الوقت والفرص المربحة

ما حياتنا سوى   سنوات وشهور وأيام وساعات ، تتعاقب فيها الأحداث في مسرح واسع ، فيه يجني المجدون  محصولهم في المواسم  المربحة، وفيه يتجهز أصحاب العزائم التشمير على سواعد الجد ، وفيه  تزداد  همم الرواد لتحصيل المراتب المتقدمة في الصفوف الأولى ، وفيه  تستغل  الناجحون نفائس الأوقات ،  ضربا في الميادين  بحثا  عن اللآلئ الثمينة ،يجعلون   لهم بين الكسل سورا يحول بينهم ونزعات الضعف والوهن ، تراهم  يغتنمون جداول الأوقات لجني خير الدنيا وسعادة الآخرة  .

في مثل هذه المناسبات أجدني أوجه كلمات القليلات للذين تتوق نفسي دائما الحديث معهم، أوجه كلماتي لكل شاب طموح  ، الشاب الذي وجب عليه أن يتصيد المشاريع المربحة ، يقتنص  الفرص حسب قدراته ومواهبه  ، أقول له : لا ينتظر قدوم هذه المناسبات  ، بل باشر في طلبها مجدا ، فالكسالى يقتلون الأوقات  ،  يعدمون  الأحلام المفرحة ، تراهم  يضيعون الفرص المكتوبة ،  فتمضي مناسبات الأرباح  في مهب  الرياح .

قد  وجدت في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم  لفتة تربوية تعزز  النفس وتقويتها  ، وتشحذ همتها ،  وجدت  فيه  توجيه مفيدا   لاغتنام الوقت   و صرفه فيما يفيد  ، فما على الشباب الواعي المجد إلا  حسن الانتفاع بهذه التوجيهات النبوية . 

عن ابن عباس «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل وهو يعظه: اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك». صحيح الترغيب والترهيب (3355)

والمؤكد  أنه  لا  نجاح دون الأخذ بسلاح العلم  ، فبالعلم تتحرر العقول من الجهل،  و بالعلم تحرر الشعوب من أسر الاستغلال  ، و بالعلم  تنهض وتتطور الأمم ، فعلى الشباب صرف نفائس الوقت في طلبه وتحصيله .

وعلى الشباب قيادة  المشاريع والأعمال ومن تم  قيادة المبادرات من خلال التدريب و تنمية المهارات  وامتلاك الخبرة  ؛ أخذا  بنصيحة نفيسة  يقدمها المهندس ورائد الأعمال المصري محمد الباز، صاحب أكاديمية "اعمل بيزنس" التعليمية، يقول فيها  :  "  إن العمل ضمن شركة في مجال مشروعك ولو من دون مقابل سيوفر عليك كثيرا من الجهد والوقت والمال، إذ ستكتشف السوق بشكل عملي قبل الخوض فيه، وسترى بعينك المشاكل والعقبات التي تواجه أصحاب المشروعات في هذا التخصص، مما يحميك مستقبلا من الوقوع في الأخطاء التي وقعوا بها   " .

على الشباب المجد أن يسابق الزمن لتحصيل التميز المنشود  ، و لا يهم إن  خسرنا جولة ؛ ففي الجولات المقبلة فرص نجاح تنتظرنا ، نقابلها بهمة الواثقين.  

و ختاما وجدت  هذه الكلمات المأثورة للملاكم الأمريكي المسلم محمد علي ، كلمات محفزة  راقت لي  فنشرتها .

يقول  :

"  لا عيب في أن نسقط أرضاً، بل العيب أن نبقى على الأرض.   "

ثم يردف فيقول : 

"  لا تجعل تحديات الحياة تسرق منك أحلامك، تعلم منها، وستجدها أفضل أصدقائك  " .

وسوم: العدد 1081