رابطة أدباء بلاد الشام
أبو العلاء الحلبي
تأملت عنوانا" رأيته أمامي على مرآة الحضارة (النت)،(رابطة ادباء بلاد الشام ) هتف من داخلي صوت صاحب ، ماذا بقي من بلاد الشام ؟هتاف من الجان الآخر ، سنوات عجاف سيتبعها سنوات سمان بإذن الله ،قلبت يداي في حيرة من أمري ، ونظرت إلى السماء ، أنتظر الفرج من القادر ، إذا قال كن فيكون ، منذ زمن بعيد عندما كنت في الإبتدائي إذا كان درسنا عن سورية يحضر معلم الجغرافيا معه خريطة ،كتب عليها خريطة بلاد الشام ، لم تكن هناك خريطة منفصلة لسورية ، هكذا اعتقد الطلاب ، سورية جزء من بلاد الشام لا فواصل بينها وبين أخواتها ، أترك بلاد الشام إلى خالقها ، وانا مطمئن بإذن الله سيحفظها ويحرسها ويمكن اهلها في الأرض إنه على ما يشاء قدير.
نظرت إلى مدينتي حلب بعين محب. شاهدت جهاتها الأربع ، خر ناظري راكعا" ساجدا" حزينا"، يضمده الأسى ، ويقترب منه كؤوس الأمل ، الأمل صباح ،والأسى حزن وسواد، والصباح يلتهم السواد ، ما أروع فارس الامل وهو يصرع بسيفه فئران الأسى . الناس يزحفون وراء فارس الأمل ، والأسى أشلاء تمتصها الأرض ، لتكون سمادا" لسنابل الزمن .
حلب مدينة الحب ، إذا حذفنا من حروفها اللام ، بقيت حب ، هناك شريط كهربائي متوهج يراه كل حلبي محب لمدينته ، يمتد من الكرة الأرضية إلى باب قلعة حلب ، ترسم أنواره أطياف كلمة الحب ، كل مصباح يتوهج بالأمل ، وكل ضوء مداد نوره آالاف الأرواح من الأطهار ، ما أروعك يا شريط الحب ، ستبقى متوهجا" مادام الزمن ينبض .
الحب أسرع مولود في الكون ، يلد من نظرة واحدة . ولا يعرف مراحل التكوين والتطور ، يلد كبيرا" كالجبل ، قويا" كالإعصار ، لا يعرف الاستسلام ، يقاتل حتى النهاية ، كتب على صفحة حروفه إما انوار يعانق أبراج السماء أو موت يغيظ الأعداء .
الحب منذ ولدت الإنسانية وعند كل الشعوب لونه واحد ، وطعمه واحد ، الحب والحرية توأمان ، يرسمان السعادة لكل الناس .. ولكل الناس.