سؤال بلا جواب

عبير طلعت

هل تستحق الدنيا العناء وما نلاقيه بها من شقاء ؟؟

لا ورب الأرض والسماء ؛ فإنها لا تساوى شربة ماء .

نعيش فى هذه الحياة نتصارع ونتقاتل ونتسابق , وقد يكره بعضنا بعضاً من أجل أسباب تافهة , ولو أننا توقفنا لحظة , وسألنا أنفسنا , لماذا كل هذا ؟؟

من أجل المال والرزق ؟؟ أو ليس الرزق مقسوم من عند الله وبيده سبحانه !

من اجل الأرض والأملاك ؟؟ أو ليس الكون ملك لخالقه سبحانه وتعالى !

من أجل الفكر والحرية ؟؟ أو لم يخلقنا الله أحراراً !

من أجل الدين والعقيدة ؟؟ أو ليس الدين لله وهو من يحاسب عليه !

فنحن من نخلق ونفتعل المشاكل ونضع القيود , ثم نتصارع بعد ذلك من أجل حلها !

إن الحياة كلها وما بها لا تساوى ولا تستحق كل هذا الصراع و الشقاء والعناء الذى نعيشه ونلاقيه ونصنعه بأيدينا .

ماذا جنينا من كل هذا ؟ لاشىء سوى الدمار والخراب والتعاسة الأبدية , وتوارث الأحقاد من جيل لجيل .

لماذا لا نعيش فى سلام يجمعنا الحب والوئام ؟؟ فلقد خلقنا من أب واحد وأم واحدة , ومهما اختلفنا فإننا نعبد إله واحد رب الأنام .

وتذكر أيها الإنسان أنك بالأمس القريب كنت تجرى وتلهث وراء هدف ما لتحقيقه , وبعدما حصلت عليه الآن ونلته , ترى , هل أنت راض وسعيد به الآن ؟؟ هل تراه كان يستحق كل ما بذلته من جهد وعناء وتضحية فى سبيل تحقيقه ؟؟

لا , لأنك لا ترضى ولن ترضى , فأنت دائما تريد المزيد , وتتطلع لما هو أبعد وأفضل , وتسعى حتى وراء المستحيل .

فهكذا خلقت وهكذا أنت , تملأك الأطماع , ولا ترضى بما هو مقسوم لك .

هذا فى أمورك وحياتك العادية , فما بالك بالخراب والحروب والتصارع والدمار , فماذا ستجنى منها غير ثمار الخوف و الألم والندم والحزن والضياع وغضب من الله عز وجل .

ولا تنسى أنك ما بين طرفة عين وأخرى قد تلفظ أنفاسك , و كأنك لم تكن على هذه الأرض, ولن يبقى منك غير عمل طيب وصالح تلقى به الله عز وجل , ويحاسبك على غير سواه .

فلماذا كل هذا الشر فى العالم ؟

لماذا الحروب والخراب والدمار والألم والندم وبحور الدم التى لا تجف ابدا ؟؟؟

لماذا ولمصلحة من ؟؟؟