يا فرحة أعدائنا بنا !!
يا فرحة أعدائنا بنا !!
خديجة وليد قاسم ( إكليل الغار )
أهز الرأس حسرة و أسى .. عندما أجد الفرقة و التنازع بيننا كمسلمين .. أصبحنا نركض وراء ما يفرقنا و هو القليل ، و ننسى ما يجمعنا و هو الأساس والرباط المتين !! أصبحنا نحصر الدين في زاويتنا و منطقنا و فكرنا ، و بناء عليه نحارب كل من يخالفنا الرأي أو يرى من منظار غير منظارنا .. أو يجرؤ على انتقادنا و بيان عوارنا و زيف سلوكنا ..
و كم يطيب لنا عندها إطلاق التوصيفات و الأحكام التي قد تصل أحيانا إلى التكفير و الإخراج من الملة .. مبررين لأنفسنا أننا بذلك ندافع عن الدين و الذي احتكرنا التفكير فيه والعمل له لأنفسنا .. حتى و إن كان ما نقوم به خطأ أو حتى يتناقض مع ما كنا نتبناه سابقا تبعا لتغير المصالح و الأهواء ؟؟ و حتى لو كان الدين مما نقوم به و نفعل براء .
فمتى نثوب إلى رشدنا و نفكر فيما يجمعنا بإخوتنا ..؟؟ متى نعلم أن الدين أوسع من ضيق أفقنا و محدودية تفكيرنا .. ؟؟متى نجرد قيمنا ومبادئنا من أهوائنا و مصالحنا ..؟؟ متى تكون مبادئنا و ثوابتنا المستمدة من كتاب الله و سنة نبيه هي الأساس و المقياس لكل أحكامنا و لكل سلوك و رأي لنا .. ؟؟ متى نكف عن تقديس أشخاص و بشر مثلنا نبرر لهم كل خطأ و سلوك و كأنهم أنبياء معصومون عن كل خطأ و منزهون عن كل نقص .. و في المقابل نجرم و نسب و نلعن من يرتكب مثل هذا الخطأ ممن أصبحنا نعتبرهم أعداء لنا لأنهم خالفونا الرأي ؟؟
متى ندرك أن صلاح أمرنا بوحدتنا لا بفرقتنا ؟؟ متى نشد الكف إلى الكف .. و نرص الصف على الصف ؟؟ متى ندرك أن من نحاربهم و نسفه آراءهم لأنهم خالفونا ما هم إلا إخوة لنا ؟ متى نعلم أن ما نراه صوابا ، يرونه خطأ و ما نراه خطأ يرونه صوابا فلا نحاول فرض آرائنا عليهم بالقوة ، بل بالمنطق والحجة والبرهان ؟؟ متى يصبح الفيصل في خلافاتنا قيمنا و مبادئنا الثابتة المستقاة من كتاب الله و هدي رسوله ، و ليس قال فلان و تصرف فلان ؟؟ (و هل سيغني عنا فلان يوم القيامة إن أردانا موارد الهلاك بتبعيتنا العمياء له ؟؟)
متى نوحد القلوب والمشاعر و نضيع على أعدائنا فرصة تأجيج نار خلافاتنا التي تحرقنا في أتون مكرهم و غدرهم و التي تجعلهم ينظرون إلينا ببسمة شماتة و ضحكة انتقام ما هي إلا سياط تجلدنا و تعذبنا و تعمق جراحاتنا و تزيد من غرقنا في بحر أوهامهم و ظلمهم و تجبرهم بنا و سيطرتهم علينا ؟؟ !!
أهز الرأس .. و تغرق العين بدمعة بأس .. و لسان حرفي يردد في حزن و ألم :
يا فرحة أعدائنا بنا !!