حواء في خاطرة
حواء في خاطرة
انتصار عابد بكري
عندما يُخطئ أحدُنا يكون مُلفت لنظر الجميع حتى لو اعتذر .
مسكينة حواء ، الكل يظلمها ، إنها المذنبة, هي التي أخذت بيد أدم سيرًا على الأقدام إلى شجرة الخطيئة، ومن ثمة أُنزلوا إلى الأرض ليشقى وتشقى ويبقى سيرهم في كبد ، ألم يكن هو الذي طغى نفسه عندما وافقها الخطيئة واقترفا الذنب معا؟ ، مسكينة حواء ها هي هزيلة القلب ، تأبى القهقهة مع الطيور لتلفى نحيب الغربان .. تائهة لا قرار لها ... أين آدم الذي عشقها عشق الموت؟ بحث عنها في الأديم حتى الهداية .
كم أحبت أن تصرخ من أعماق البحر لتفزع الأسماك ، أن تُكسّْر كل القوارير في القصور المعدومة ، أن تصرخ في بوق القيامة لتجتمع الكائنات الراحلة فربما تأتي وتمد يدَ المساعدة .
يكفي لها أن تصرخ في الأعماق لتتأجج نيران غضبها في ذاتها، وتأتي السكينة تبحث في قلبها عن قلب ، يكفي ما زلت ضائعة في حجرتها المنهارة أمام مرآتها المحطمة ، في فضاء يهطل بغزارة فوق أرض لا قرار لها ولا منارة .
حزينة هي في حسد اثنين وغيرة قابيل من هابيل لم يكن الطمع سوى خطيئة، يعتذر فيها من اعتذر ويُتَقَبل ممن صلى تاب وَقَبَّل.
فمتى ترضى هي عن نفسها وتتعادل الأمور من حولها . فتكون الأرض هي الجنة لا خطيئة بين سُعُفها وأوراقها يتدلى الرطب وأطيب الثمر ترسل يدك دون جِدّ ولا جهد لتحصل على ما تريد.