قرة العين
عهد هيثم عقيل
لطالما كان أبواي الكريمان يحدثاني عن بلدي وحبيبتي سوريا, عن سحر جمالها وروعتها ولذة فاكهتها وخضارها وكل شيء فيها..
وكنت صغيرة حينها لم أدر معنى حديثهما, لم أدرعن أي نعيم كانا يتحدثان آنذاك وأنا المحرومة من وطني ونبض قلبي منذ نعومة أظفاري حتى الآن..
لم أشم هواءها البليل, لم أطأ ترابها الغالي, لم أتلذذ في حضنها الدافئ قط
لكن قلبي وروحي تعلقا فيها بشدة, وخاصة الآن .. غيرتي عليها, وعلى أبنائها وأراضيها, مبانيها وشوارعها.. أغارعليها من أولئك الظلمة الفجرة وهم يدنسونها ويفتكون بها دون شرف أو نخوة.
أراها تدمّر وتسحق وما باليد إلا القليل, يا له من شعور بئيس يجعلني أصرخ وأصرخ من أعماق روحي.. يا ترى هل من سبيل؟؟
ياترى هل من سبيل لأصل إليك سوريتي وأسحق من يسحقك وأبني على أنقاض دمارك صروح المجد والحضارة يا حبيبتي ..
ما قدرتك حق قدرك في السابق, كنت طفلة صغيرة لا أعرف معنى "الحرية" والوطن, ولكن اليوم أعرف وأقدّر كل حرف في اسمك "سوريا"!
طال البعد والفراق, طالت الأحزان والآمال, طالت غربتي عنك يا قرة عيني أنت لكن يظل الأمل والإيمان عميقين برب كريم رحيم أن أكحل عيني بمرآك ولو طالت السنون..
ومن يدري لعل الحكمة من ذلك, أن أعمّر بنيانك بيدي, وأكافح ليبقى مجدك عالياً وكي أعرف قدرك جيداً يا قرة العين يا بلدي ..