الزعتري وما أدراك ما الزعتري!!
عهد هيثم عقيل
أناس جاؤوا يطلبون العون ، الأمان والمسكن
فيلقون معاملة سيئة برد قارس وخيم تكاد تتمزق !!
جاؤوا "نازحين" رغم أنفهم من مسقط رأسهم يطلبون بعضاً من الرفق والحنان ، يتناسون به ألمهم وهمهم الكبير.. فبماذا يجابون ؟؟
لن أتحدث طويلاً عن مأساتهم في ذاك المخيم المسمى "بالزعتري"
فهم قلما يحصلون على طعامهم اليومي ويلبسون ثياباً تقيهم قسوة الشتاء الحالي !
بل إنهم لم يحظوا بمسكن دافئ يبعد عنهم غزارة الأمطار وتراكم الثلوج !!
قدموا من موت وفقر وجوع إلى ما هو أسوء منه !!
أين العدالة والشهامة يا عرب, أين وصايا رسولنا الكريم بإغاثة الملهوف وإطعام المساكين !!
لنضع أنفسنا مكان هؤلاء..
ماذا نريد أن يقدم لنا من عون وعطف وكلمة طيبة ناهيك عن مأوى دافئ آمن في مثل هذا الشتاء القارس !
فمصابهم مصابنا وأطفالهم أطفالنا وكل ما يسوؤهم يسوؤنا..
أين الرحمة التي وضعها رب العزة في البشر, أين هي القلوب من مشهد هؤلاء "النازحين"..
أصابتنا غشاوة فلا نرى ولا نسمع أم أقفلت قلوبنا بأنانية فلا تشفق ولا ترحم ؟!!
مصابهم كبير وهمهم عظيم, وأقسم بالله لو كانوا أعداءنا ما هان علينا مشاهدتهم في تلك الحال الرثة فكيف وهم أهلنا وأحبابنا بل إخواننا وأخواتنا !!
أناشد من يهمه الأمر وكل من مازلت فيه "نخوة" العربي الأصيل و"غيرة" المسلم النبيل, أن يهب لنجدة هؤلاء الناس فهم ليس لهم بعد الله إلا أنتم وجود عطائكم!
وفي مثل هذه المواقف تتجسد الأخلاق ويميز الله الخبيث من الطيب..
فلتهبوا لنجدة إخوانكم عسى الله أن ينصر دينه على أيديكم ويجعل لنا بعد الغم فرجا
إنه وحده القادر عليه.. اللهم آمين..