الصفوف الأولى
في بداية كل عامٍ نستحضر أيام دراستنا، وعلى وجه الخصوص ذكريات الصفوف الأولى، وما يصاحبها من خوفٍ وتوترٍ وترددٍ في صبيحة كل يوم مع أهالينا!
ما زلت أتذكر الطابور، والمقصف، وأصواتنا مع معلم القراءة والكتابة وتعليمنا "القاعدة البغدادية".
فحقاً، إذا أحب الطالب أُستاذه أبدع في مادته وحلق.
والسؤال هُنا:
ــ ما هي الدوافع والأساليب التي يتخذها الأستاذ لهذا الحب تجاه طلابه؟
ــ في حال التلميذ قصر بواجباته، ما هي الركائز التي ينتهجها المعلم لإرجاعه لجادة النجاح والمنافسة؟
ــ الطلاب في الفصل كُثر، فكيف يوزع المعلم اهتمامه وعنايته بأقل الأوقات؟
باعتقادي كأحد الطلاب الذين خاضوا تلك المرحلة، بأن المعلم هو الذي سخر من نفسه شمعة تضيء لنا طريق العتمة.
فهو ــ أي المعلم ــ يتشكل على حسب الموقف، فتارة يعانقنا بالأبوة، وتارة بالصداقة، وأخرى بالحزم والتوجيه.
نعم، ثلاثة عقودٍ ونيفٍ مضت، ولم نبرح إلى يومنا هذا نردد اسم مُعلم الرياضة، ومعلم التربية الفنية، ومشرف الإذاعة، والمقصف، والمسرح، والكشافة، والأنشطة..
فلماذا هذا الحب الذي صيرناه إياهم؛ وصببناه لهم إلى وقتنا الحاضر في كؤوس الود والاحترام رغم صغرنا وطفولتنا؟!
أعتقد بأن الإجابة ترتكز على عدة عناصر منها: الإنسانية، حس المسؤولية، التحفيز، الشراكة بين البيت والمدرسة، ثقافة التأثير، معرفة التغيير..
وإذا ما أردنا من الطالب (الخامل) أن يُجلجل بإبداعه، ويُجبرك باتباعه، أشركه في صفوف القادة والريادة، كالمشاركة بالإذاعة المدرسية، والتنظيم، والرقابة، والمسابقات، والمسرح، ونحوها بالتدوير؛ كيما نصنع منه قيمة جوهرية، ومعانٍ إبداعية مستقبلاً بإذن الله.
وسوم: العدد 996