ما اذكره عن اثار العاصفة الثلجية
د. حسن الربابعة
قسم اللغة العربية
جامعة مؤتة
ومما اذكره عن اثار العاصفة الثلجية يوم 10/1/2013م ان جرافة او بالمصطلح الهندسي "شبل"حضر الينا على عجل مرات لفتح الطريق ، ليتمكن القاطنون من الحركة بسياراتهم من الجامعة للسوق ، وقد مرت بهم ليلة نابغية ، البستهم ثيابا بيضا باردة مرت عليهم اكثر من ثلاثين ساعة كانوا في شبه جمود ،فلا تدفئة ولا انارة ، وقد ملات الصهاريج خزاناتهم على سعر للتر "رخيص" ، فالحمد لله رواتب عالية ، ونفوس زكية تدفع دون تردد ، من كشوف رواتبهم ،التي تتعرض لضرائب "اقتل جنادب وعد ارواح" غير ان الكهرباء انقطعت وانقطعت معها التدفئة تبعا لها ،فالتحفنا فرواتنا وما اخذ من جلود الدببة لباسا لانا تخيلنا ان العاصفة الثلجية قطبية ،فاذكرتنا بالدببة القطبية ومعاناتها ،
وانتظرنا "الشبل" بعد عدة اتصالات مع المسؤولين عنه ، فمنهم من اجاب ان سائقه لا يسمع رنين الهاتف، لان صوت المحرك يطغى عليه ومنهم من قال خرج للتو ،وقد يعود،ومنهم من قال خرج من الجامعة وقد لا يعود،وهكذا بين تفاؤل بعودته سريعا وقد غصت الطرق بالثلج وبين متشائم من عودته، فهرع بعضهم بازاحة الثلج بمجرود صغير يمثل "كريكا"وبعضهم هم بازاحة الثلج بمغراف ، من خلف سيارته ليدفعها امتارا الى ان تكاد تتزلج فيبذل جهدا مضنيا لاعادتها الى كراجها الثلجي ،والقاطنون بانتظار عودة" الشبل" فرج الله المنتظر ، وبعضهم قرر ان يزيل الثلج من طريق فتحه عدة مرات، لكنه ترك خلف السيارت ثلجا متراكما، يحتاج كل قاطن الى غير كريك، ومعونة من غيره لتحريك سيارته ،هذا اذا اشتغلت من شدة البرد ،واحتمالية ان تنزل قوة البطارية، فتمنيت على سائق" الشبل المحترم" عملا بقول معروف "من يعمل خيرا يكمله "تمنيت عليه لو ازال بمشط شبله الثلوج المتراكمة خلف السيارات اقول لو فعل ذلك لاراحنا واراح نفسه عملا بقوله عليه الصلاة والسلام "ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه"لكن سائق الشبل رغم رجاء بعض القاطنين قائلين له " النجدة يا حبيبنا ،النجدة يا سيدنا " لكنه تطارم و ادبر و هدير محرك شبله ظل يجعجع من بعيد ثم ولى مدبرا غير معقب ، وانا اقرع سني .
"يقرع السن على ان لم يكن زاد في تلك الخطى اذ ودعك "
-- -------------------
الخميس 10م1/2013م ، مؤتة الشهداء