النصر ام الشهادة ؟؟
أيهما أولى؟ النصر أم الشهادة؟؟ !
ظلال موسى الابراهيم
سؤال تبادر الى ذهني .. وقد بتُّ أرى خيرة الشباب يتسابقون الى ساحات الوغى .. تاركين أهلهم ودراستهم الجامعية في آخر سنواتها , سعيا وحبا منهم لنيل الشهادة في سبيل الله..
لطالما أسعدني ذلك المشهد البطولي العظيم! ولطالما فرح قلبي بتلك الهمم والنفوس الصاعدة التي باتت تأنف الذل والهوان , وتستعر غيظا من أعداء الله .. وغيرة على دينه , ثم تهب نفسها رخيصة من أجل اعلاء كلمة الله في الأرض ودفاعا عن حرمات المسلمين ....
نعم .. لقد طال العهد بشباب أمتنا وهم بانتظار فرصة سانحة للجهاد , ولطالما تمنوا أن يفتح باب الجهاد في فلسطين .. حيث لم يكن من طريق للجهاد الا هناك !
ولكن الله تعالى شاء أن يفتح لهم بابا للجهاد جدُّ قريب.. ولم يكونوا يحلمون به ..!!
وهاهو ذا مفتوح أمامهم .. فلمَ التأخر ؟ ولم الانتظار؟؟
أقول هذا وكلي فرح .. واستبشار بأن أمتنا فيها من الخير الكثير _ بفضل الله تعالى_
ولكني توقفت كثيرا عند الآية الكريمة (قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين..)
ذلك السعي والاسراع نحو الشهادة ياشبابنا الأبطال .. فماذا عن النصر؟ وأيهما أولى عند الله تعالى؟؟
أليس أن يمضي الشاب .. حاملا بندقيته .. شاقا عباب المعركة وهو يحلم بيوم النصر.. متمنيا أن يرى راية الإسلام خفاقة في كل مكان؟
صحيح أن الأعمار بيد الله ولكنني أتحدث عن الهدف ذاته.. فحينما يتجه الشباب الى ساحات الوغى وهمهم الأول والأخير نيل الشهادة في سبيل الله .. مستشهدين بقول الصحابي الجليل: ( لئن عشت لآكل هذه التمرات إنها لحياة طويلة...)
وقول رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ ( صدق الله فصدقه الله)
ولكن بالمقابل نرى أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ ماكان يقاتل الا للنصر ولإعلاء راية الإسلام , وإن أتت الشهادة الشهادة فبها ونعمت , ثم إن سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ,لم يمت شهيدا, بل توفي على فراشه عليه الصلاة والسلام , حتى لايظن الناس أن حسن الخاتمة انما هو محصور بالشهادة وحسب .
إن الشهادة هدف شخصي , والنصر هدف كبير وعامّ .. تتحقق به عزة الإسلام .. وعزة المسلمين أجمعين .. وبه تنهض أمتنا .. وتتحقق آمالنا .. ويضعف ويذل أعداؤنا...
وثمة أمر آخر .. إنه حاجة أمتنا _بعد النصر_ انشاء الله .. لأولئك الشباب الصالحين الواعين , العاملين المخلصين ..فهل نقدمهم للشهادة ونترك الغثاء لمستقبل أمتنا؟؟
انني لا أدعو للقعود عن الجهاد.. بل أغبط _كل الغبطة_ تلك النفوس الكبيرة ..التي شرفت تاريخنا العظيم وبيضت صفحاته التي طال عليها الظلام ...
ولكن يبقى السؤال .. أيهما السعي إليه أولى ؟؟ النصر أم الشهادة؟؟