صديقك عندما يكون صديقك...

هنادي نصر الله

[email protected]

صديقك سيفعلُ كل شيءٍ لأجلكْ، سيحرمَ نفسه أشياءً يُحبها لأجلكْ، سيواجهُ أعداءك كأنهم أعداؤه؛ لن يصفعكَ بتصديقِ الواشين، لن يُصبح في صفهم بعد أن كانتْ أنفاسكما تشهدُ على أنكما قلبٌ واحدٌ في جسدين..

إن أخطأتَ بحقه سيلتمسْ لك سبعين عذرًا أو أكثر، إن تأخرتَ عنه سيدقُ بابكَ قَلِقَا؛ لن يُبدي شكواه وتذمره؛ ويكيلُ لك الإتهاماتْ بأنكَ تتجاهله أو أخذتكَ الدنيا عنه؛ وأشغلتكَ بنفسكَ وأنستْكَ إياه؛ بل سيقول" الغايب عذره معه، فما بالي لو كان الغائب هو صديقي العزيز"..!

صديقك سيلتمسْ لك عذرًا إن انفجرتَ يومًا غاضبًا؛ لن يلومكَ على زلةٍ منك، أو سقطةٍ منك، شعاره على الدوام" العفو عند المقدرة" بل لا مكان بين الأصدقاء سوى العفو والتسامح وعودة المياه إلى مجاريها..

صديقك إن طلبتَ ما طلبتْ؛ سيجتهدْ ليوفره له؛ فبينكما لا تستبدُ الماديات، لأن علاقة أرواحكما ستزيدكم التصاقًا؛ فيما ستزولُ المصالح وتُولي هاربةً شاردةً؛ لأن قوةَ حبكما لن تسمحْ لعينِ أحدكما أن تدمع أو لقلبه أن يحزنْ، ولأنكما تؤمنان إيمانًا عميقًا بأن بني آدم كلهم يخطئون؛ ستغفرون أخطاءكما؛ موقنين بأن باب التوبة إلى الله مفتوح؛ ولهذا لا يستوطنُ العناد رأس أحدكما أوكلاكما؛ بل ستتسابقان من يبدأ بالسلامِ على الآخر؛ فقلبُ البادي بالسلام يكون أطهر وأنقى؛ وهو عند الله الأفضل؛ بعكسِ البادي في العناد؛ حيث أن المثل الشعبي يقول" البادي أظلم"..

صديقك سيتقلبُ في نومه آلاف المراتْ؛ بل لن يعرفَ النوم؛ إن حزِنتَ يومًا أو بضع ساعاتٍ في اليوم؛ سيطيرُ بقلبه إليك، يرجوكْ " هونْ عليك" لا تيأسْ ولا تحزنْ الدنيا لا تُساوي دمعة من عينيْك..