لم يبق لنا إلا الله
بعد أن لم يبق لنا إلا الله لإنقاذنا وتحقيق أهدافنا. قال تعالى:{ وردَّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قوياً عزيزاً * وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقاً تقتلون وتأسرون فريقاً } ( الأحزاب/ 25،26) الصياصي: الحصون، سميت بذلك لامتناعهم بها. فلنتدبر:
1- أن الله جل في علاه هو وحده الذي ردّ الذين كفروا في غزوة الأحزاب دون قتال وهو وحده الذي أنزل يهود بني قريظة من حصونهم أذلة، وألقى الرعب في قلوبهم.
2-لما نقض يهود بني قريظة عهدهم مع رسول الله ﷺ، واصطفوا مع الأحزاب، تأكدت حقيقة أن ملة الكفر واحدة ، وأنها على استعداد لنقض العهود والمواثيق حين ترى فرصتها السانحة، لأنهم لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة. فلا عجب أن نرى الصهيونية والصليبية والصفوية تتكالب على أهلنا في سورية، لأنهم طالبوا بالحرية.
3- تقدم في الآية نزول اليهود من صياصيهم على رعبهم، مع أن نزولهم كان بعد رعبهم، وذلك والله أعلم لأن سرور المؤمنين بنزولهم أعظم، وإخبارهم به أهم.
4- تقدَّم المفعول (فريقاً) على فعله (تقتلون)، لأن ذلك الفريق هم رجال القبيلة الذين كانوا على أعلى درجات التحصين والمنعة، فكان قتلهم على تلك الصورة المخزية أعجب العجب، وبقتلهم يتم الاستيلاء على الأرض والأموال والأسرى، ولم يتقدَّم مع الأسر: (وتأسرون فريقاً) لأن أسر النساء والذراري أهم.
5- كان الحديث في الماضي :(وردَّ اللهُ)،(وأنزل)،(وقذف) وفجأة حدث الالتفات إلى المضارع:(تقتلون وتأسرون)، وهذا يسمى حكاية الحال، ليجعل الله الحدث وكأنه مشاهد يتجدد مع كل تلاوة، ليرى المؤمنون الصادقون ذلك، فلا يشكّون في نصر ربهم، وخذلان عدوهم. اللهم إن قبلتنا في كوكبة: الأحسن عملاً، فلا تخيب لنا أملاً.
وسوم: العدد 695