أزمة وطن ..!
جعفر عبد الله الوردي
عندما يضيق الوطن بك.. لا تجدُ متنفسا أو ملجأ أو مغاراتٍ تأوي إليها ..
أزمة الوطن ليس شرطا أن تكون أزمة سكنية، بل هي أزمة أخلاقية ونفسية بذات الوقت..
السوريون باتوا يعرفون تماما ماذا يعني لهم الوطن، وباتوا يعرفون معنى أن يضيق بك وطنُك ثم لا تجد فيه مأوى ولا ملاذا تلجأ إليه من حر صيف أو برد شتاء..
يجهل الكثير منا نعمة الوطن ونعمة المأوى والاستقرار..
لو جربت أن تسافر إلى مكان ما، ثم عند وصولك تبحث عن سكن تأوي إليه، فتجد كل الفنادق والشقق مليئة وتتعب وأن تبحث عن بيت يؤويك، عندها تماما ستعرف ماذا تعني أزمة وطن..
لذا فإن حديث (من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده طعام يومه، فكأنما حيزت له الدنيا).. نعم كأنه ملك الدنيا بأجمعها..
ليست هذه مبالغة ولا تفخيما للأمر، قلتُ لك جرّب أن تسافر مكانا ولا تجد شقة في فندق أو نُزُل تنام فيها، ستعرف هذا المعنى..
حافظ على نعمة وطنك، أنت جزءٌ منه وجزء فيه، كل شيء صغير والوطن هو الحضن الكبير للجميع.. مَن فرط في وطنه فإنه لا يفرط في نفسه وأهله فحسب، بل إنه يفرط في حياة ملايين الناس بوطنه وخارج وطنه..