وحدي بين تلك الظلال
سليمان عبد الله حمد
أنا وحدي في تلك الليلة اجتر ذكريات الأمس الذى مضى وراحت منطلقة تعلن تمردها وتفتح أمامي ملفا مستوحى من أحداث تعرفني ولا أعرفها، أو لأقل: لم أرد أن أعرفها !...
تمددت تلك الليلة ولبست السماء لحافها الأسود واحتل الظلام أرجاء الدنيا ليسمعني سكونه الهادئ الذي اخترق أوصالي ؛ فسكن الكون ولم تسكن ذكرياتي!!!
هل أنا من أوصد نوافذ ذاك الهوي الممراح في تلك الليلة لتستريح نفسي من صدي تلك الذكريات ساعياً إلى دفنها خلف السراب ؟!! تلك ذكريات دفناها سوياً ... لقد تاهت الأيام منى فرمتها بين أحضان تلك الليالي العذاب ، فأضعت أوقاتي بين اللغو واللهو !!!
بقيت وحدي فى تلك الليلة أتقلب بين أفراح وأحزان تلك الايام التى جفلت وتوارت بين هاتيك الظلال مخلفة لي عباب من ذكريات لم تنقضى حتى ترنحت بين كفي تلك الصباحات المشرقة فى خيالات تلك الافراح المقبلة من بعيد لتبشر بميلاد فجر يمحو تلك الظلال من ذاكره تلك الايام !!!
وتاهت بي الذكريات وذكرتني ، واعتصرت نفسي ألما ولامتني ، وأحسست بقلبي يستسلم للألم واليأس لولا ضوء فجر ذاك الصباح الجميل ...
فى تلك الليلة أقسمت أن لا أنام ولا أذوق طعم الهوي ولا أضيع عمرى بالسفر ذهابا وإيابا لتلك الذكريات ما دامت الحياة !!! فأننى قد أسدلت فوق الأمس ستراً وحجابا!!!