عليه الطربوش
ولد لا يتجاوز أربعة عشر عاماً يعمل في محل أبدل فيه زيت السيارة والفلتر..
قدّم لي - وأنا أنظر إلى معلمه يقوم بعمله- كاساً من الشاي، فشربته شاكراً ، ثم قدم لي كأساً آخر فاعتذرت أولاً ثم أكرمته فاحتسيته، وقدم لي الثالث فأبيتُه ، قال: (عليه الطلاق) إلا أن أشربه. نظرت إليه قائلاً : لا أراك متزوجاً ، لمّا تبلغ الحلم..فلماذا تلفظ هذه الكلمة الكريهة؟!!
علمت أنه يعيش بين أهله ، وكل منهم يحلف بالطلاق في اليوم كذا مرة لكل أمر عظيم ، أو حقير، وهذا عندهم عنوان التأكيد والرجولة، فلديهم نساء يطلقونهنَّ إن أرادوا!!..
أعتقد أنهم في هذه الحالة يزنون وأولادهم أولاد زنى إلا إذا افتاهم احد العلماء المتساهلين بأن ما يقولونه زلة لسان، وأنهم لا يقصدون الطلاق ، إنما يؤكدون، وبعض طلبة العلم جعلوه لغواً ..
أخونا الاستاذ الحبيب الشاعر يحيى حاج يحيى حوَّرها إلى ( عليه الطربوش) وغيره جعلها (عليه الطرباق)
وغيرهم جعلها ( عليه ما عليه)،
وهناك من جعلها ( عليه القبّعة)
أحدهم قال لزوجته : طالقه وشعر فوراً بخطئه فدغمها بكلمتين فوراً فصارتْ: (طال قهري منك)
وما يزال الناس يتفننون في ذلك
ولله في خلقه شؤون..
وسوم: العدد 1023