!!
النساء يفكرن في الأرمغان والبدلات ، لا يعني هذا أن الأرمغان حرام ، فهدي نبينا عليه السلام تحادوا تحابوا ، لكن لا تكون الهدية شغلنا الشاغل ؟؟؟
أعرف قريبة لي عندها وسواس كانت قبل الحج بشهرين ترتب توزيع الهدايا في ذهنها ، تقول وللمرة المائة كل واحدة لها مروحة وكانت سابقا يدوية ، مروحة ومسبحة وحنة وشاشية وتعدلها وتعدها ، حتى ملّ ولدها قال : بطلنا نحج
احفظوها هي هدايا الماضي ، وهي قطعة من التاريخ ، أما التمر فاسمه ليس عصريا وهو أكل الفقراء !!!
ومادروا أن البيت الذي لا تمر فيه جياع أهله
نعود للحج المبرور :
قالوا من علاماته أن الحاج يعود إلى بلده مقبلا على الآخرة ، شعاره ( وعجلت إليك ربي لترضى )
سأل حاج وهو في مكة أهله هل حضرتّم الراحة ، قالوا نعم ووزنها ١٠٠ كيلو لم يعجبه سبهم وكفر ،
حاج وصل حلب بحث عن زمزم فلم يجده سب وكفر ، ونعوذ بالله من حج كهذا ؟؟؟
يوم كان الحج عبادة كما أمر الله به ، كان استقبال الحجاج في بلدنا من أيام الله الخالدة ، نوبات وزغاريد ، ومن فاته استقبال الحجاج فاته خير كثير ، رحم الله زمانا كان والدي في سيارة الشحن يقطع ألف كيلو متر يخترق الصحراء ويضيع وأمثاله في الصحراء لولا أن تدركهم رحمة الله وهم في الرمق الأخير من العطش
في حج ١٩٦٤ زرت حجاج مدينة الباب في المسفلة فكانوا يتباهون أن عندهم مروحة سقف !!!
اليوم الحج في الطائرة ، وما أجمل الطائرة ومن فيها يصرخ أنتم الآن فوق الميقات ويتكهرب الجو ويدوي صوت التلبية في الطائرة ، لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة ، لك والملك لاشريك لك
، تتلفت يمنة ويسرة وكان حديدها قد طرب ، ماأعظم لبيك اللهم لبيك
أنتم ياإخواننا بين السماء والأرض ، وبيد القدرة الإلهية حياتكم وأحمالكم ، أجل ثم أجل لبيك اللهم لبيك
اتذكر الآن منذر يشدو: لبيك يارب الحجيج جموعه وفدت عليك لبيك
ترجوا المثابة في حماك وتبتغي الزلفى لديك
وثومة وهي تطرب جمهورها إلى عرفات الله ياخير زائر : دعاني لبيته ، لحد باب بيته ، ولما تجلالي بالدمع ناجيته
دخلنا باب السلام ، غمر قلوبنا السلام ،
بعفو رب غفور
رحم الله الحاج فؤاد البزيعي وهو يهتف يوم عرفة :
ياراحلين إلى منى بقيادي #
هيجتم يوم الرحيل فؤادي
سرتم وسار دليلكم ياوحشتي #
الشوق أقلقني وصوت الحادي
تالله ماأحل المبيت على منى #
في ليل عيد أبرك الأعيادي
على من يفكرون بالراحة والارمغان أن يعيشوا في نشوة الهتاف لبيك اللهم لبيك ومعناها استجابة بعد استجابة
وهنيئا لمن صافح حاجا تازة خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ، فقد أخرج الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من طاف بالبيت خمسين مرة خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه )
و ( من حج لله فلم يرفث ، ولم يفسق ، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) صحيح البخاري
يارحمة الله جدي السير مسرعة لحل كربتنا يارحمة الله
والله أكبر والعاقبة للمتقين
وفرجك ياقدير
وسوم: العدد 685