نعمة الأمن والاستقرار
نعمة الأمن والاستقرار
أبو هشام
كل واحد منا لا بد أنه مر في حياته بمرحلة كان فيها غير مستقر سواء بعمله أو مسكنه أو غير ذلك , ولكن تختلف الظروف اختلافاً كبيراً بين شخص وآخر .
فإن الذي من الله عليه بنعمة الأمن والاستقرار عليه أن يحمد الله على ذلك , لأن نعمة الأمن والاستقرار لا يشعر بهما – على الأغلب – إلا من ذاق مرارة الغربة أو البطالة أو التنقل بين مسكن وآخر أو بين عمل وعمل ثان وثالث ورابع , أو بين زوجة وزوجة , والموفق من يشعربفضل الله عليه أن جعله يستقر أخيراً بحيث يرتاح إلى وضعه الأخير سواءً بالعمل أو بالمسكن أوالمدينة أو بالزوجة , والموفق أكثر من يستشعر هذه النعم العظيمة بأن الله قد من عليه بهذه النعمة منذ وقت طويل , بحيث لا ينسى فضل الله عليه .
ولمن سافر أو اغترب للعديد من السنين , أقول له , إن وضعك الحالي يحمل في طياته بعض الاستقرار , رغم أنك لا تزال تشعر بالغربة بالرغم من انقضاء السنوات الطوال , وأنا لا أريد أن أنكأ الجروح , ولكني أود أن أنبه إلى أن الاستقرار لا يعني دائماً الرجوع إلى البلد الأصلي , وإن كان لا يزال الهدف والغاية رغم بعد المسافة وطول المدة , حيث الوطن والأهل مستوطنون في القلب والشرايين .
أما من بدأ حياته بالاستقرار مبكراً واستمر حتى الآن , فعليه أن يحمد الله مرات كثيرة على هذه النعمة العظيمة وعلى مدار السنوات الطويلة.
اللهم عرفنا النعم بدوامها , ولا تعرفنها عند زوالها , واجعلنا راضين بما قسم الله لنا , فالخيرة فيما اختاره الله , والمؤمن من يحمد الله على كل حال , لأن بيده الحاضر والمستقبل والمآل.