أمي

د. ميمي قدري

[email protected]

في يوم عيدك يا أمي أبعث لكِ برسالتي المُحملة بباقات نبضي وآيات الشكر والعرفان

كنتِ دائمة التحليق في سماء أحاسيسنا حاملة على أكتافك همومنا وخوفك علينا من الغد الآت من باطن المجهول

أمي المرأة التي نشأت وترعرعت وسط عائلة عريقة الأصل .. كانت لا تنام ليلها ويطول بها السجود وهي ترفع أكفها الى السماء داعية المولى عز وجل أن يُعيد لنا أبي سالماً من غربته الطويلة .. تحملت الكثير من أجلنا وأعتنقت مذهب الصبر عندما شارك أبي في حرب اليمن سنة 1962 ومن بعدها شارك في حرب 1967.. كان أبي غارقاً في أداء الواجب وكانت قوته تُستمد من ايمانه بالله ومن أمى الزوجة الصالحة الصابرة

تتشابك أمامي الآن خيوط الذكرى وأراها وهي تستقبل أبي بوجهها البشوش الناضر من كثرة الصلاة

أسمعها وهي تحدثه وتقول: لا تقنط من رحمة الله ولا تفتقدنا في جهادك وغربتك فنحن معك أنا وأبنائي أينما كنت ..فأرواحنا تتبعك تُساندك تُحيل بينك وبين ظلمة الغياب

أراها الأن أمامي وهي تنفثُ القيم والمباديء والأخلاق الكريمة في نفوسنا

وهي تشدُ على أيادينا وتُشيد بداخلنا مبدء احترام الآخرين والتعاطف مع الفقراء

علمتنا أن كل الأطفال أطفالنا وأن كل الشيوخ آباء وأمهات لنا ..... علمتنا أن نفرق بين اللئيم والكريم

كانت دائما تذكر لنا حديث الرسول (صل الله عليه وسلم)( رفقاً بالقوارير)

وكان نصحها الدائم لنا :ابتعدوا عن من يُهين المرأة فمن أهانها لئيم ومدوا جسور الصداقة والمحبة مع من يُكرم المرأة فمن أكرمها كريم

أتذكرها بعد الانتهاء من السجود وختم الصلاة وهي تُنادينا وتلمنا تحت جناحها وتنبهنا آلا ننحني الا لله مهما اشتدت الآزمات وآلا نكرم رجل مخافة شره

فالله أكبر على كل زارع شر

هاهي أمامي...!! قام الطبيب ببتر قدميها وهي صابرة داعية لله أن يستر أبناؤها بعد مماتها كما سترهم في حياتها

رأيتها وهي ممدة مستعدة لاستقبال وجه الله الكريم.. يالله !!وجهها كما هو يشع نورا والابتسامة تعلو ثغرها ..لك ياأمي أهديك باقات نبضي وسر شموخي

أماه من غيرك يحمل أوجاعي؟؟!!!

يحصد من القلب أناتي

ويلملمني ظلي وذاتي.....

بنورك تاب الزمن عن هفواته

وجفت شواطيء البكاء

تُجيرها ابتسامتك المحفوظة ...

كذِكر الله في الأرض

يكاد الحنين يطوي سحر أيامي

لم تزل شمس الربى وارفة

فعودي,,, تعالي

سئمت الأحزان

أحتاج ببين أحضانك مكاني

أماه

حواكِ قبرُ رست عليه النجوم

تتعلم منكِ الصبر

وأنا هنا....

أنتحبُ ولا أجد للدهر أعذ اراً"

أتذكر عرس ليالينا

فتُبكيني الذكريات

أماه

أُغازل ضُحاكِ

فتنبت الأرض مجاجا" من الوحدة بدونك..

و بدونك بتنا نُقاسي...وأصابنا التناسي ..

فأينَ أنتِ لِتُعلميني كل يوم ...

كي أزرع الربيع في الشتاء

بين كفيك خمائل السندس الموشاة بالحنين

أدوووور على نفسي بين أرض وسماااااء

أبحث عن كنوز أنفاسك

وضمة أودعت فيها الآماااااااان

يارمال الأحزان هذه أمي

أسكرت الدهر بعطرها الحاني

فكانت تطمئن لها أنفاسنا في الدار

فأنَ تراكِ؟

أفترشتُ شوقي اليك

هنا فلذتكِ ضيّعت بعدك الدواء

وامتلكتها مكانات قربكِ و الداء

جسدي يُبلى ,,أدركيني براحتيك فهما الشفاء

سأُعطي للذكرى عيوني التي كانت دلالكِ

و أوقد شموع الحرمان

أنشدُ لوعتي

وأبثُ شكوتي

وليمد الدُجي بعذابي

في يوم عيدك

وتشجيني الحسرة

ففيها آلامي

آذار فيك آنست وحدتي

ويا أمي أبدا",,, أبدا" لن أنساك