كتب فلسفية
لا أعرف لماذا كلما اقتربتُ من إنهاء قراءة رواية القاهرة الجديدة ، أتذّكر زميلي في الجامعة بلقاسم ، أتذكر صخبه ، أحاديثه ، وقهقهاته ، فالقاهرة الجديدة من الروايات الأولى التي قرأتها لنجيب محفوظ ، وإني أحرص على قراءتها بين الحين والأخر ...
لم يكن زميلاً في المعهدْ ، وإنما نتشارك غرفة النوم ، نحن الثلاثة اثنان يدرسان الفلسفة وأنا أدرس التاريخ ...
كان يحضر مذّكرة التخرج حول الفيلسوف زكي نجيب محمود، ولا أتذكر أي منحى كان يدرس من مناحي حياته الفكرية الثرية والمتشعبة ، أما الآخر فاني نسيتُ ملامحه تقريباً لكن الابتسامات لم تكن تفارقه أبدا ، وكان طويل القامة ، قليل الكلام ، أيضا هو يحضر رسالة تخرج حول الشاعر الفيلسوف محمد إقبال ..
وكنتُ في ذلك العهد أجهل زكي نجيب محمود كما أني كنت لا أعرف محمد إقبال و تأثيرهما في الثقافة العربية والإسلامية الحديثة فكان كل منهما يرُغبني في قراءة كتبهما والاقتراب منهما لكني كنت أرفض أن أقرأ ما كان يضعانه أمامي من كتب فلسفية ومجلات متخصصة ...
كنت منشغلاً بدروس أوروبا العصور الوسطى وهارون الرشيد وشارلمان والنورمان ، ورجال العصر العباسي الكبار الرشيد والمأمون والمعتصم ...
وإن تبقى لي الوقت فإني استغله في قراءة روايات نجيب محفوظ وأنيس منصور والمازني ...
وسوم: العدد 1027