ستيف جوبز عربي إذاً!
جمانة سوري الوكاع
طالبة ثانوية عامة/علمي
هما تفاحتان غيرتا وجه العالم: تفاحة نيوتن، والتفاحة المقضومة شعار (آبل لنت)، مات سيتف جوبز مؤسس الشركة ليخسر العالم تكنولوجيا مبدعاً جاء بالابتكارات والتطوير على مدى العمر المليء بالعطاء منذ مرحلة الثانوية والتي قضاها شغفاً بالإلكترونيات ثم سعى ليبدأ حلمه ويموت وقد تحقق هذا الحلم وزيادة.
قد تتفاجأ كما تفاجأتُ أنا إذ تقرأ عن حياة (ستيف)، أنه طفل لأبوين أميركيين بالتبني وإن أبويه الحقيقيين أم أميركية وأب يدعي عبد الفتاح.. هذه الكلمة العربية والتي تدفع بك لتكمل قراءة السطر بشغف (عبد الفتاح جندلي).
ستيف عربي إذا..ستيف سوري الأصل..تكمل القصة باستغراب... سيزداد بعد علمك بتخلي أبويه عنه بعد عدة أشهر من إنجابه بطريقة غير شرعية وإعلانه للتبني، ثم زواج ذات الوالدين بعد عدة أشهر من تخليهم عنه وإنجابهما طفلة اعتنيا بها لتصبح روائية مشهورة على الطراز الأميركي لا تحمل من الفكر العربي إلا اسمها (منى سيمبسون).
عمر الأب الآن ثمانون عاماً وهو يرفض التعليق على وفاة ابنه وهو قد ندم منذ وقت على تخليه عن ابنه ستيف وأعرب عن أمله في لقاء للـ»ذي صن» بأن يتصل به ستيف قبل فوات الأوان، أو أن لم يدرك جندلي فواته منذ أن تخلى عن طفله وأخلاقه وعروبته ووطنه.
يتخبط جندلي بآرائه إذ هو بين لهفته للقاء ابنه وبين كبريائه العربي كما يزعم والذي يمنعه من مهاتفة لابنه كي لا يظن أحد بأنه سعى للسيطرة على ثروة ستيف «أنا لا أريدها وأملك مالي الخاص، ما لا أملكه حقاً هو ابني وهذا ما يحزنني»، هكذا يقول فتتفاوت ردود الفعل العربية على مواقع التواصل الاجتماعية بين من يقول أن ستيف كان ليكون بين متظاهري حمص اليوم لو لم يهاجر أبوه وبين ثوري مناد أن انصروا سوريا إن كنتم تريدون ستيف آخر وبين ساخر من ذاك الكبرياء الشرقي المريض والمشوه والآخر يقول لعبد الفتاح ابو ستيف هذا أفضل ما قمت به لأنه لو بقي معك لأصبح فاشلا فالعرب لا يعرفون كيف يجعلون من أبنائهم أشخاصاً مبدعين وناجحين فكم من عربي مبدع بمستوى جوبز ضاع في بلده ولم يجد دعم واحد يتبناه.. ليجيب الآخر فلندع القدر يأخذ مجراه..
مات ستيف جوبز أميركياً..مات ستيف بوذياً مات ستيف وفي جسده يجري دم عربي ينادي عروبتنا وعزة ديننا فينا أن لا نترك مبدعينا ليصبحوا (ستيفاً) آخر.
فلتقبل تعازي (ستيف) في نيويوك ولنقبل نحن تعازينا فينا بأننا متنا وليس إلا الوعي وإصلاح النفس يحيينا..