رحلة إلى بيت الله الحرام مشيا على الأقدام..

الشيخ حسن عبد الحميد

الحج إلى بيت الله الحرام ركن من أركان الإسلام  ، وهو شعيرة اختصها الله بعظيم الاجر والمثوبة 

( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة )

عن أبي هريرة رضي الله عنه ، متفق عليه.  

فرض الحج على المسلمين في العام السادس من الهجرة ، ويعد هارون الرشيد الخليفة الأموي اول من حج ماشيا ، اذا كان يغزو سنة ويحج سنة ، ويعد درب زبيدة زوجة هارون الرشيد الأشهر في طرق الحج ، حيث قامت بتمهيده وتزويده بالمحطات لراحة الحجاج ، يعد هارون أول من قضى المناسك ماشيا فقد مشى من مكة إلى منى إلى عرفات فشهد المشاعر كلها ماشيا  .

والمسافة اليوم إلى بيت الله الحرام بالطائرة المكيفة او بالسيارة تقدر بآلاف الكيلو مترات ، احتاج سيرنا من نجران إلى مكة مثلا ١٠ ساعات بالسيارة  ووصلنا بعد اعياء ، اما مشيا على الاقدام فيالطيف ، 

كان الناس يسيرون من الباب الى حلب فنرى ذلك عجبا ، اما الى مكة فيكاد لا يصدق ، اذ كان الحجاج يحملون الزاد والسلاح والاكفان في رحلة الذاهب فيها مفقود والعائد مولود  ؟

اجل فعلها هارون الرشيد الخليفة العظيم حج من بغدادالى مكة ماشيا ، وفعلها أحد العلماء واظنه الفضيل بن عياض مشى في قافلة ، في الطريق رآى امراة تنبش في القمامات لتخرج دجاجة ميتة ، سألها وعرف حاجتها ، كانت مع الشيخ نفقات حج لكل من سار معه ، اعادهم الى بلدهم واعطى المراة نفقة الحج وقال لطلابه :

لقد حججتم هذا العام ، وقص عليهم مافعل ، وحسنا فعل هذا العالم الجليل ، ولينظر اليوم حاجة السائلين في المخيمات وفي دول اللجوء فهم احق شرعا من حج النافلة ، ولكن لاحياة لمن تنادي ؟

اعود للباب ارى بعين الخيال مدينة الباب تخرج لوداع حجاج البر مشيا على الاقدام ، اي والله مشيا على الاقدام 

اذا كنا نهتف همة الشباب تذلل الصعاب فهمة الشيوخ تهز الصعاب ؟

وتحرك عددا من ابناء البلدة يتقدمهم الحاج حمادو الخضر وقصة رحلتهم مجهولة ضاعت مع من مات من كبار السن من ابناء البلدة ، في رحلة محفوفة بالمهالك ، تجتمع عليهم المخاطر وتتناوشهم من كل جانب  .

كان والدي رحمه الله يحدثنا عن رحلة له مع السيارات الشاحنة إلى مكة المكرمة تقطع الصحراء أو تعيش الأهوال وتتعرض للاخطار مع السائق الحاج عثمان العثمان واولاده رحمهم المولى  .

لقد قرات للشيخ علي الطنطاوي قصة رحلة إلى المدينة المنورة بالسيارة وكيف ضاعوا مرات في الصحراء وكادوا يموتون من العطش حتى مرّ بهم ( وايت ماء ) فدلهم على الطريق  .

سافرت مرة بباصات الايرانين إلى الحج سنة ٧٩ وكانت بقيادة أخي الحاج بدر رحمه الله  ، ورافقه المختار ، وما ادراك ماالمختار رحمه الله ؟ نزلنا قرب قبر الست زينب رضي الله عنها وارضاها الذي تحول اليوم إلى  مدينة ؟

 بل صارت الحسينيات تقام في جامع بني أمية ولا حول ولا قوة إلا بالله 

جدي حسن الخضر سافر ( بعربة طنبر ) لخدمة مانسميه خدمة العلم اليوم  ، واستشهد في معركة جناق قلعة ، اليوم يحتفل الاتراك بشهداء معركة جناق قلعة وفيهم جدي حسن ومئات من حلب والباب .

وساكتب للاتراك ان يحيوا ذكرى معركة بلافنا على نهر الدانوب وكيف حوصر الجيش العثماني ونفذت ذخيرته ، المعركة كانت مع الروس دخل القائد الروسي فوجد القائد العثماني ( عثمان نوري باشا ) جريحا أخذ له التحية وأمنّ سفره على عربة الى استنابول ، تذكروا اسم المعركة ( اقراوا التاريخ ) معركة بلافنا  على مياه نهر الدانوب في النمسا حيث كانت كلمة الله اكبر في سماء اوربا  .

لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، ان الحمد والنعمة ، لك والملك لاشريك لك  .

الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله الا الله ، الله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد 

فرجك ياقدير

وسوم: العدد 735