الخاطرة ٢٣٣ : مقدمة ضرورية للقصة الواقعية ( دموع الجوكندا)
خواطر من الكون المجاور
من يتمعن جيدا في أسلوب طرحي للمواضيع التي أنشرها في كتبي وفي صفحتي ( عين الروح) سيلاحظ بأنني دائما ما أحاول أن أربط الموضوع الرئيسي مع واقع الحياة ، وبالتحديد مع السلوك الإنساني . لهذا يجد القارئ في كل مقالة فقرات متشعبة ، حيث أخرج من فقرة تعتمد على علم معين إلى فقرة أخرى تعتمد على علم آخر مختلف تماما عن العلم الأول ، وهذا كثيرا ما يزعج بعض القراء ويجعلهم يعتقدون بأني قد خرجت عن الموضوع الرئيسي فيشعرون بأن أسلوبي هذا يجعل القارئ يتوه فيقول بعضهم في نفسه - أو في تعليقاته - ما علاقة هذا بذاك ؟
هنا أود أن أقول لكل قارئ له مثل هذا الرأي في مقالاتي ،
أن المشكلة ليست في أسلوبي ، ولكنها في المنهاج العلمي للعصر الحديث الذي دمر تلك الروابط بين الأشياء فجعل عقل الإنسان لا يستطيع دمج عدة صور في صورة واحدة ، فمنذ ولادة الوعي الإنساني وحتى بداية القرن التاسع عشر ، كان الإنسان يعتمد على نفس أسلوبي في إدراك ما حوله ، لهذا كان العالَم أو الحكيم ملما بمعظم أنواع العلوم ، فابن رشد مثلا لم يكن فيلسوفا فقط ولكنه كان أيضا طبيب وفقيه وقاضي وفلكي وفيزيائي . فسبب ظهور آرائه التي تمثل فكره الشخصي هو في الحقيقة كان نتيجة دمج جميع هذه العلوم المختلفة ، ولهذا لا يمكن فهم آراء ابن رشد إلا بعد تحليلها من خلال جميع زوايا الرؤية للعلوم التي استخدمها ابن رشد .
حتى بداية القرن التاسع عشر كان المنهج العلمي يستخدم هذا الأسلوب في دراسة الأشياء ، وأفضل مثال على ذلك هو العالم المشهور (إسحاق نيوتن) ، فإذا ذهبنا وبحثنا في كل الكتب والمقالات والفيديو المعروضة في الإنترنت اليوم ، سنجد أن جميعها تتكلم عنه كعالم فيزيائي ورياضيات فقط ، ولكن إذا بحثنا بعمق في الكتب القديمة سنجد له دراسات في الكتب المقدسة أيضا ، فهو أول من حدد تاريخ ميلاد المسيح بناء على الوثائق التاريخية والدينية . بينما نجد أنشتاين ينسف جميع الكتب المقدسة ويعتبرها قصص ساذجة تصلح فقط للعقول البسيطة .
مشكلة المنهج العلمي الحديث أنه خرج عن منطق التكوين الإنساني الذي فطره الله عليه . فالحكمة الإلهية خلقت الإنسان ليسير التكوين الروحي له ضمن مخطط معين ، فالطفل يرى ما حوله برؤية عامة تشمل كل ما فيه ، لأن الرؤية العامة ( الشاملة) هي التعبير الروحي العام للشيء المرئي . فالطفل لا يدخل في تفاصيل الأشياء التي يراها حتى يحدد نوعية شعوره نحوها ، فيرى الذئب مثلا فيشعر أنه كائن حي بروح شريرة ، ويرى الدولفين فيشعر أنه روح طيبة . فالطريقة التي يرى فيها الطفل لكل شيء حوله هو هبة من الله عز وجل للإنسان ، وعلى الإنسان أن يحتفظ بأحاسيسه التي مرت عليه في طفولته إلى نهاية حياته ، فعندما يكبر ويكتسب العلوم والمعارف عندها فقط عليه أن يدخل في تفاصيل الشيء المرئي ليقوم بتحليلها ليعلم طريقة تأثيرها في ظهور تلك المشاعر التي إحتفظ بها ، فيحاول فهمها ليستفيد منها في تطوير تكوينه الروحي وتطوير الإنسانية جمعاء معه . إن أهم أسباب ظهور الحضارات جميعها كانت نتيجة تلك التحليلات البدائية التي حدثت لتلك الأحاسيس في مرحلة الطفولة .
حتى أوضح لكم هذه الفكرة بشكل أفضل ، سأعرض لكم بعض الأحداث من حياتي الشخصية :
في أول عام ذهبت فيه إلى المدرسة - الصف الأول الإبتدائي - شعرت أن جميع معلمي المدرسة ينظرون إلي وكأني طفل مختلف عن بقية الأطفال ، فكان بعض معلمي الصف الثاني الإبتدائي يطلبوني للحضور في صفوفهم لأنافس طلابهم في القراءة والإملاء والحساب ، فكنت في نهاية كل منافسة أرى المعلم يطلب من تلاميذه ان يصفقوا لي ويطلب منهم أن يحاولوا أن يكونوا مثلي . مديح المعلمين ونظرات إعجاب التلاميذ جعلتني ومنذ ذلك الوقت أن أعلم شيئا عن نفسي وهو أن الله وهبني مقدرة معينة ، هذه المقدرة كما شعرت بها في تلك اللحظات لم تكن تفوقي في سرعة تعلم الدروس عن بقية الطلاب ، ولكن كانت شيئا آخر وهي المقدرة على تكوين الصورة الحقيقية للإنسان المثالي الذي يجلب السعادة لجميع من حوله . إن محاولة تحقيق نموذج حقيقي للإنسان المثالي أصبح أهم أهداف حياتي .
كان فهمي لهذا الهدف في تلك الفترة فهم روحي تماما ، ولكنه كفكرة ظل في عقلي بشكله الضبابي . ففي الصف الثاني الابتدائي نزل معدل علاماتي من مستوى الامتياز إلى المستوى الجيد ، حتى ظن أهلي أن تدهور مستوى علاماتي كان سببه إنتقالنا من الضاحية إلى المدينة وأن هذا التغيير الفجائي في المدرسة والحي قد أثرا علي ، ولكن في الحقيقة لم يكن الأمر كذلك ، فعلاماتي بمستوى الجيد ظلت على ما هي عليه إلى آخر مراحلي الدراسية .فعلى الرغم من أنني كثيرا من الأحيان عندما كنت أرى الفرحة على وجوه أهلي وهم يرون أن أخي الكبير قد استطاع مرة أخرى أن يتفوق ويكون الطالب الأول في صفه أو في مدرسته عندها كنت أشعر بأنه يجب عليَّ أيضا أن أتفوق مثل أخي لأرى السعادة نفسها في وجوه أهلي من أجلي . ولكن كان هناك شيء ما بداخلي يمنعني من تحقيقه ويدفعني إلى تحقيق هذه الفرحة لأهلي ولكن عن طريق آخر وهي تحقيق إعجاب جميع سكان أهل الحي بأبنهم ، فرغم أنني كنت مسلما مقيما في حي حيث جميع سكانه مسيحيون ، كانت كلمات الإطراء والمديح التي يسمعها أهلي عني من الجيران كافية ليعلموا أن ابنهم بألف خير وأن الله منحه نوع آخر من التفوق ، وهذا النوع من التفوق كانت نتيجته تشمل سعادة جميع سكان الحي وليس سعادة عائلة واحدة فقط . فسكان الحي كانوا يعلمون تماما بأن أطفالهم كان ينظرون إلي كقدوة يحتذى بها ، وطالما أنهم يلعبون معي فإن أطفالهم لن يفعلوا شيئا مكروها قد يحزنهم أو يجعلهم يخجلوا منه ، لأنهم كان يعلمون بأنني وبأسلوبي الخاص سأمنعهم قبل أن يفكروا بالقيام بأي شيء قد يضر بهم أو بعائلتهم .
شيء واحد كنت أعلمه عن نفسي في تلك الفترة ، وهو أن أحاسيسي قلما تخطئ وأنها من الله عز وجل ، ولهذا كنت أفعل بصدق ما تطلبه أحاسيسي ، فكنت أستخدم عقلي في تعلم جميع أنواع الألعاب وكانت سرعة تعلمي لها هو الذي يبهر أعين أصدقائي ، فكان تفوقي في ممارسة الألعاب الحافز الذي كان يجعل أصدقائي يحاولون أن يصبحوا مثلي ليس فقط في تعلم الألعاب ولكن كسلوك عام كذلك . وبسبب كونهم أطفال كانت الفطرة الإلهية التي وضعها الله في تكوينهم منسجمة تماما لما كانوا يرونه في سلوكي ، فكان شعورهم الداخلي هذا هو الذي يفرض عليهم بجعل سلوكهم إتجاه أهاليهم والآخرين بنفس سلوكي تماما ، ومن دون أن يشعروا بأي إحساس بالغيرة أو بشيء يقلل من إعتزازهم بأنفسهم .
منذ طفولتي وأنا أشعر بأن التكوين الإنساني في الكبار يسير بطريق خاطئ ، وأن الله عز وجل قد وهبني بعض المواهب لإستخدامها في كشف أخطاء الكبار لتصحيحها ليعود التكوين الإنساني إلى مجراه الذي رسمه الله له . في مرحلة الطفولة والمراهقة كان هذا الشعور - كما ذكرت - شعور روحي وليس عقلي ، كان مجرد إحساس يسيطر على سلوكي ويجعلني أعتمد على نفسي في إتخاذ القرارات ، ورغم أنني فعلت كل ما أريده أنا ومع ذلك لم أدع أمي وأبي ولو لمرة واحدة أن يشعروا أن سلوكي كان يعارض رأيهم بل على العكس تماما ،كانا يظنان أنني أفعل تماما ما يطلبونه مني .
في المرحلة الجامعية بدأ هذا الشعور يتحول من إحساس روحي إلى تحليل عقلي . فأول نتائج الإمتحانات التي ظهرت في السنة الأولى كانت نتيجة الإمتحان العملي لمادة الكيمياء التحليلية ، فعندما وصلت إلى الجامعة رأيت أحد زملائي المقربين جدا يأتي إلي وهو يلوح لي بيده قائلا تلك الجملة المشهورة التي يقولها الممثل عادل إمام في مسرحيته مدرسة المشاغبين ( إنتَ بتذاكر من ورانا) ، في البداية لم أفهم ما يعنيه ، ولكن عندما نظرت إلى قائمة العلامات لم أصدق ما رأته عيناي ، فقد كان اسمي يظهر بوضوح تام وكأنها بقعة بيضاء في لوح أسود ، فجميع علامات الطلاب بدون إستثناء كانت تتكون من رقم واحد.. إما خمسة أو صفر ، أما بجانب إسمي فكانت العلامة من رقمين (٢٥) وهي العلامة الكاملة في المادة! ورغم أن سلوكي في الكلية كان لا يلفت الأنظار نهائيا ، ولكن بعد صدور نتيجة الإمتحان الأول ، كثير من الزملاء وخاصة الفتيات كنوع من الفضول ذهبن و بحثن عن الطالب الذي استطاع أن يحصل على العلامة الكاملة ، فوجدت نفسي في ليلة وضحاها قد تحولت من طالب غير معروف نهائيا إلى أشهر طلاب السنة الأولى ، وكثير منهم ظنوا بأنني سأكون من الطلاب الأوائل في الكلية بسبب نتيجة امتحان الكيمياء هذا، ولكن عندما بدأت تظهر علامات بقية الإمتحانات عندها علموا بأنني طالب عادي مثل بقية الطلاب.
ولكن لم تتوقف المفاجأة هنا ففي بداية الفصل الدراسي الثاني حدثت صدمة أخرى لزملائي ، والتي كانت في مادة التدريب العسكري الجامعي، فمن بين ٣٠٠ طالب وجدوا أن الضابط المسؤول قد اختارني أنا لأكون عريف طلاب السنة الأولى ، ففي الفصل الأول كان قد أختار طالبا ضخم البنية وقوي الصوت وأكبرهم سنا ، وكان هذا الأختيار بالنسبة لجميع الطلاب اختيار طبيعي لأن عريف الصف يجب أن يكون ذو مظهر يدل على القوة والرجولة . ولكن كان اندهاشهم أكبر حين اكتشفوا أن الضابط المسؤول يغير قراره ليختار طالبا آخر شكله يوحي بأنه أصغر الطلاب سناً ، وحجمه متوسط وصوته لا يسمعه إلا الشخص الذي يتكلم معه فقط.
أحداث عديدة أخرى حصلت في تلك الفترة فرضت علي سواء شئت أم أبيت ، بأن أقوم بتحليلها لفهم حقيقة ما يحدث في حياتي . ونتيجة لهذه التحليلات التي توصلت إليها بالأخير ، هي أن تلك المقدرة على تحقيق تصحيح أخطاء الكبار ، لا تأتي إلا عن طريق الربط و عدم الفصل بين ما أتعلمه من أي علم عن أي حدث يحدث مع واقع الحياة التي تعيشها الإنسانية ، ففي مادة الكيمياء التحليلية (النظري) كانت علامتي فيها عادية ، ولكن عندما تحولت إلى (تطبيق عملي) أستطعت تحقيق الهدف الحقيقي لهذه المادة ولهذا حصلت على العلامة الكاملة ، وهكذا كانت الأمور تحدث في جميع المواد الأخرى . في تلك الفترة علمت أن سلوكي منذ طفولتي كان يسير على هذا المنهج ، لهذا لم أكن الطالب الأول في المدرسة ولكني كنت الأفضل كإنسان . وأن اختياري لأكون عريف الصف في المادة العسكرية في جميع سنوات دراستي في المرحلة الجامعية ، لم يكن صدفة ولكن رمز له معنى أن حياتي في الحقيقة هي معركة ولكن السلاح الذي يجب علي استخدامه هو تلك المقدرة التي تقوم بتحويل ما أتعلمه من العلوم المختلفة إلى مبادئ سامية تنمي العمل الصالح في الآخرين ليستفيد منها المجتمع بأكمله.
إن أبحاثي التي ذكرتها في مؤلفاتي سواء كانت دينية أو فلكية أو فيزيائية أو غيرها من العلوم ، جميعها بدأت من دراسة تلك القواعد التي يتم عليها التكوين الروحي للمبادئ السامية والتي حاولت الديانات أن تنميها من خلال تطبيق أركان الدين . وأبحاثي ليست سوى محاولة في تحليل هذه الأركان بشكل علمي يعتمد على جميع العلوم لتتحول إلى حالة تطبيقية مفهومة لتجعل أركان الإيمان هي المسيطرة على سلوك الانسان وليس فقط أركان الدين نفسه ، وأركان الإيمان هي الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح . إن أكبر مشكلة سببت في الإنحطاط الروحي الذي تعاني منه الإنسانية اليوم هو تطبيق أركان الدين بشكله الببغائي ، فالكثير اليوم من أتباع الديانات المختلفة يطبقون أركان دينهم بأكملها ويظنون أنهم يؤمنون بالله وأنهم يؤمنون باليوم الآخر ، ولكن إيمانهم هذا كان في الحقيقة إيمان سطحي لا يفيد شيء في تحقيق العمل الصالح ، لهذا نجد أن العمل الصالح اليوم نادر في جميع المجتمعات وسبب ذلك هو سيطرة التعصب بشتى أنواعه على أفراد المجتمع .
المبدأ الأول في العمل الصالح هو أن تضع مصلحة الآخرين فوق مصلحتك الشخصية ، المصلحة الشخصية هنا لا تعني فقط مصلحتك الشخصية التي تهمك كفرد ولكن من ضمنها كذلك مصلحة بلدك ومصلحة دينك أيضا ، بينما المصلحة العامة هي في الحقيقة مصلحة الإنسانية بأكملها . المصالح الشخصية هذه كانت تهم الأزمنة الماضية لتكوين أمة وتكوين حضارة خاصة لكل منطقة لأن وسائل الإتصال في ذلك الوقت كانت ضعيفة بحيث تجعل كل أمة وكأنها منعزلة عن الأخرى ، ولكن اليوم تعيش الإنسانية في مرحلة الرشد وأن العالم بأكمله بفضل تطور التكنولوجيا قد أصبح كمدينة صغيرة تنتقل الأخبار فيها بسرعة كبيرة جدا وما سيحصل على أمة معينة سيؤثر مباشرة على جميع الأمم .
هذا الإدراك الشامل الذي من خلاله أحاول نشر آرائي وأبحاثي هو الذي فرض علي أن أكتب بأسلوبي المعروف الذي يستخدم جميع أنواع النشاط الفكري لأستطيع توضيح كل فكرة بالطريقة التي تلائم نوعية معارف كل شخص . ولهذا بعد عرض سلسلة ( ابن رشد الفيلسوف المظلوم) سأحاول إن شاء الله نشر سلسلة جديدة بنوعية مختلفة تحمل عنوان (دموع الجوكندا) ، وهي عبارة عن قصة واقعية دارت أحداثها في عام (١٩٨٧) في بداية وجودي في اليونان ، في هذه القصة أحاول توضيح الإختلاف بين طريقة استيعابي للدين والمعلومات العلمية و استيعاب الآخرين لها لتصبح هي المسيطرة على سلوك حياتي . وفي الوقت نفسه أنقل القارئ إلى مناخ روحي بعيدا عن التحليلات العلمية العقلية التي أنشرها في مقالاتي، وأنتقل إلى تحليلات نفسية وروحية لتساعد القارئ الإحساس بوجود عالم روحي يحيط بنا ولكن المنهج العلمي الحديث يحاول إخفائه وحذفه من أحاسيسنا .
أحداث قصة ( دموع الجوكندا) كخطوط عريضة قد تبدو للوهلة الأولى مألوفة وقد تكون لبعض القراء وكأنها مأخوذة من روايات قد قرأها من قبل ، ولكن الفرق بين ما قرأه في تلك الروايات وما سيقرأه - إن شاء الله - في هذه القصة سيجد اختلافا كبيرا ، ففي هذه القصة أقوم بتحليلات من نوع آخر تختلف عن التحليلات النفسية والإجتماعية التي يستخدمها كتّاب الرواية ، التحليلات التي أستخدمها في هذه القصة تجعل القارئ يخرج من العالم الصغير المحيط بالإنسان - الذي يتناوله كتّاب الروايات - إلى عالم كبير فسيح يضع الإنسان في مركز الكون لتجعل كل شيء فيه من صغيرها إلى كبيرها جزء يؤثر بطريقة ما في سلوك كل إنسان ، لهذا تأخذ أحداث القصة مجرى مختلف تماما عن جميع التوقعات .
في هذه القصة أوضح للقارئ بأن التكوين الروحي للإنسان هو كتلة من المعلومات التي تتحكم في سلوكنا ، وأن كل معلومة مهما كانت ، دينية أو علمية يؤمن بها الإنسان ستؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في سلوك حياته سواء كان سلوك عقلي أو سلوك فطري . وأن هذا السلوك الفردي سيكون له في النهاية نتيجة تؤثر على مجرى الإنسانية بأكملها . لا أحد من الكبار يحق له أن يقول لنفسه : أنا ليس لي أي علاقة في حدوث هذه المشكلة ، فجميعنا سواء كنا بسطاء أو مشهورين نلعب دورا ما في تطور الأمور الصغيرة منها والكبيرة، ونوعية تطور الأمور هذه هي التي ستحدد نوعية العالم الروحي الذي سينمو به الأطفال والذي بدوره سيحدد نوعية مستقبل الإنسانية .
وسوم: العدد 844