من طبائع النفس الإنسانية
أَيُّ عَلَاقَةٍ إِنْسَانِيَّةٍ تُبْنَى عَلَى الْمُقَابِلِ وَ الْأَجْرِ لَا يُكْتَبُ لَهَا النَّجَاحُ وَ لَا الِاسْتِمْرَارُ ، الْعَوَاطِفُ الصَّادِقَةُ تُبْنَى عَلَى الْأُلْفَةِ وَ الْمَحَبَّةِ الْخَالِصَةِ .
إِنَّ دَمْجَ الْمَطَامِحِ الْخَاصَّةِ مَعَ تَحْصِيلِ التَّآلُفِ شَيْءٌ صَعْبُ الْمَنَالِ ، فَإِمَّا أَنْ يَحْصُلَ الْمَنَالُ الْخَاصُّ أَوْ يَضِيعَ التَّآلُفُ ، .
الْعَصَبِيُّ وَ الْمِزَاجِيُّ الْمُتَقَلِّبُ ؛ غَالِبًا مَا يُفَرِّطُ فِي صَدَاقَةٍ أَوْ عَشَرَةٍ ، يَهْدِمُ بُنْيَانَ عَلَاقَاتِ الْعُمْرِ بِرُعُونَةِ طَبْعِهِ الْمُتَقَلِّبِ فِي ثَوَانٍ مَعْدُودَةٍ .
الْعَلَاقَاتُ الْإِنْسَانِيَّةُ تَدُومُ وَ تَنْتَعِشُ وَ تَرْتَقِي بِتَبَادُلِ الْمَزَايَا أَخْذًا وَ عَطَاءً مُتَكَافِئٍ ، فَإِنْ كَانَ الْمِنَحُ مِنْ جِهَةٍ وَاحِدَةٍ انْقَطَعَ الْوِصَالُ .
اهْتِزَازُ الثِّقَةِ فِي شَرَاكَةِ الْعَلَاقَاتِ الْإِنْسَانِيَّةِ غَالِبًا مَا تَكُونُ الْقَاصِمَةَ الَّتِي تَهُزُّ الْبُنْيَانَ وَلَوْ كَانَ صُلْبًا .
يَكْفِي الشُّعُورُ بِالْفَوْقِيَّةِ وَ التَّمَايُزِ الْمَادِّيِّ بَيْنَ الْأَصْدِقَاءِ وَ الْخُلَانِ قَدْ يَكُونُ عَامِلًا مُهِمًّا لِهَدْمِ الْعَلَاقَاتِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ .
الْحِرْصُ عَلَى التَّوَافُقِ النَّفْسِيِّ بَيْنَ الشُّرَكَاءِ مُهِمٌّ لِلْغَايَةِ ، فَحَادُ الطَّبْعِ وَ لِينُ الطَّبْعِ لَا يَتَوَافَقَانِ ، وَلَا يَتَوَافَقُ الْجِدِّيُّ مَعَ الْمُتَسَاهِلِ ، وَلَا يَتَوَافَقُ الْحَرِيصُ مَعَ الْمُفْرِطِ التَّهَاوُنِ .
كُلُّ مَنْ يَخْلِطُ الْأَلْوَانَ ، فَيَمْزِجُ الشُّؤُونَ الْخَاصَّةَ وَ الْمَصَالِحَ الْعَامَّةَ فِي إِدَارَةِ الْمَنَاحِي الْعَمَلِيَّةِ الْعَامَّةِ ، لَا يُحَالِفُهُ النَّجَاحُ ، بَلْ يَخْسَرُ غَيْرَهُ وَ يَخْسَرُ نَجَاحَهُ .
وسوم: العدد 1103