اغتنام المناسبات لصناعة الفرح
معمر حبار
إحتفلت أمي الغالية بعيد ميلادها 78، بين أبناءها وبناتها وأحفادها. ماميّز هذا اليوم أن الأحفاد اشتروا للجدّة مايرونه يليق كهدية في مثل هذا اليوم.
إن الفرح لحظة، إذا استغلّه المرء للأحسن والأفضل، دام واتّسع. وهذه اللحظة تحتاج .. بسمة صادقة ، ونظرة خاطفة، ودريهمات لمن يملكها، ورنة هاتف لمن كان بعيدا ومشغولا، ولسانا رطبا يحسن إختيار الكلمات.
الفرح شعور يعيشه الإنسان مع نفسه أولا، لذلك تراه يسعى لبثّه ونشره عبر من يعرفه، ومن لايعرفه. وإذا رأيت من يبخل عن الناس وأهله بالفرح، ويذمهم عليه، ويعاتبهم إذا فرحوا، فاعلم أنه حزين، لأنه يعتقد أن الحزن باب من أبواب السعادة، فقدّم له يد المساعدة إن استطعت، ورضي بذلك.
إن الفرح نعمة، ومن تمام النعم، أن يُدخلها على الغير، بأحسن الطرق وأيسر السبل. ومن أسوء مظاهر البخل، أن يوصف المرء بالبخل، لأنه حرم غيره من إدخال الفرح عليه، وهو يملك أدواته.
للحياة منعرجات يحزن فيها المرء ويفرح، فليأخذ من فرحه بقدر مايخفّف حزنه وحزن غيره، وليخفّف من الحزن بقدر مايقوي فرحه وفرح غيره.
المرء مطالب، أن يجتهد قدر ماأمكن، ليجعل حياته كلها فرح، ويُفرح من حوله، باغتنام المناسبات الفردية والعائلية ومايعيشه مجتمعه، ويجهد نفسه ليصنع الفرح لغيره، ولمن حوله ..
فرح بمناسبة اليوم الأول الذي تعلّم فيه الصلاة، واليوم الذي حفظ فيه سورة الفاتحة، واليوم الذي دخل فيه المدرسة، واليوم الذي انضم فيه إلى فريقه الرياضي، واليوم الذي استلم الوظيفة الأولى، واليوم الذي نُشر له أول مقال، ويوم دخوله البيت الجديد .. ومناسبات كثيرة عديدة ومتنوعة، باستطاعة المرء أن يستغلّها أو يستغلّ بعضها، لصناعة لحظة فرح، يدخلها على صاحبها، ستبقى له ذخرا ، ويُذكر بها إلى الأبد، ودون مناسبة.