النبي يوسف وعصر الاهرامات الجزء 5+6
النبي يوسف وعصر الاهرامات الجزء ٥
في المقالة الماضية ذكرت أن أسم مدينة (أسوان) كما هو اليوم لا يعني شيئا ولكن هذا الأسم يأخذ معنى عند قراءة أحرف الكلمة من اليسار إلى اليمين حيث يتحول لفظه إلى (ناوسا) وشرحت معنى هذا الأسم وبينت علاقة معناه مع نوعية روح ملك العقرب الذي حكم مصر قبل عصر الاهرامات والذي حاول استغلال علوم ابراهيم عليه الصلاة والسلام لمصلحته الشخصية فعاقبه الله . وقد عرضت بعض الإثباتات لتأكيد على صحة المعلومة . ولكن يبدو أن بعض المصريين وبسبب تعصبهم القومي والديني ورغم الاثباتات التي عرضتها رفضوا صحة هذه المعلومة . لهذا سأضيف هنا إثبات آخر من الدين الإسلامي .
فكما ذكرت في المقالة الماضية أن كلمة (ناوسا) تعني في اللغة اليونانية (يعوم ، يطفو) وهي تصف شكل نهر النيل في منطقة أسوان، حيث توجد فيه عدة جزر تبدو وكأنها تطوف على مياه النيل ، فأكبر جزيرة في تلك المنطقة أسمها (فيلة)، وهذا الأسم هو مؤنث كلمة (فيل) كون كلمة جزيرة مؤنث . فتسمية هذه الجزيرة بأسم الفيل ليس صدفة ولكن علامة إلهية تُبين لنا تشابه روح ملوك العقرب مع روح أصحاب الفيل المذكورين في سورة (الفيل) في القرآن الكريم والذين هم أصلهم أيضا من أفريقيا وجاؤوا في زمن عام ولادة الرسول إلى مكة لهدم الكعبة التي بناها إبراهيم عليه الصلاة والسلام . الله عز وجل يستخدم هنا رمز روح الفيل الأفريقي ، ليشرح لنا نوعية روح ملوك العقرب في مصر القديمة ، فالديانة الهندوسية تعتبر أن الفيل الآسيوي هو روح مقدسة . لأن الفرق بين روح الفيل الأفريقي وروح الفيل الآسيوي مشابه تماما للفرق بين روح قابيل وروح هابيل ، أو بين سمك القرش والدولفين ، ويمكن شرح الفرق بشكل مختصر جدا : رغم أن الفيل الأفريقي والفيل الآسيوي من أصل واحد ولكن الفيل الأفريقي وكأن تطور سلالته قد اعتمدت فقط على تنمية الصفات الذكورية (الصفات المادية) لهذا كان حجمها كبير جدا فنجد ذكورها وإناثها لها أنياب طويلة ، لهذا تعتبر حيوانات شرسة بتعاملها مع الإنسان . أما سلالة الفيل الهندي فقد اعتمدت على تنمية الصفات الأنثويه (الصفات الروحية) لهذا شكلها فيه نوع من البراءة بمقارنتها مع الفيل الأفريقي ، فحجمها أصغر و إناثها لا تملك أنيابا ، ذكورها فقط لها أنياب قصيرة ، وهي حيوانات هادئة يمكن للإنسان التعامل معها وترويضها بسهولة واستخدامها في الاعمال اليومية لتخفف عن الإنسان الأعمال المجهدة والتي تحتاج إلى قوة جسدية كبيرة .
هناك ملاحظة أخرى أود أن يضعها القارئ في ذهنه حتى لا يعتقد بأن معلومات المقالة فيها أفكار عنصرية . وهي أن أبحاثي تعتمد على مبدأ (التقمص) ، أي أن حياة واحدة لا تكفي لتطهير التكون الروحي للإنسان من شوائب تلك الخطيئة التي تم بسببها طرد الإنسان من الجنة . لهذا الإنسان يولد ويموت عدة مرات من أجل تصحيح الخطيئة بالتدريج ، فهو يولد ويعيش ويكتسب حسنات دين وعلوم المجتمع الذي ولد فيه ، وبعد وفاته يولد بعد عدة قرون في مكان آخر فيضيف على معارفه الماضية حسنات دين وعلوم المجتمع الجديد الذي ولد ، ثم بعد وفاته يولد في مكان آخر وهكذا حتى يصل في النهاية إلى التكوين الصالح الذي يسمح له بالعودة إلى الجنة التي هي خارج الكون . فالحديث الشريف يذكر ( (إنَّما بُعثت لأتمِّم مكارم الأخلاق) ، و الآيه القرآنية تذكر {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(٥) الجمعة} ، في هذه الآية يخاطب الله جميع البشر ، فكل إنسان يعيش اليوم كان في حيواته الماضية هندوسي وبوذي ويهودي ومسيحي ومسلم . فجميع هذه الديانات هي ديانات إبراهيمية ولكن تم تشويهها فخسرت شكلها الحقيقي، فهذه الآية اليوم في الحقيقة تصف كل إنسان يعاني من تعصب قومي أو ديني أو مذهبي . فالانسان المصري اليوم -مثلا- الذي ينظر إلى الحضارة المصرية القديمة بنظرة تعصبية وكأنها من صنع أجداده فقط ، فقد يكون هو أثناء فترة بناء الأهرامات كان موجودا على قيد الحياة في الصين أو في شمال أوروبا او في أمريكا في ذلك الوقت . ولهذا نجد أن بعد بناء الاهرامات المصرية بقرون عديدة تم بناء أهرامات مشابهة لها في أمريكا ، ثم في الصين ، ففكرة بناء الأهرامات هناك لم تحدث بسبب شخص أتى إلى مصر ورأى اهراماتها فأراد أن يصنع مثلها في بلده ، ولكن الذي حصل أن هذه الفكرة انتقلت عن طريق أشخاص عاشوا في مصر في زمن بناء الاهرامات وحملوها معهم في حياتهم الجديدة عندما ولدوا في امريكا أو الصين . ولهذا نجد أنه بعد تأسيس بني إسرائيل لدولتهم ب(٦) قرون تقريبا يتم احتلالها من الفرس ويُهدم معبد سليمان ، فيولد بوذا في الهند ، وبعد ولادة بوذا ب(٦) قرون تقريبا يولد عيسى عليه الصلاة والسلام، وبعد (٦) قرون تقريبا على ولادة عيسى يظهر محمد صلى الله عليه وسلم ، وبعد (٦) قرون من ظهور الإسلام ، تدخل الأمة الإسلامية بعصر الإنحطاط ويبدأ عصر جديد أسمه النهضة الأوربية ، فنور الله في نفوس البشر ينتقل من مكان إلى آخر كل (٦) قرون تقريبا فيولدوا هناك ويقوموا بإنشاء حضارة جديدة . فلو كان الإنسان يولد مرة واحدة فقط فكان من العدل الإلهي أن يساعد الله جيوش المسلمين في فتح بلدان العالم بأكملها لينتقل الإسلام إلى جميع شعوبها ، ولكن هذا لم يحصل لأن روح جميع سكان العالم هي التي أتت وولدت في البلدان الإسلامية أثناء فترة مرحلة تكوين وازدهار الأمة الإسلامية . كل إنسان عاش عدة مرات في الشعوب الشرقية وعدة مرات في الشعوب الغربية. فالإنسان الأرقى روحيا اليوم هو الذي روحه تجعله يضع إنتماءه الإنساني فوق جميع الإنتماءات سواء كانت دينية أو عرقية ، لأن روحه تشعر بأنها في الحيوات الماضية قد عاشت كفرد في كل الأمة من أمم العالم ، وأن جميع أطفال هذه الأمم هم أخوته وأنهم بحاجة لمساعدته في أن يعيشوا في بيئة روحية تناسب تكوينهم الروحي . لهذا لا تشعر روحه بأي نوع من الحقد أو الكراهية لأي أمة من هذه الأمم . (هذا الموضوع شرحته بالتفصيل في سلسلة مقالات "حقيقة التقمص") .
في المقالة الماضية ذكرنا أن عام (١٠٤٥١ ق،م) والذي يصر علماء تيار الجيولوجي الفلكي على أنه فترة بناء الاهرامات في مصر، قد ذكره الله في سورة يوسف . وشرحنا كيفية إخراجه ، وقلنا بأن الله وضع هذا الرقم في سورة يوسف وليس في سورة مريم ، ليُبين لنا أن يوسف هو نفس الشخص الذي ولد بأسم عيسى عليه الصلاة والسلام. وليُبين لنا أن يوسف هو مؤسس عصر الأهرامات في مصر والتي تم وضعها في مواقع محددة لتكون بمثابة خريطة لمواقع النجوم في السماء كما كانت عليها في عام (١٠٤٥١ ق،م) أي قبل حوالي (٧٨٠٠) عام قبل بناء الاهرامات . وفي هذه المقالة سنشرح اهمية ما حدث في ذلك العام بحيث تم وضعه كعلامة لبداية مرحلة جديدة في تاريخ الإنسانية تستحق أن يتم من أجلها بناء تلك الأهرامات الضخمة لتكون علامة لجميع شعوب العالم تؤكد على أهمية ما حدث في ذلك العالم .
تمعنوا جيدا في الرقم (١٠٤٥١) ، هل تجدون به أي معنى له علاقة بولادة عيسى عليه الصلاة والسلام ؟.........
سنحاول تغيير شكل الرقم ليساعدنا أكثر في فهم هذا الرقم . إذا حولنا هذا الرقم من سنوات شمسية إلى سنوات قمرية سنحصل على الرقم (١٠٧٧١) عام قمري . شكل هذا الرقم هو معاكس شاقوليا شكل رقم خطوط اليد (١٨٨١) ، فكما ذكرنا في مقالة ماضية أن الحضارة المصرية القديمة اعتمدت الرمز (١٨) في بناء رموز عقيدتها ، فشكل الهرم هو من الرمز (٨) أما شكل المسلة فمن الرمز (١) . والسؤال هنا لماذا استخدم الله الرقم (١٠٧٧١) ليكون هو عدد السنوات بين ذلك العام وعام ولادة عيسى عليه الصلاة والسلام ، وماذا حدث في فترة ولادة عيسى فجعل الرقم (١٨٨١) ينقلب رأسا على عقب ؟ فالرقم (١٠٧٧١) يشير إلى أن الأمور في هذه الفترة أصبحت مناقضة تماما للمخطط الإلهي في تطور الإنسانية الذي وجب أن تسير عليه .
الإنجيل يخبرنا بأن مريم وزوجها يوسف عند ولادتها لعيسى هربوا إلى مصر لأن ملك اليهود أراد قتل المولود عيسى . في تلك الفترة كانت الأمبراطورية الرومانية قد انتصرت على ملوك البطالمة في مصر وسيطرت على الحكم هناك ، فكانت تلك الفترة تعتبر النهاية الحقيقية للحضارة المصرية القديمة، ففي عصر ملوك البطالمة كانت الأمور هناك وكأنها في حالة مشتركة بين مصر القديمة واليونان القديمة . بينما في عصر الحكم الروماني فقد كانت نهاية مصر القديمة وبداية مرحلة مختلفة تماما للشعب المصري القديم.
نهاية مصر القديمة في تلك الفترة لم يحصل صدفة ولكن بسبب ملكة تسمى (كليوباترا) التي كان سلوكها مشابه تماما لسلوك ملوك العقرب الذي قضى عليهم النبي يوسف فكانت علامة على بداية الحضارة المصرية القديمة ، فـ( كليوباترا) فعلت تماما عكس ما فعله يوسف ، حيث أمرت بقتل أخوتها واستخدمت مفاتن جسدها لتصل إلى الحكم ولتحقق مصالحها الشخصية فكانت السبب في نهاية دولة مصر القديمة ، فالحضارة المصرية بشكل روحي رمزي بدأت عندما أصبحت نساء الشعب المصري من أتباع الرمز (٨) الذي أنجب يوسف ، أما كليوباترا فكانت من أتباع الرمز البقرة والتي رمزها الرقم (٧) ولهذا كان أسمها كليو باتر السابعة ، لهذا نجد أن القيصر الروماني الذي نزع الحكم منها أسمه أوكتافيوس (أغسطس) ، القسم الأول من أسمه (أوكتو) يعني رقم ثمانية (٨) في اللغة اليونانية وأسم أغسطس هو أسم الشهر الثامن (٨) من العام . ولهذا وجب أن تأتي امرأة أخرى تحمل الرمز (٨) لتأخذ دور أم يوسف (راحيل) وتأتي بشيء جديد لتدخل الإنسانية مرحلة جديدة في تطورها .
القرآن الكريم يشرح لنا هذا الدور الذي ولدت مريم العذراء من أجله . فالرقم (١٠٧٧١) هو مجموع أرقام تراتيب السور من بداية القرآن الكريم وحتى سورة العلق ويعادل (٤٦٥٦) مضافا إليه رقم مجموع عدد الآيات حتى الآية (٩) من سورة العلق وتعادل (٦١١٥) آية . رقم عدد آيات هذه السورة هو الرقم (١٩) وهو رقم سورة مريم أم عيسى ، والتي أنجبته وهي عذراء ، وعنوان السورة (العلق) والتي تتكلم عن خلق الإنسان ، لها نفس القيمة الرقمية لأسم (مريم) ويعادل (٨٦) بالنظام البسيط . فالرقم (١٠٧٧١) هو المدة الزمنية التي احتاجتها الإنسانية حتى تصل المرأة إلى درجة من النقاء الروحي من جميع الشوائب الشيطانية بحيث اصبحت صالحة أن تنجب بنفسها ابن الجنة عيسى (هابيل) دون الحاجة إلى رجل . والحديث الشريف يؤكد على نقاء روح مريم (ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد، فيستهل صارخاً من مس الشيطان، غير مريم وابنها) .
لتوضيح الفكرة بشكل أفضل ، لنتمعن في السورة التي تسبق سورة (العلق) ، وهي سورة (التين) ، هذه السور تذكر التين والزيتون كرمز للتطور الروحي للإنسان ، فالله خلق الإنسان في الجنة بأحسن تقويم ولكن نتيجة الخطيئة التي ارتكبها تم طرده من الجنة (ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ) ، فالتين هو رمز التطور المادي لتكوين الإنسان، أما الزيتون فهو رمز التطور الروحي للإنسان ، ولهذا نجد سورة النور في بدايتها تتكلم عن الزنى (رمز الخطيئة في الجنة) ، وثم تذكر نتيجة تصحيح هذه الخطيئة في الآية {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٣٥)} . فالزيتون هنا هو رمز ذلك الجزء من روح الله الذي نفخه في آدم بأنقى أشكلها . مريم العذراء وصلت في تطورها الروحي إلى مرحلة (الزيتون) . ولهذا يذكر الإنجيل بأن الأيام الأخيرة من حياة عيسى كانت في جبل الزيتون قرب مدينة القدس .
راحيل أم يوسف كانت في أحسن تقويم من الناحية الجسدية فهي كانت بمثابة قمة مرحلة التطور الجسدي الذي رمزه (التين) ، لهذا القيمة الرقمية لأسم راحيل في اللغة اليونانية (ΡΑΧΗΛ) يعادل القيمة الرقمية لكلمة (تين) في اللغة العربية وتعادل (٧٣٧) في نظام الكابالا العربية.
عام (١٠٤٥١ ق،م) كان بداية مرحلة تطور التكوين الروحي للإنسانية الذي رمزه (التين) ، ونقصد هنا المرحلة الأخيرة من حياة الجنين داخل رحم أمه ، فولادة يوسف كانت بمثابة ولادة الإنسانية وبداية مرحلة الطفولة للإنسانية والتي هي بداية مرحلة التطور الروحي والتي رمزها (الزيتون) والتي وصلت بها مريم إلى قمة هذا التطور . فيوسف في الحقيقة هو مؤسس هذه المرحلة، ونهاية هذه المرحلة كانت بظهور الإسلام وتكوين الحضارة الإسلامية ، وهي بمثابة نهاية مرحلة الطفولة في تاريخ البشرية .
حتى نعرف مكان بداية تشكل مرحلة (التين) لتكوين الإنسانية والذي بدأ عام (١٠٤٥١ ق،م) ، علينا أن نذهب إلى الآية رقم (٥٠) من سورة المؤمنون والتي تقول (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ) . هذه الآية تذكر عبارة (ابن مريم وأمه) ، ابن مريم هو عيسى ، ولكن عيسى هو نفسه يوسف ، فالمقصود في العبارة ليس عيسى ومريم ولكن يوسف وأمه راحيل . أسم السورة (المؤمنون) تتألف من (٨) حروف ، وعدد آيات السورة هو الرقم (١١٨) إذا وضعنا هذا الرقم بجانب رقم عدد حروف عنوان السورة سنحصل على الرقم (٨١١٨) وله شكل خطوط كف اليد . عدد الآيات من رقم الآية (٥٠) وحتى نهاية السورة هو الرقم (٦٨) وهو القيمة الرقمية للأسم (راحيل) بالنظام البسيط . فالربوة المذكورة في الآية (٥٠) هي رمز بداية مرحلة (التين) التي سيتم فيها تطور التكوين المادي للإنسانية لتصل إلى تكوين راحيل . الرقم (٥٠) هو رقم ترتيب سورة (ق) . الحرف (ق) المذكور في بداية السورة حسب بعض مفسري مذهب الصوفية ، هو رمز جبل قاف وهو -حسب تفسيرهم- جبل يحيط بالعالم، تمتدّ عروقه إلى الصخرة التي عليها الأرض، فإن أراد الله إحداث زلزالٍ في أي بقعةٍ من الأرض أمر الجبل بتحريك عرقٍ يلي تلك البقعة فيحدث بها زلزال ، العلماء المسلمين يرفضون هذا التفسير . ولكن في الحقيقة هذا التفسير هو تفسير رمزي يساهم في فهم المعنى الصحيح والمناسب لعصرنا الحاضر .
أرقام القرآن الكريم تعطينا مكان هذا الجبل . فسورة مريم رقمها (١٩) وهو عمر مريم منذ تكونها كجنين وحتى ولادة عيسى ، وعيسى ولد عام (٦ ق،م) ، فولادة مريم كان عام (٢٤ ق.م) إذا طرحنا هذا الرقم من الرقم (١٠٧٧١) سنحصل على الرقم (١٠٧٤٧) ، وهو ارتفاع قمة جبل القوقاز (جبل قاف) ، بالذراع الملكي ويعادل (٥٦٤٢) متر . هل هذا التطابق في الأرقام هو صدفة ؟ إذا حسبنا مجموع تراتيب السور ومجموع القيم الرقمية لعناوين السور ومجموع عدد الآيات من نهاية سورة مريم وحتى نهاية سورة ق ، سنجد أن مجموع أرقام تراتيب هذه السور يعادل (١١٠٤) ، ومجموع القيم الرقمية يعادل (٢٢١١) ، ومجموع عدد الآيات يعادل (٢٣٢٧) ، مجموع هذه الأرقام الثلاثة يعادل (٥٦٤٢) . وهو ارتفاع جبل القوقاز .
يوم ميلاد عيسى في الديانة المسيحية هو (٢٥) ديسمبر/كانون الأول ، هذا اليوم كان عند الشعوب القديمة هو يوم الإنقلاب الشتوي . إن اختيار هذا اليوم ليكون عيد الميلاد عند المسحيين ليس صدفة ولكن من وحي إلهي ، فهو يوم رمزي يساعدنا في فهم ما حدث عام (١٠٤٥١ ق،م) في منطقة جبل القوقاز ، ففي ذلك العام بدأ إنحسار العصر الجليدي ، فكان ذلك العام بمثابة عام الإنقلاب الصيفي للكرة الأرضية ، وبداية عصر جديد للبشرية، أي أنه كان بداية تحول مناخ الكرة الأرضية إلى مناخ دافئ يسمح للإنسانية بممارسة الكثير من النشاطات اليومية وأهمها الزراعة .
في تلك الفترة كان البحر الأسود الذي يقع بجانب جبل القوقاز ، بحيرة مغلقة وذات مياه عذبة ، وفي أبحاثي الشخصية أسميها (بحيرة حواء) . حتى نفهم ماذا حدث في تلك المنطقة في تلك الفترة ، علينا أن نتمعن في الأسماء الموجودة في تلك المنطقة وتراث الشعوب التي تعيش الآن في هذه المنطقة ، ومنها هذه الأسطورة الشعبية التي تحكيها الجدة القوقازية لأحفادها ، هذه الأسطورة تقول : في قديم الزمان كان الرب يسكن في منطقة القوقاز ، وعندما رأى أن الشعوب بدأت تتحارب مع بعضها البعض لتستولي على بلاد الشعب الآخر ، غضب الرب وأمر جميع الشعوب أن تأتي إليه ليوزع على كل شعب منطقة تكون بأسمه لكي لا يتعدى عليها شعب آخر . عندما سمعت الشعوب عن توزيع الأراضي . حاول كل شعب أن يكون هو الأول الذي سيصل إلى الرب ليأخذ أجمل منطقة من العالم ، فحملوا أنفسهم كما هم عليه حالهم وذهبوا بسرعة إلى الرب ، فكان كل شعب يصل إلى الرب يشير له إلى المنطقة التي يستحقها فيذهب إليها ويسكن بها وتكون له ، وهكذا اتت جميع الشعوب ووزع الرب عليهم جميع أراضي العالم . ولكن بعد فترة رأى الرب جماعات عديدة صغيرة تأتي إليه من جميع الإتجاهات فسألهم عما يريدون ، فأخبروه بأنهم أتوا ليأخذوا قطعة أرض، فقال لهم لماذا لم تأتوا مع شعوبكم ولماذا تأخرتم لقد قمتُ بتوزيع جميع الأراضي ولم يبقى مكان خالي ، فحزنوا ونظروا إلى بعضهم البعض ورغم أنهم لم يعرفوا بعضهم من قبل ، ولكنهم احتراما لأكبرهم سنا طلبوا منه أن يتكلم بأسمهم ، فقال كبيرهم : يارب عندما علمنا أننا سنأتي للقاءك ، كنا نعمل في الحقل وكانت أيدينا وثيابنا متسخة فلم نقبل على أنفسنا أن ندخل منطقتك الطاهرة هكذا ، فكان علينا أن ننظف أنفسنا ونصنع لأنفسنا ثيابا جميلة ونعلم أولادنا أن يتصرفوا بشكل لائق أمامك يناسب لقاء الإنسان بربه لترى بأنهم يمجدونك وأنهم يطيعون تعاليمك ، وفي الطريق كنا نتوقف ونصلي لك ، لهذا تأخرنا . فنظر الرب إلى أطفال هذه الجماعات ، فرغم أنهم من شعوب مختلفة ولكن جميعهم كانوا وكأنهم من عائلة واحدة ، ثيابهم نظيفة وجميلة ، وجوههم يشع منه النور بسبب براءتهم ونقاء روحهم . فحزن الرب لأنه لم تعد هناك منطقة جميلة تكون بلادا لهم مكافئة لأخلاقهم الحميدة . عندها قرر الرب أن يعطيهم أرضه ويصعد إلى السماء ، لأنه يعلم بأن هذه الجماعات رغم اختلاف لغاتهم وأشكالهم تستطيع أن تعيش بسلام كشعب واحد وأن تحافظ على طهارة وجمال المنطقة .
هذه الأسطورة الشعبية ليست من تأليف خيال إنسان ولكن من وحي إلهي ، فهي تفسر لنا ما حدث قبل عشرة آلاف عام من ميلاد عيسى . فجبال القوقاز في تلك الفترة كانت بمثابة حاجز جليدي يفصل بين منطقتين شمالية وجنوبية ، الشمالية كانت مغطاة بالثلوج في معظم فصول السنة ، أما الجنوبية فكانت أقل برودة ، لهذا كان البشر يتجهون باستمرار نحو الجنوب فتنشأ معارك بين الجماعات المهاجرة وسكان تلك المنطقة . ولكن كان هناك جماعات من مناطق مختلف رفضت المشاركة في مثل هذه الحروب فتخلت عن أرضها واتجهت إلى الشمال تبحث فيها عن أرض لا يسكنها أحد فوصلت إلى ضفاف بحيرة حواء والتقت ببعضها البعض هناك ، ورغم الاختلافات فيما بينهم ولكن كانت عاطفة السلام هي التي تسيطر على سلوكهم ، فاستطاعوا أن يتعاونوا مع بعضهم فتكون منهم شعب واحد كل فرد فيه يقوم بجميع واجباته لتحسين أوضاع شعبه بدون تفرقة بين فرد وآخر .فعاشوا حول القسم الجنوبي من شواطئ البحيرة . فمع وصول هؤلاء إلى هذه المنطقة كانت علامة إلهية لبداية إنحسار العصر الجليدي . فتحولت المنطقة إلى منطقة دافئة غنية بكل ما يحتاجه الإنسان من مياه عذبة وموارد طبيعية . فكانوا هم أول شعب في تاريخ البشرية يعمل في الزراعة كمورد أساسي في تأمين الطعام . لهذا في الجهة الغربية الجنوبية من هذه المنطقة ، يوجد اليوم دولة تسمى (جورجيا) ومصدر هذه الكلمة هو يوناني (يورغيا) ومعناها (زراعة - فلاحة) . وشعوب القوقاز المسلمين اليوم لهم أسم (أديغا) وهي من كلمة (ديغا) ومعناها (الشمس) ، فكلمة (أديغا) وكأنها تعني الشعب الشمسي ، أو أبناء الشمس (أبناء النور) فهذا الأسم ليس صدفة ولكن علامة إلهية تفسر لنا ما حدث في عام (١٠٤٥١) حيث ظهرت الشمس لتدفئ بحرارتها تلك الجماعات التي فضلت أن تعيش تحت الصقيع على أن تحارب وتقاتل الآخرين .
أرقام سورة (محمد) التي تأتي قبل سورة الفتح أي فتح القسطنطينية ، تؤكد على صحة المعلومة التي ذكرناها قبل قليل ، فأرقام سورة (محمد) تعطينا الرمز (٨١١٨) ، فرقم ترتيبها (٤٧) ، ورقم مجموع القيم الرقمية من بداية القرآن وحتى سورة (محمد) يعادل (٣٤٨٧) ، أما رقم مجموع الآيات فيعادل (٤٥٨٤) ، ومجموع هذه الأرقام الثلاثة هو (٨١١٨) ، لهذا تأتي بعد سورة (محمد) سورة (الفتح) والتي تعني الفتح بالقلم والعلم وليس بالسيف والأسلحة المدمرة .
هناك شيء أخر في لغة شعب الأديغة يفسر لنا معلومة مهمة ، فحرف النون في هذه اللغة لها معنيين : فإذا كانت النون مفتوحة فتعني (عين)، في حين تعني النون المكسورة بخفة (والدة أو أم) . لهذا كانت آخر سور القرآن التي تبدأ بأحرف مقطعة هي سورة (القلم) والتي تبدأ بحرف النون (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ) ، فحرف النون هنا يحمل داخله معنى (العين) و (الأم) ، وهو تعبير رمزي يعبر عن بداية تصحيح بصيرة حواء وتوبتها من خطيئتها في الجنة ، والتي حصلت بظهور ذلك الشعب الذي سكن على شواطئ بحيرة حواء قبل حوالي عشرة آلاف عام من ولادة مريم . ولهذا نجد في الاصحاح (٣٠) من سفر التكوين تقول راحيل عندما حملت وأنجبت يوسف (٢٣: «قَدْ نَزَعَ اللهُ عَارِي») . فراحيل أم يوسف كما ذكرنا قبل قليل هي رمز خليفة حواء في الأرض التي استطاعت تطهير تكوينها المادي من جميع الشوائب الشيطانية ، لهذا اختارها الله لتنجب يوسف الذي كان يتمتع بجمال فائق خالي من أي شوائب (لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَٰنَ فِىٓ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍۢ) ، يوسف عليه الصلاة والسلام الذي كان تكوينه يحقق الإنسجام المتكامل بين الشكل والمضمون هو الذي جعل الكتابة تصل إلى شكلها الصحيح لتستطيع التعبير عن شكل الشيء ومضمونه لتأخذ الأسماء معاني تساعدنا على فهم مضمونها وحقيقة وجودها في المخطط الإلهي لتطور الإنسانية المادي والروحي ....والله أعلم ...يتبع في المقالة القادمة إن شاء الله.
النبي يوسف وعصر الاهرامات الجزء ٦
الرقم (١٠٤٥١) هو عام تكوين أول مجتمع يتبع مبدأ السلام في سلوكه اليومي والذي ذكره الله في الآية {لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (٢٨)المائدة} هذا المبدأ هو رمز عائلة النوح التي دخلت الفلك لتنجو من الطوفان . وهو من أهم مبادئ عقيدة الديانات الإبراهيمية . لهذا الحكمة الإلهية اختارت هذا العام ليكون عام بداية التكوين المادي للإنسانية والذي رمزه (التين) ، والذي له معنى أن تكوين الإنسان عندما يكون جنينا في رحم أمه هو كائن خالي من غريزة القتل ، ولهذا أيضا كان أسم آخر ديانة سماوية (إسلام) من كلمة (سلم وسلام) والذي يعني نهاية مرحلة الطفولة في تاريخ البشرية . ولكن الحكمة الإلهية اختارت عام ميلاد عيسى عليه الصلاة والسلام ليكون علامة تؤكد على صحة هذا المبدأ ، فتعاليم عيسى عليه السلام كانت ترفض بشكل قطعي حمل السلاح ولهذا نجد أنه رغم أن أتباعه ساروا على هذه التعليمات فتحملوا العذاب والإضطهاد ولكن نجد بعد مرور حوالي ٣٠٠ عام قد استطاعوا تحويل الديانة الرسمية للأمبراطورية الرومانية من ديانة وثنية إلى ديانة سماوية .
الشعب اليهودي رفض تعاليم عيسى عليه الصلاة والسلام لأنهم كانوا ينتظرون المسيح الذي حسب فهمهم لنصوص كتبهم المقدسة بأن المسيح سيحمل السيف ويقتل أعداء الله ويعيد المجد للشعب اليهودي والذي - حسب إعتقادهم - بأنهم هم شعب الله المختار ، ولكنهم لم يعلموا بأن عيسى هو نفسه يوسف عليه الصلاة والسلام ، وأن يوسف ينظر إلى الإنسانية بأكملها كعائلة واحدة ، عائلة آدم وحواء ولا يُفرق بين أمة وأمة أخرى لأن جميع الأمم ساهمت في فترة ما في تطوير تكوين الإنسانية الروحي أو المادي (..... وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (٢٤) فاطر}. للأسف اليوم نجد المسلمين يفعلون تماما كما فعل اليهود في زمن عيسى ، فرغم أن الحديث الشريف يذكر (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ولكنهم مع ذلك يعتقدون أنهم هم فقط شعب الله المختار وأن بقية الديانات هي ديانات ضالة ، وأن المسيح سيأتي مسلما لينصر الأمة الإسلامية فقط وأنه سيفرض على جميع الشعوب شاؤوا أم أبوا أن يكون الإسلام هو الديانة الرسمية لهم . فهم لا يعلمون أن دينهم هو جزء فقط من مكارم الأخلاق وأن بقية مكارم الأخلاق موجودة في الديانات الأخرى وأن جميع الأمم اليوم هي أيضا تنتظر(المخلص) الذي سينقذهم من روح السوء التي تسيطر على العالم بأجمعه ، فالمسلمون اليوم لا يعلمون أن سبب دخول الحضارة الإسلامية في عصر الإنحطاط منذ (٧٠٠) كان بسبب تخليهم عن هذه الأجزاء من مكارم الأخلاق كونها من المسيحية واليهودية والهندوسية والبوذية . فجميع هذه الديانات هي ديانات ابراهيمية أيضا ، حيث كل ديانة تنظر إلى عاطفة السلام من زاوية مختلفة ، فبتوحيد هذه الزوايا نحصل على الفهم الحقيقي لمفهوم السلام . ولهذا نجد اليوم أن الأمه الإسلامية بسبب تخليهم عن بقية أجزاء مكارم الأخلاق، قد تمزقت إلى فرق عديدة متعادية فيما بينها كل فرقة تظن أنها هي الفرقة الناجية وأن بقية الفرق هي من الفرق الضالة . فحال المسلمين اليوم هو نتيجة طبيعية لكل أمة تعاني من تعصب أعمى يجعلها تعتقد أنها هي فقط أمة الله المختارة .
هذه المعلومة ليست من الخيال ، ولكنها من القرآن الكريم . فمجموع عدد الآيات من بداية القرآن وحتى الآية الاولى من سورة القلم يعادل الرقم (٥٢٧٣) آية ، أما مجموع القيم الرقمية لعناوين هذه السور فيعادل (٥١٧٢) ، وحاصل جمع الرقمين يعادل (١٠٤٤٧) وهو عدد السنوات من عام بداية تكوين مجتمع بحيرة حواء (البحر الأسود اليوم) وحتى عام ميلاد عيسى عليه السلام (عام ٦ قبل الميلاد) فإذا أضفنا له الرقم (٦) سنحصل على الرقم (١٠٤٥١) .
عنوان السورة (القلم) هو رمز سلاح المؤمن في نصر الحق ، ولهذا تبدأ السورة بحرف النون (ن والقلم وما يسطرون) ، وكما ذكرنا في المقالة الماضية، بأن حرف النون في لغة (الاديغا) تحوي في داخلها معنى (العين) ومعنى (الأم) . فالعين هنا تعني البصيرة لذلك كان رقم ترتيب حرف النون في اللغة العربية (٢٥) ، الرقم (٥) هو رمز العين اليمنى وتمثل الرؤية الروحية ، أما الرقم (٢) فهو رمز العين اليسرى وتمثل الرؤية المادية ، لذلك كان شكل هذا الحرف عبارة عن دائرة مفتوحة من الأعلى وفوقها نقطة ، فهذا الشكل هو في الحقيقة مشابه لشكل دائرة وفي مركزها نقطة ، النقطة هي رمز حدقة العين والدائرة هي شكل القزحية. أما المعنى الثاني الذي يحويه حرف النون (الأم) فيعني حواء أم الإنسانية ، وهي رمز عاطفة الأمومة ، فلا توجد أم تقبل أن يَقتل ابنها ابنها الآخر كما حصل مع قابيل وهابيل . فهي دوما تأمل أن يعيش أبنائها في بيئة روحية تملؤها المحبة والسلام .
الحكمة الإلهية وضعت سورة القلم كرمز لعام ولادة يوسف ، لتكون علامة إلهية تؤكد على أن يوسف هو أول مؤسس علم الكتابة في تاريخ البشرية ، فرغم أن الكتابة قد ظهرت قبله بفترة طويلة ، ولكن يوسف هو الذي جعلها تكتسب جميع المقومات التي ستسمح لها بأن تستطيع التعبير عن علاقة الإنسجام بين شكل الشيء المسمى ومضمونه . وهذه هي لغة الكتب المقدسة ،والتي ذكرها الله في الآية {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (٣١)المائدة } ، فالحروف التي يتكون منها اسم الشيء أو الحدث ليست صدفة ولكن فيها إحساس محدد يمكن شعوره ورؤيته من خلال لفظه وكذلك من خلال مجموع أرقام تراتيب حروف هذه الكلمة ، فهذا الإحساس هو الذي يساعدنا في فهم حقيقة هذا الشيء المسمى ، وكذلك حقيقة وجوده ودوره في المخطط الإلهي لتطور الكون والإنسانية . وسنعطي مثال بسيط لتوضيح هذه المعلومة :
حتى نستطيع تفسير تلك الألغاز في عصر الأهرامات والتي دفعت بعض علماء الجيولوجيا يعتقدون أن فترة بناء الاهرامات تعود إلى أكثر من عشرة آلاف عام ، أو أكثر من (٨٠٠) ألف عام كما يدعي البعض الآخر بسبب الحت المائي الذي تعرض له تمثال أبو الهول . فحتى نفهم حقيقة ما حصل، لندع القرآن الكريم هو الذي يُخبرنا عن سبب الحت المائي في تمثال أبو الهول وما حوله :
ذكرنا في الأجزاء السابقة بأن يوسف عاش (٤٠) عام وتوفي عندما بدأ تساقط الأمطار لتعلن عن انتهاء سنوات العجاف السبع . وبعد وفاته ظل جسده لمدة (٣٠٠) عام دون أن يتحلل، ثم عادت روحه إلى جسده ثانية وعاد إلى الحياة وعاش (٥٠)عاما.
عدد آيات سورة المعارج هو الرقم (٤٤) ، وهو بالسنوات القمرية ويعادل (٤٣) سنة شمسية ، الرقم (٤٣) هو أيضا عدد آيات سورة الرعد . هنا نلاحظ أن بعد سورة يوسف تأتي سورة الرعد والتي ترمز إلى هطول الأمطار الغزيرة، وكذلك بعد سورة المعارج تأتي سورة نوح والتي ترمز لحدوث الطوفان. وهذا ما يُفسر الحت المائي الذي تعرض له تمثال أبو الهول ، والذي دفع بعض علماء الجيولوجيا بالإعتقاد بأن بناء الأهرامات قد حصل قبل أكثر من عشرة آلاف عام.
فيوسف عندما أصبح وزيرا لمصر ، قام بنحت تمثال أبو الهول حوالي عام(٣٠٠٠ ق،م) تقريبا. ولكن الذي حصل أنه بعد حوالي (٢٥٠) عام من وفاته الأولى ، أن بعض حكام مصر من غيرتهم الشديدة لمحبة الشعب المصري ليوسف ، حاولوا أن يمحوا آثار يوسف من نفوس الشعب ، فقاموا بتشويه آثاره ، ومنها تمثال أبو الهول ، فقاموا بمحاولة تحطيمه وبدأوا برأسه. ولكن قبل عودة يوسف إلى الحياة ب(٤٣) عام بدأت تهطل الأمطار بغزارة كبيرة فأحدثت فيضانات عديدة في مصر طوال ال(٤٣) عام ، وهذه الفيضانات والسيول هي التي أحدثت ذلك الحت المائي الذي شعر بوجوده علماء الجيولوجيا اليوم . الله عز وجل ذكر لنا ما حدث في تلك الفترة في سورة الرعد (أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ) ، رقم هذه الآية (١٧) وهذا الرقم ليس صدفة فشكل هذا الرقم معاكس لشكل الرقم (١٨) الذي اعتمد عليه يوسف في تأسيس عصر الاهرامات حيث الرمز (٨) هو شكل الهرم ، أما الرمز (١) فهو شكل المسلة. ولهذا كانت عاقبة فرعون وجيشه هو الغرق عندما لحق بقوم موسى عليه السلام ليقضي عليهم ، الماء هو الذي قضى عليهم . وهذا ما حصل تماما مع أولئك الذين أرادوا تشويه آثار النبي يوسف .
عندما عاد يوسف إلى الحياة توقفت الفيضانات وعادت الأمور في مصر إلى مسارها الصحيح ، فقام يوسف بتصحيح التشويه الذي حصل في رأس أبو الهول ، لهذا نجد اليوم أن حجم رأسه لا يتناسب مع جسده فهو أصغر من الحجم الحقيقي وكذلك نجد أن الرأس لا يوجد به أي آثار حت مائي (الصورة).
قبل أن نتكلم عن أهرامات الجيزة ، لا بد أن نذكر موضوع طوفان نوح حتى تتوضح لنا حقيقة مراحل تطور الإنسانية من عام (١٠٤٥١ ق،م) وحتى ولادة يوسف عام (٣٠٢٤ ق،م) .
في عام (١٩٩٦م) إكتشف عالمان في الجيولوجيا البحرية من جامعة كولومبيا أن البحر الأسود تعرض إلى طوفان عظيم فمن خلال دراسة عينات ترسبات من شواطئ البحر الأسود ومن مضيق البوسفور، وجدا أدلة قاطعة على أن مستوى البحر الأسود قد ارتفع مئات من الأقدام وغطى أكثر من /١٥٥/ ألف كم مربع من الأراضي المحيطة، أي زيادة حجمه بحوالي ٣٠%، وكانت بعض الصدفيات التي اكتشفت في الأراضي المغمورة لكائنات من البحر الأبيض المتوسط قد ماتت قبل ٧٦٠٠ سنة أي في عام ٥٦٠٠ ق.م. وقد عثر على آثار كأحجار لموقع سكن إنساني تحت المياه . وأن البحر الأسود كان بحيرة ذات مياه عذبة . وسبب هذا الفيضان هو حدوث زلزال شديد قبل ٧٦٠٠ عام أدى إلى إنشقاق الأرض فتكون منها مضيق البوسفور الذي من خلاله إندفعت كمية هائلة من مياه بحر مرمرة إلى البحيرة فحولها من بحيرة ذات مياه عذبة إلى البحر الأسود المعروف اليوم .
في نفس المنطقة قرب مضيق البوسفور في يوم ١٧ من شهر آب عام /١٩٩٩/ ميلادي أي بعد إكتشاف حقيقة طوفان البحر الأسود ب(٣) أعوام ، وقع زلزال شدته (٧،٦ ريختر). وقتل حوالي (١٧) ألف شخص وترك وراءه تقريباً نصف مليون شخص بلا مأوى . رقم عام حدوث هذا الزلزال ليس صدفة ولكن حكمة إلهية تُفسر لنا علاقته مع الزلزال الذي حصل قبل (٧٦٠٠) عام ، فهو مذكور في القرآن الكريم في سورة الزلزلة . فرقم ترتيب هذه السورة هو (٩٩) وهو عام حدوث هذا الزلزال ، وإذا حسبنا مجموع القيم الرقمية لعناوين السور من بداية القرآن وحتى سورة الزلزلة سنجد أن المجموع هو الرقم (٧٦١١) وهو عدد السنوات (بشكل دقيق) بين عام حدوث ذلك الزلزال الذي أحدث مضيق البوسفور وزلزال عام (١٩٩٩م) . سورة الزلزلة هي اليوم بمثابة إنذار للمسلمين وغير المسلمين بأن موعد قدوم المسيح قد اقترب جدا . لذلك حدث هذا الزلزال في منطقة البوسفور ، تلك المنطقة التي ظهر فيها شعب بحيرة حواء والذي اعتمد في سلوكه على مبدأ السلام . ولكن اليوم نجد أن غريزة القتل وحب العنف قد بدأت تظهر في العديد من أطفال شعوب العالم ، فظهور مثل هؤلاء الأطفال يعني البيئة الروحية لجميع شعوب العالم قد وصلت إلى أسفل السافلين ، فولادة ظاهرة (الطفل المجرم) والتي لم يعرف التاريخ مثلها من قبل ، تدل على أن تعاليم الديانات العالمية التي أرسلها الله لتحافظ على هذه الصفة في تكوين الأطفال قد ذهبت مع الريح ولم يعد أحد من علماء العصر الحديث يعطي لها أي أهمية ، لهذا وجب اقتراب زمن ظهور النبي يوسف (المهدي) ليواجه هؤلاء العلماء بجميع أنواع اختصاصاتهم ليثبت لهم حقيقة سوء المنهج العلمي الذي يعتمدون عليه في أبحاثهم .
في المقالات السابقة ذكرنا بعض المعلومات عن طريقة حساب وتفسير أرقام القرآن الكريم والكتب المقدسة ، فإذا طبقنا هذه المعلومات على الرقم الذي يذكره القرآن الكريم عن عام الزلزال الذي حدث قبل (٧٦١١) عام سنجد أنها تتطابق تماما مع الأرقام المذكورة في سفر التكوين عن عام طوفان نوح وجميع الأرقام الأخرى ، ولكن شرحها هنا سيحتاج إلى صفحات عديدة وسيجعلنا نخرج عن الموضوع الرئيسي للمقالة . لهذا سأعطي مثال بسيط يخص قصة النبي يوسف لأثبات صحة هذه المعلومة :
عام حدوث زلزال بحيرة حواء هو عام (٥٦١١ ق،م) إذا طرحنا منها عام ولادة يوسف (٣٠٢٤ ق،م) سيكون الناتج (٢٥٨٧) وهو عدد السنوات بين ذلك العام وعام ولادة يوسف ، الرقم (٢٥٨٧) ينقسم إلى قسمين : الأول (٨٧) وهو القيمة الرقمية لأسم يوسف، والثاني (٢٥) وهو رمز حرف النون الذي ترتيبه (٢٥) والذي تكلمنا عنه قبل قليل . إذا حسبنا مجموع تراتيب السور من بداية القرآن وحتى بداية سورة يوسف سيكون الناتج (٦٦)، ومجموع أرقام قيم عناوين السور هو (٨٦٩) ، ومجموع عدد آيات السور هو (١٥٩٦) آية ، فمجموع الأرقام الثلاثة هو (٢٥٣١)، وهذا يعني أننا نحتاج من سورة يوسف الرقم (٥٦) ليكتمل الرقم إلى عام ولادة يوسف من عام حدوث الزلزال ويعادل(٢٥٨٧) ، الرقم (٥٦) هو سن يعقوب عندما ولد يوسف. إذا حولنا الرقم (٥٦) من سنوات شمسية إلى سنوات زهرية (السنة الزهرية تعادل ٠،٦١٥٢ سنة أرضية ) سيكون الناتج (٩١) سنة زهرية وهو سن يعقوب المذكور في سفر التكوين عندما أنجب يوسف .
إذا نظرنا اليوم في الأسماء الموجودة في المنطقة الجنوبية للبحر الأسود سنجدها تشرح لنا سبب حدوث الزلزال وتحول بحيرة حواء ذات المياه العذبة إلى بحر أسمه البحر الأسود.ففي شرق هذه المنطقة توجد دولة تدعى جورجيا وعاصمتها تسمى (تفليس) لفظ هذا الأسم من الكلمة اليونانية (تفلوس) وتعني (أعمى) فهذا الأسم يبين لنا أن سبب حدوث الزلزال كان هو عمى البصيرة التي أصابت سكان هذه المنطقة . اما اسم المضيق الذي أحدث الطوفان فهو (بوسفور) ومصدر هذه الكلمة هو أيضا يوناني (βους+ πόρος) وتعني (ممر البقرة و ممر الثور) فكلمة (βόδι) تستخدم للمؤنث والمذكر في الأبقار . إذا نظرنا إلى شكل بحر الأسود سنجد أنه يشبه رأس البقرة (الصورة). فالذي حصل في الفترة الأخيرة قبل الزلزال ، أن جماعة كبيرة همجية أتت من الغرب فأعجبوا بخيرات تلك المنطقة فهاجموا القسم الغربي منها وقتلوا سكانها واستوطنوا هناك . فهرب جميع السكان الذين سكنوا بالقرب من المنطقة الغربية إلى المنطقة الشرقية ليحموا أنفسهم من هذه الجماعات الهمجية. وهكذا إنقسمت المنطقة إلى قسمين : قسم شرقي متحضر مسالم ، وقسم غربي همجي بلا مبادئ ، حيث كانت لذة الحياة بالنسبة لهم هي الطعام والشراب والقتل وممارسة الجنس بشكله الحيواني .مع مرور السنوات بدأ بعض الرجال من المنطقة الشرقية يذهبون إلى المنطقة الغربية ليروا نساء المنطقة الغربية العاريات اللواتي كن تمارسن الجنس بطريقة حيوانية ، وهذا ما كان يثير شهوات بعض رجال المنطقة الشرقية . فاقاموا علاقات مع هؤلاء النساء . فبدأت الرذيله تنتقل شيئا فشيء إلى المجتمع الشرقي بسبب أمثال هؤلاء الرجال . فوقع كبار حكماء المنطقة الشرقية في حيرة مما سيفعلون كي يمنعوا تحول مجتمعهم إلى مجتمع همجي حيواني ، والمشكلة الأخرى كانت بالنسبة لهم أن المجتمع الهمجي مع مرور الزمن أصبح يتقدم نحوهم ، فرأى هؤلاء الحكماء أنه من الضروري حماية أنفسهم والحفاظ على مبادئهم الحميدة ، فلم يجدوا أمامهم سوا حلين : إما حمل السلاح وقتالهم وهذا كان يتناقض مع مبادئهم التي تعتمد مبدأ السلام ، وإما الهجرة إلى منطقة أخرى بعيدة عن الجماعات الهمجية. فاختار معظم الشعب مبدأ إنسان الجنة { لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ( ٢٨) المائدة} . فحملوا أنفسهم وتركوا بلادهم وهاجروا نحو الجنوب. بعد مغادرتهم لبلادهم عندها حدث الزلزال ودمر المنطقة بأكملها وقضى على الجماعات الهمجية، وتحولت بحيرة حواء إلى بحر أسمه (الأسود) وله شكل ثور كرمز لروح تلك الجماعات الهمجية التي احتلت هذه المنطقة والتي دمرها الطوفان .
هذه القصة ليست من الخيال ، ولكن مذكورة بشكل رمزي في سفر التكوين في الإصحاح السادس . (٤ : كان في الأرض طغاة في تلك الأيام. وبعد ذلك أيضا إذ دخل بنو الله على بنات الناس وولدن لهم أولادا ، هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم) . عبارة (أبناء الله) المذكورة في سفر التكوين لا تزال حتى الآن تحير علماء الديانتين المسيحية واليهودية فكل عالم يُفسرها على مزاجه . ولكن الحقيقة أن (أبناء الله) المقصود بهم هم أبناء المنطقة الشرقية الذين سلوكهم كان مطابق لتعاليم ذلك الجزء من روح الله الذي نفخه في آدم . ولهذا نجد نفس العبارة تستخدم في وصف عيسى عليه الصلاة والسلام في الديانة المسيحية ، فعبارة (أبناء الرب) المستخدمة في المسيحية تم تشويه معناها فتحولت إلى (أبناء الله) ولكن في الحقيقة تعني (أبناء روح الله) أي أبناء تلك الروح التي نفخها الله في آدم لتجعله مخلوق مختلف عن جميع مخلوقات الله. ولهذا نجد في سفر التكوين أن بعد قصة (أبناء الرب) يحدث مباشرة طوفان نوح ليقضي على أولئك الطغاة (أبناء روح البقرة) الذين سيطروا على منطقة بحيرة حواء . ولهذا أيضا في القرآن نجد أن سورة البقرة تأتي مباشرة بعد سورة الفاتحة . فكلمة (الفاتحة) هي رمز أسم بحيرة حواء التي تكون فيها أول شعب يعتمد مبدأ السلام في سلوكه ، أما كلمة (البقرة) فهو رمز البحر الأسود .
رقم ترتيب سورة البقرة هو الرقم (٢) وعدد آياتها هو الرقم (٢٨٦) إذا وضعنا الرقمين بجانب بعضهما البعض سنحصل على الرقم (٢٢٨٦) . إذا أضفنا له الرقم (٣٠٠) المذكور في سورة الكهف سيكون الناتج (٢٥٨٦) وهو عدد السنوات من عام حدوث زلزال البحر الأسود (طوفان نوح ) وحتى عام حمل راحيل بأبنها يوسف . الحكمة الإلهية هنا تستخدم قصة أهل الكهف لتشرح لنا العلاقة بين شعب بحيرة حواء الذين هم رمز أفراد عائلة نوح وبين افراد شعب مصر القديمة الذين ساعدوا يوسف في بناء حضارة عصر الاهرامات . وحتى يتم فهم هذه الفكرة بشكل أوضح . علينا الإستعانة بسفر التكوين . الرقم (٢٥٨٧) المذكور في القرآن هو أيضا مذكور في سفر التكوين بطريقتين :
القرآن الكريم والكتب المقدسة ، لا تذكر أرقام الأحداث بطريقة ببغائية ، فالله عز وجل ليس بحاجة لأن يُؤكد للناس بأنه يعلم كل شيء .لهذا يضع أرقام الأحداث بطريقة تساعدنا على فهم حقيقة ما يحصل . ففي المرة الأولى استخدم من قصة أصحاب الكهف الموجودة في القرآن الكريم الرقم (٣٠٠) ، وفي المرة الثانية استخدم الرقم (٩) من قصة أهل الكهف لنضيفه إلى الرقم المذكور في سفر التكوين . بهذه الطريقة يقول الله للمسلمين أنتم بحاجة للكتب المقدسة للديانات الأخرى لتفهموا قرآنكم ، ويقول لأتباع الديانات الأخرى أنتم بحاجة للقرآن لتفهموا كتبتكم المقدسة . فجميعكم في حيواتكم السابقة كنتم من أتباع جميع الديانات العالمية . لهذا يستخدم الله رقم فترة نيام أصحاب الكهف ليربط بين قصة شعب بحيرة حواء الذي يرمز إلى أفراد عائلة نوح ، وبين قصة يوسف الذي يرمز للشعب المصري الذي ساعده في بناء حضارة عصر الاهرامات . فأفراد الشعب المصري الذين أُعجبوا بصفات يوسف وشعروا أنه مرسل لهم من الله تعالى، فمعظم هؤلاء هم في الحقيقة كانوا من أفراد شعب بحيرة حواء الصالحين الذين ولدوا من جديد ليساهموا في بناء حضارة جديدة تبدد ظلمات المنطقة وتنشر النور فيها . لهذا الآية التي تذكر (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّه ِ .....(١١٠) ، مذكورة في سورة (آل عمران) وليس في سورة (محمد) ، لأن مصطلح (آل عمران) هو رمز أولئك الصالحين الذين يساهموا في ولادة وإزدهار الحضارات في جميع مناطق العالم . وهؤلاء يتبعون تعاليم دينهم الذي أنزله الله في منطقتهم أثناء وجودهم هناك ، وعندما يتوفاهم الله ، يولدوا في منطقة أخرى ، فيتبعون تعاليم الدين الذي أُنزل في هذه المنطقة ويساهمون في ولادة أو ازدهار حضارة المنطقة . فالأشخاص الصالحين الذين ولدوا بقرب الرسول صلى الله عليه وسلم او بعد وفاته وساعدوا في نشر الإسلام ،كثيرٌ منهم ولدوا قبل حوالي (٦٠٠) عام في زمن عيسى فاتبعوه وساهموا في نشر المسيحية ، وقبل ذلك بحوالي (٦٠٠) عام ، قسم منهم ولدوا في شمال الهند قرب بوذا فاتبعوا تعاليمه وساهموا في نشر تعاليمه ، والقسم الآخر ولدوا بالقرب من الفيلسوف اليوناني (بيثاغوراس) وساهموا في نشر تعاليمه ليصنعوا العصر الذهبي للحضارة الإغريقيه . وقبل ذلك بحوالي (٦٠٠) عام ولدوا في منطقة أخرى وهكذا ... الله يختار الناس الصالحين من كل منطقة ليولدوا في منطقة أخرى ليساهموا في تطهيرها من شوائب خطيئة الإنسان في الجنة ولينقلوا إليها نتائج حياتهم السابقة ليجعلوا كل منطقة في العالم غنية بالصفات الحميدة تحافظ على نقاء تكوين الأطفال من غريزة القتل . بهذه الطريقة تتراكم المعارف في العقل الباطني للإنسان ، وعند وفاته تتحول هذه المعارف من شكلها المادي إلى إحساسات روحية (مكارم الأخلاق) تحدد شكله ومركزه الإجتماعي وطبيعة تفكيره ونوعية سلوكه عند ولادته من جديد . لهذا الآية القرآنية تذكر {... وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (٢٤) فاطر} . الله يختار أفضلهم ليجعل منه (نذير) سكان المنطقة . فاختيار الله شخص معين ليكون هو نبيا أو رسولا له لا يكون عن طريق الصدفة لأن الصدفة لا تحقق العدالة المطلقة، ولكن الإختيار يكون على شخص محدد لأن هذا الشخص في حيواته الماضية كان الأفضل من بين الجميع وأصلحهم في القيام بالمهمة التي يحملها لهذا استحق هذا الدور ليكون هو القائد الروحي للأمة التي سيولد فيها . فكل منطقة في العالم لها طبيعة ودور خاص بها وتحتاج إلى الشخص المناسب لها . فالشعوب الغربية مثلا دورها تطوير العلوم المادية لهذا لم يولد فيها أنبياء ، ولكن فقط فلاسفة وعلماء .
القرآن الكريم ليس فقط كتاب مواعظ وحكم إلهية كما يعتقد علماء الدين الإسلامي اليوم ، ولكنه كتاب يذكر الله فيه كل شيء وبالتفصيل ، ولكن حتى نستطيع رؤية تفاصيل الأحداث والأشياء في القرآن ، يجب أن نستعين بالكتب المقدسة للديانات الأخرى وما توصلت إليه العلوم بمختلف أنواعها لنصل إلى معلومة واضحة ودقيقة . أما إذا قرأنا القرآن فقط بالإعتماد على اللغة العربية فقط ، فقد انتهى مفعوله منذ ٧٠٠ عام .ولهذه يقول الله عز وجل في سورة الأعراف {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٥٢)} ويقول عز وجل في سورة الحج {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۗ إِنَّ ذَٰلِكَ فِي كِتَابٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (٧٠)} . .. والله أعلم.
وسوم: العدد 909