حكم خواطر ... وعبر(100)
1 - الناس كالعنب:
يبدأ زهراً كجنين، فيعقد حباً كطفلٍ غض طري ناعمٍ صغير، فيشتدّ عوده شابّاً مراهقاً حصرماً فجّاً قاسياً جلداً، ثم يصبح رجلاً مثمراً عذباً ناضجاً وقد بلغ أشدّه واستوى رشده، ثم يذبل عوده وتخشن بشرته وتتجعد ملامحه زبيباً، فتشتد عذوبته وتفيض حلاوته بازدياد خبرته وحنكته واكتمال رشده وحكمته.
2 – عندما يكون لطف النفاق، وسيلة لغاية الخداع والاحتيال، فاعلم أنك تتعامل عندها مع أكثر الناس ضِعَة وسفالة ولؤماً ونذالة.
3 – تفكير بعض الناس يسير بخطٍ واحد كأنه مثبت على خط قطار، يحرك بموجه إلكتروني من غرفة قيادة عن بعد، لو انحرف شعرةً يميناً أو شمالاً لابتعد عن السكة، واختل توازنه وانقلب.
4 – زوار السعادة يرحلون عنّا سريعاً ويتركوننا في شوق وشقاء، وزوار السوء والمصائب وإن رحلوا عنا، تبقى مخلفاتهم وهمومهم تجثم على صدورنا، وتطبق على نفوسنا، وتختنق قلوبنا دماً وحسرةً، وتفيض عيوننا دمعاً وحزناً وأسفاً.
5 – يبرعون في نصح الآخرين، ويضعون الضوابط والشروط، ويرسمون الحدود والخطوط ، لكنهم ينسون أن يبلغوا أنفسهم بذلك !.
6 – كتمان بعض الأسرار في نفوسنا يضغط بداخلنا، ويتحول أحيانا إلى كتلة ورمٍ خبيث أو دمٍ فاسد، فيسبب لنا ضغطاً وتعباً وأرقاً واعتلالاً، لا نرتاح إلا باستئصاله أو إخراجه بفصدٍ أو حجامة ! .
7 – لا تحطم كنزاً عجزت عن فكّ حروف لغزه، فلعلَّ غيرك يكشف سره ويحلّ طلاسمه، فينشر خيره ويصيبك بعضه.
8 – ربما هدم أصحاب الباطل، بعض أركان وأساطين الظلم والفساد والطغيان، ليس طمعاً بالحق ولا حباً بأصحابه، وإنما لتسجيل موقف نفاقٍ تعميةً وتلميعاً لزيفهم ونفاقهم، وخوفاً من انهيار باطلهم.
9 – صديقك الوفي: هو ظهرك القوي، الذي ترمي عليه كل أحمالك وأثقالك وهمومك ومشاكلك، ثم تنساها جميعاَ.
10 – من يسير بأرجل حافية إلى مكبات القمامة ومراتع السوء والرذيلة، وهو يجتاز المستنقعات الآسنة، سيدمن أنفه رائحة القذارة، وسيخرج زفيرها أفكاراً نتنة تؤذي من حولها.
11 – ملايين الأفكار المدهشة والخطط الرائعة المحفوظة على رفوف المكتبات، لا تفيدك شيئاً أن لم تكن قد:
أسهرت ليلك وأجهدت نفسك وحركت عقلك، لتقرأها وتعيها وتعمل بها.
12 – يموت العظماء وتبلى عظامهم، ويأكل الدود مصنع أفكارهم ومصدر عظمتهم، ولكن تخلد ذكراهم بنتاج عقولهم الذي لا يبلى، ووهج أفكارهم الذي لا ينطفئ.
13 – الخطأ من طباع البشر، ولكن عدم رؤيته بعد وقوعه: جهل، والتمسك به: عنادٌ وكبر، وتكراره: غباءٌ وحماقة، والاعتراف به وتسديده: صوابٌ وحكمة.
14 – الأفكار كالأشجار، تتوقف على نوع الأرض التي تنمو فيها، وطبيعة الجو الذي يحيط بها، والماء والأكسجين الذي يرويها ويغذيها.
وهذا يحدد شكلها وارتفاعها، ونوع وشكل أوراقها، ولون ورائحة أزهارها، وطعم ومذاق ثمارها .
15 – العبيد: كائنات تعمل المستحيل حتى الموت.
لأجل شخص يرى أنهم: مخلوقات لا تستحق الحياة !.
16 – لا تغمض عينيك، وتطلب من شخصٍ مهما كان قريباً أن يصف لك ما حوله، ويلون لك الطبيعة بذوقه وريشته ونظارته، فلعل ذوقه يخالف ذوقك، ونظارته لا تناسب عينيك، ولا يجيد التلوين بريشته غير الأبيض والأسود.
17 – كان موضوع الخطبة الموحدة التي وزعت على جميع المساجد: تلوث البيئة!
ذكروا فيها الكثير لكنهم نسوا: تنظيف البيئة من فساد الفاسدين، وجرائم المتوحشين، وقذارة السفلة والتافهين، وفجر وانحلال الماجنين.
18 – رقي عقلك أهم من فخامة قصرك، وزبدة آرائك وسمو أفكارك أثمن من تحفك ومجوهراتك، ونظافة عقلك من السفاسف والترهات أهم من غسيل وتلميع جدران وأرض بيتك .
19 – قذى البيوت وأوساخها: تنظف بالمسح والكنس والغسيل.
وأوساخ العقول وأقذارها: تنظف بالوعي والفهم وحسن التقديم والأسلوب.
20 – تحدي المصاعب والبحث عن المتاعب: ليس بطولة ولا رجولة. الحكمة: أن تمتطي ظهرها عندما تواجهك، فلا تجبن أوتضعف، ولا تنسحب أو تستسلم.
وسوم: العدد 828