الخاطرة ١٧٢ : الأنبياء ومراحل تطور الإنسانية الجزء ٤
خواطر من الكون المجاور
في المقالة الماضية تكلمنا عن الكابالا كنظام رقمي للغة ، وقلنا بأن هذا النظام الرقمي يثبت أن اللغة وكلماتها ليست من تأليف إنسان ولكن هي من عند الله ، وأن الله قد أختار من لغات العالم لغتين وحافظ عليهما من اي تشويه لتكونا لغة الكتب المقدسة، وهما العربية (لغة القرآن) واليونانية (لغة الإنجيل) .
وأعطينا على ذلك مثال إسم كوكب عطارد بالعربية والذي يمثل رمز آدم في المجموعة الشمسية وكوكب الزهرة باليونانية (ΑΦΡΟΔΙΤΗ) والذي يمثل رمز حواء في المجموعة الشمسية ، حيث وجدنا أن القيمة الرقمية لكلمة عطارد التي تعادل (٣٩٩) هي الرقم المناظر للقيمة الرقمية لكلمة الزهرة باليونانية ΑΦΡΟΔΙΤΗ وهي الرقم (٩٩٣) ، فكما نلاحظ هنا أن علاقة التناظر بين الرقمين (٣٩٩ # ٩٩٣) هي نفسها علاقة التناظر بين الرقمين (١٨ # ٨١) اللذان يمثلان خطوط كف اليد اليمنى وخطوط كف اليد اليسرى في الإنسان .
إذا قارنا بين طبيعة اللغتين العربية واليونانية من حيث المنشأ وكذلك من حيث القواعد النحوية سنجد انهما لغتان منفصلتان عن بعضهما البعض ولا يوجد أي ترابط بينهما من الناحية اللغوية ، ونقصد هنا من الناحية المادية ، ولكن من الناحية الروحية ( كما رأينا في المثال عن عطارد والزهرة ) سنجد أنه هناك إرتباط وثيق جداً يؤكد على أن الذي صمم اللغة العربية هو نفسه الذي صمم اللغة اليونانية لأنه يوجد ترابط رقمي بين كلمات اللغة الأولى مع كلمات اللغة الثانية ، وقد أشار الله عز وجل على هذه العلاقة في عدة اماكن من القرآن الكريم، وسنذكر بعضها بعد قليل.
من خلال هذه العلاقة الرقمية بين اللغتين يترك الله لنا كمعجزة لنراها في العصر الحاضر ، ولكن الله لا يفعل معجزات لنرى قدرته الخارقة فقط ، لأن مثل هذا السلوك سيكون مشابه لسلوك منطق إنسان هدفه تعظيم نفسه ، فقط من أجل التعظيم ، ولكن الله عز وجل بغنى عن هذه الحاجة فهو يصنع المعجزات ليراها الناس ويؤمنوا بوجوده ولكن في الوقت نفسه يضع أيضا في تلك المعجزات رموزاً تساعدنا على فهم مخططه الإلهي في تطور الإنسانية الروحي والمادي لتستطيع إختيار الطريق الصحيح في تطورها . وسنعرض عليكم مثالا عن معجزة تصميم القرآن الكريم لنوضح هذه الفكرة :
في سورة الكهف نجد عدة رموز تتعلق بموضوع مقالتنا ، فمثلا نجد قصة ذهاب موسى إلى لقاء العبد الصالح الملقب بالخضر ، حيث يذهب موسى حتى يبلغ مجمع البحرين ليلتقي بالخضر ليتعلم منه تفسير الأشياء والأحداث، فكل بحر هو رمز لنوع من الرؤية ومجمع البحرين هنا هو رمز على إلتقاء النوعين من الرؤية ، الرؤية الروحية والرؤية المادية من أجل الحصول على الرؤية الشاملة التي ترى الشكل والمضمون لتكشف عن الحقيقة الكاملة لهذا الشيء أو لهذا الحدث ، فاللغة العربية هنا هي رمز للرؤية الروحية واللغة اليونانية هي رمز للرؤية المادية . فموسى كان يتمتع بالرؤية الروحية لأنه رمز للطفولة وما ينقصه هو الرؤية المادية ليصل إلى الرؤية الشاملة والتي رمزها اللغة اليونانية ، وقد أشار الله عز وجل على اللغة اليونانية رمزيا في نفس سورة الكهف ، حيث نجد بعد قصة موسى والخضر تأتي مباشرة قصة (ذي القرنين) وكما هو معروف أن أشهر ملك في التاريخ عالمياً يحمل لقب ذو القرنين هو الملك اليوناني إسكندر .
فكما ذكرنا في الجزء الثاني من سلسلة الأنبياء ومراحل تطور الإنسانية، أن موسى عليه الصلاة والسلام كان رمز الطفولة في مرحلة تعلم الكلام ، وأن الطفل في هذه المرحلة يتقن أسماء الأشياء كما وضعها الله تعالى حيث إسم الشيء هو صورة لمضمونه ، لذلك لا بد هنا أن يأتي أسم آخر لهذا الشيء يعبر عن شكله ليكون وصف الشيء كامل من حيث الشكل والمضمون (روحيا وماديا) ، لذلك الحكمة الإلهية وضعت قصة ذي القرنين (اسكندر اليوناني ) مباشرة بعد قصة موسى والخضر لتفسر السبب الحقيقي لحاجة موسى للإلتقاء بالخضر الذي أنعم الله عليه الرؤية الشاملة التي يمكن بها رؤية شكل ومضمون الحدث.
أشار الله عز وجل في سورة الكهف عن العلاقة الرقمية بين اللغة العربية واليونانية في الآية رقم ٩ (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ) ، كلمة رقيم ليست إسم قرية كما فسرها العديد من علماء المسلمين ، فكلمة رقيم مصدرها كلمة (رقم ) أي العدد ، وقد أكد الله على هذا المعنى في سورة المطففين فنجده عز وجل في الآية ٢٠ و٢١ يصف كتابه ( كتاب مرقوم * يشهده المقربون) . وكلمة مرقوم هنا مصدره كلمة رقم اي أن الله يستخدم لغة الأرقام في كتابه المقدس. فحتى نستطيع تفسير آيات الكتب المقدسة والظواهر الكونية لا بد من إعطاء لغة الأرقام أهمية كبيرة لأنها تكشف عن الحكمة الإلهية في الخلق وتطور الأشياء والأحداث ، لذلك في الماضي كان أهم مبدأ من مبادئ الفكر الفلسفي في كشف حقيقة الأشياء هو ما عبر عنه الفيلسوف أفلاطون ( الله يهندس في خلقه) بمعنى انه يستخدم الأرقام في خلق الأشياء ، وفي قصيدة الحكيم المصري هرمس ثلاثي القوة نجد أيضا يشير إلى دور لغة الأرقام في فهم حقيقة الأشياء ( إسمعوا ما في أعماقكم ، وانظروا إلى اللانهاية، للمكان والزمان ، هناك ستسمعون أغنية النجوم ، وصوت الأرقام وإنسجام الأفلاك الكونية....) . وفي سورة الكهف أعطانا الله مثالا يكشف لنا أحد أسرار المجموعة الشمسية و التي من المستحيل على علماء الفلك أن يكتشفوها في أبحاثهم من خلال اجهزة المراقبة والتحليل المادي فقط. وسنشرح هذا المثال بشكل مختصر :
في قصة الخلق تذكر الكتب المقدسة أن الله عندما خلق آدم نفخ فيه من روحه ، لذلك هذا الجزء من روح الله في آدم ظهر كرمز في يد الإنسان على شكل خطوط تشبه شكل الأرقام، فنجد خطوط كف اليد اليمنى في الإنسان لها شكل الرقم ثمانية عشر (١٨) وخطوط كف اليد اليسرى لها شكل الرقم واحد وثمانون (٨١) . وإذا جمعنا الرقمين سيكون المجموع هو الرقم (٩٩) هذا الرقم ليس صدفة لأنه يمثل عدد أسماء الله الحسنى، فسبب إختلاف تكوين آدم عن بقية المخلوقات الأخرى هي وجود هذا الجزء من روح الله التي نفخها في آدم ، فرمز (٩٩) أصبح رمز آدم ، ولهذا السبب طلب الله من بقية المخلوقات أن تسجد لآدم فسجدوا جميعهم ما عدا إبليس . الرقم (٩٩) نجده في القيمة الرقمية لكوكب عطارد الذي يمثل رمز آدم (٣٩٩) فهذا الرقم هو الرقم (٩٩) مضافاً إليه الرقم (٣٠٠) . والرقم (٣٠٠) مذكور بشكل رمزي في نفس السورة في الآية رقم (٢٥) كعدد سنوات (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا ).
قد يستغرب البعض هذا الربط بين أصحاب الكهف وآدم ، فيقول ما علاقة هذا بذاك ، طبعا من يرى في هذه العلاقة فقط هذا الرقم سيكون معه حق أن يعترض على هذا الربط بين آدم وأصحاب الكهف ، ولكن تعالوا لنرى القسم الثاني من هذا الموضوع وهو كوكب الزهرة الذي يمثل حواء ، فكوكب الزهرة في اليونانية يدعى أفروديت ΑΦΡΟΔΙΤΗ وهو أسم إلهة العشق في الأساطير اليونانية ، وكما شرحنا في الخاطرة ٥٣ (فلسفة الخروج من الجنة) ، أن سبب الخروج من الجنة هو إرتكاب خطيئة الزنى بين آدم وحواء وأثبتنا أن حواء هي التي حرضت آدم على إرتكاب هذه الخطيئة ، لذلك أخذت حواء رمز كوكب الزهرة الذي يمثل إلهة العشق في الأساطير اليونانية، فأختيار صفة العشق ليكون رمز لكوكب الزهرة ليس من فكر إنسان ولكن من وحي إلهي ليساعدنا في فهم السبب الحقيقي لخروج الإنسان من الجنة .
الآن إذا حسبنا القيمة الرقمية بالنظام البسيط للغة اليونانية سنجد أن إسم كوكب الزهرة ΑΦΡΟΔΙΤΗ يعادل الرقم (٩٣) ، وكما هو مذكور في الآية ٢٥ (وَازْدَادُوا تِسْعًا) إذا أضفنا الرقم ٩ على يسار القيمة الرقمية (٩٣) سنحصل على الرقم (٩٩٣) وهو رقم كوكب الزهرة في نظام الكابالا اليونانية . أي ان الرقم ٣٠٠ (ثَلَاثَ مِائَةٍ) يخص رمز آدم ، أما الرقم ٩ (تِسْعًا) فيخص رمز حواء.
بهذه الرموز الرقمية تفسر لنا الحكمة الإلهية في سورة الكهف قصة الكون بأكمله ، فالمقصود بالكهف هنا هو الكون بأكمله، وأصحاب الكهف كمعنى شامل هنا هو آدم وحواء ، فبعد طردهما من الجنة لبثت أرواحهما في الكون ( الكهف) ريثما تم تطوره حتى ظهرت المجموعة الشمسية. وهناك أيضا شيء آخر نفهمه من هذه الرموز ، وهو أن الحياة تم تكوينها في البداية في الكوكبين عطارد والزهرة لأنهما يمثلان آدم وحواء فمنهما ظهرت الحياة، ثم إنتقلت الحياة إلى كوكب الأرض الذي يمثل الشيطان ، واليوم نجد انه هناك كثير من العلماء يؤكدون بأن بداية ظهور الحياة حدث خارج الكرة الأرضية ولكنها وصلت بطريقة ما إلى كوكب الأرض وتطورت عليه . وشيء أخر يؤكد تماما على صحة هذه الفكرة هو شكل الDNA الذي يتألف من ضفيرتين تلتف الواحدة حول الأخرى بشكل حلزوني وهذا دليل على أن الـ DNA أتى من مصدرين وليس من مصدر واحد .
القرآن الكريم يؤكد على صحة هذه الفكرة فإذا تمعنا في معاني عناوين سور القرآن سنجد وكأنه يوجد مرحلتين وكل مرحلة لها بداية وليس بداية واحدة ، حيث كل بداية تعبر عن مرحلة واحدة، فهناك سورة الفاتحة وسورة الفتح ، فنجد ان القرآن الكريم يبدأ بسورة الفاتحة ، وعنوان هذه السورة هو رمز حواء التي فتحت الطريق لخروج الإنسان من الجنة ، ومع خروج الانسان من الجنة ولد الكون من الروح الإلهية في آدم وحواء حيث كان حجمه في البداية في منتهى الصغر ثم حصل الإنفجار العظيم Big Bang فبدأ تصنيع الجسيمات تحت نووية ومن إتحاد هذه الجسيمات تم تصنيع الذرات البسيطة كالهيدروجين والهيليوم ومن إتحاد أنوية هذه الذرات البسيطة وإنشطارها تم تصنيع الذرات الأكثر تعقيدا مثل الكربون والأكسجين والحديد ومع إستمرار عمليات اتحاد وانشطار الأنوية وصلت الأمور إلى خلق ذرات أكثر تعقيدا، ومع إكتمال التطور المادي ظهرت المجموعة الشمسية، وهنا يبدأ القسم الثاني من التطور وهو ظهور الحياة وتطورها ، رمز هذه المرحلة الثانية في القرآن الكريم هي سورة الفتح ، وقد أشار الله في هذه السورة عن هذه الفكرة من خلال رقم ترتيبها (٤٨) وعدد آياتها (٢٩) ، فإذا ضربنا رقم ترتيب سورة الفتح (٤٨) في رقم عدد آياتها(٢٩) سنحصل على الرقم (١٣٩٢) وهو مجموع أرقام القيمة الرقمية لكوكب عطارد بالعربية (٣٩٩) مع القيمة الرقمية لكوكب الزهرة باليونانية (٩٩٣) اي آدم وحواء ، الرقم (١٣٩٢) الذي هو مجموع الرقمين (٣٩٩+٩٩٣) هو في الحقيقة القيمة الرقمية لعبارة ( ألف الله) ، حيث الحرف الألف الذي يأتي ترتيبه الاول في الأحرف الابجدية هو رمز له معنى البداية الإلهية في الخلق .ونقصد هنا بداية القسم الثاني من الخلق.
قبل سورة الفتح تأتي سورة محمد ، وكما نعلم إسم محمد هو إسم خاتم الأنبياء او بمعنى آخر رمز لآخر ديانة سماوية ، وهنا حسب موضوعنا تأتي سورة محمد كنهاية لمرحلة وسورة الفتح كبداية لمرحلة جديدة ، لذلك نجد أن أرقام سورة محمد لها هذا المعنى ، فإذا ضربنا أرقام سورة محمد كما فعلنا في سورة الفتح للحصول على القيمة الرقمية لعبارة (ألف الله) ، أي إذا ضربنا رقم ترتيب سورة محمد ٤٧ بعدد آياتها ٣٨ سنحصل على الرقم (١٧٨٦) هذا الرقم هو القيمة الرقمية لنفس العبارة (ألف الله) ولكن بنظام الكابالا اليونانية (ΆΛΦΑ ΤΟΥ ΘΕΟΥ) . وكما نلاحظ ان الرقم (١٧٨٦) هو القيمة الرقمية لعبارة (الف الله) في اللغة اليوناني لأن اللغة اليونانية كما ذكرنا هي المسؤولة عن القسم المادي أما أرقام سورة الفتح فتعطينا القيمة الرقمية لنفس العبارة ولكن باللغة العربية والمسؤولة عن القسم الروحي.
الحياة كما ذكرنا أتت من كوكب عطارد ( آدم) وكوكب الزهرة (حواء) ، ثم إنتقلت إلى كوكب الأرض الذي يمثل الشيطان . إنظروا هنا إلى الترابط المحكم بين تصميم اللغة العربية وتصميم المجموعة الشمسية، القيمة الرقمية لكلمة (شيطان) بالنظام البسيط للغة العربية هو الرقم (٨٤) هذا الرقم هو الشكل المعاكس شاقوليا للرقم (٧٤) الذي يمثل القيمةالرقمية لكلمة (الله) في النظام البسيط، حيث الرقم (٨) هو عكس الرقم (٧) شاقوليا أي أنه مقلوب رأسا على عقب، أما الرقم (٤) فلا يتغير عند قلبه رأسا على عقب ويبقى له نفس الشكل ، إذا طبقنا هذه العملية على رقم كوكب عطارد (٣٩٩) الذي يمثل آدم بعد كتابته بالارقام الخوارزمية (399) سيكون الرقم المعاكس له شاقوليا هو (366) هذا الرقم ليس صدفة ولكنه رقم عدد أيام دوران كوكب الأرض حول الشمس والذي يساوي بشكل دقيق ٣٦٥،٢٥ يوم .
بهذه العلاقة بين تصميم اللغة العربية وتصميم المجموعة الشمسية تشير لنا الحكمة الإلهية في الخلق عن العلاقة بين كواكب المجموعة الشمسية وشخصيات قصة الخلق ، فكل شيء في هذا الكون الفسيح مهما كان نوعه سواء كان ذرة عنصر كيميائي او كان نجم أو كوكب أو كائن حي أو لغة او أي شيء آخر، فجميعها خلقت ضمن خطة في غاية الدقة من أجل ظهور الإنسان من جديد ليتطور ويطهر نفسه من جميع تلك الشوائب الشيطانية التي كانت سببا في طرده من الجنة ليستطيع العودة إليها ثانية .
ما أذكره في مقالات عين الروح قد يجد البعض تفسيرات غريبة عجيبة فيظنها البعض بأنها نوع من الخرافات ، ولكن الأمر ليس كذلك فجميع هذه التفسيرات الغريبة العجيبة أتت بعد سنوات طويلة من البحث في جميع زوايا النظر للموضوع وليس كما يفعل الآخرين الذين يفسرون الأشياء والأحداث إعتمادا فقط على معناه الحرفي وخاصة معاني آيات الكتب المقدسة .
الآية القرآنية ٣١ من سورة البقرة التي تذكر (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) ليست بسيطة كما يعتقد علماء اليوم فاسماء الأشياء لم توضع عن عبث ولكن ضمن حكمة إلهية، وفهم حقيقة هذه الأسماء ليس بهذه السطحية التي ينظر إليها العلماء ، فكلمة (عطارد) التي هي اسم الكوكب الاول في المجموعة الشمسية تحوي داخلها معلومات عن هذا الكوكب أهم بكثير من تلك المعلومات التي جمعها علماء الفلك عنه حتى اليوم ، لأن جميع هذه المعلومات المادية التي حصل عليها العلماء لا تفيد الإنسان بشيء سوى زيادة معلومات ، فمصير الإنسانية وسعادتها لا تتأثر نهائيا بهذه المعلومات المادية عن هذا الكوكب ، ولكن المعلومات التي وضعها الله في اسم هذا الكوكب فلها تأثير كبير على تطور وسلوك الإنسانية ومعرفتنا لهذه المعلومات ستفيدنا كثيرا في فهم حقيقة ما يحدث حولنا. لذلك نجد أن ما يذكره الله في القرآن الكريم عن سليمان يختلف قليلا عما هو مكتوب عن سليمان في الكتب المقدسة للعهد القديم ، لأن سليمان في القرآن الكريم هو رمز للإنسانية عندما يكتسب العلماء المقدرة على فهم المعنى الحقيقي لأسماء الأشياء كما وضعها الله لها، فعندها تستطيع الإنسانية أن تصل إلى أرقى أنواع الحكمة لتؤمن لأفرادها الظروف التي وضعها الله في الجنة من عدل وسلام وسعادة خالدة .
ملاحظة : القيمة الرقمية للكلمة في النظام البسيط هو مجموع أرقام تراتيب أحرفها في الأبجدية .
وسوم: العدد 768